واصل ملايين الاشخاص في مختلف مدن العالم تظاهراتهم لليوم الثاني على التوالي يهتفون ضد الحرب ويطالبون الولاياتالمتحدة الامريكية المتعطشة للحرب بمنح السلام فرصة .وخرج محتجون من جميع الطوائف في اكثر من 600 مدينة في شتى انحاء العالم من كانبيرا الى كيب تاون ومن كراتشي الى شيكاجو الى الشوارع يوم السبت والاحد في مسيرات صوروا خلالها الرئيس الامريكي جورج بوش كداعية حرب متعطش للدماء في أكبر تجل لقوة الشعب منذ حرب فيتنام.ويوم السبت خرج نصف مليون شخص على الاقل الى شوارع لندن في اضخم مسيرة سلام في تاريخ بريطانيا مما سبب صداعا لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير حليف بوش الوثيق. وقال كين ليفينجستون رئيس بلدية لندن ان هذه الحرب تتعلق بالنفط فقط. الرئيس الامريكي جورج بوش لم يبال مطلقا بمسألة حقوق الانسان. وقال ريتشارد شيرز الذي شارك في مسيرة لندن بصحبة ابنه ذي الاعوام الست امل ان تثبت هذه المظاهرة للمسلمين ان حكومتنا هي التي تريد الحرب وليس الشعب البريطاني. وفي نيويورك قال الاسقف الجنوب افريقي ديسموند توتو للمحتجين خارج مقر الاممالمتحدة انه ينبغي على الولاياتالمتحدة السماح للمفتشين بانهاء مهمة البحث عن الاسلحة المحظورة في العراق. واضاف توتو الفائز بجائزة نوبل ان الحرب التي تقوم على حق تعني انك استنفدت كل الوسائل الممكنة والسلمية .. والعالم يقول .. لا.. لم نفعل بعد. وكانت اضخم الاحتجاجات تلك التي شهدتها الدول الاوروبية التي اعلن زعماؤها مساندتهم لموقف بوش في الاممالمتحدة. ومني بوش وبلير يوم الجمعة خلال مواجهة في الاممالمتحدة بانتكاسة لمحاولاتهما كسب تأييد دولي لعمل عسكري قريب لتجريد العراق من اسلحة مزعومة للدمار الشامل. وقالت فرنسا وروسيا والصين والمانيا ودول اخرى ان عمليات التفتيش التي يقوم بها خبراء الاسلحة التابعون للامم المتحدة يجب ان تستمر وذلك في بيانات استهدفت فيما يبدو تأجيل طرح مشروع قرار جديد على مجلس الامن يتضمن تفويضا باستخدام القوة تسعى الولاياتالمتحدةوبريطانيا لاستصداره. وابدى رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران سعادته بنجاح جهود بلاده في عرقلة اندفاع واشنطن نحو الحرب بعد الاستحسان الذي ناله وزير خارجيته لدعوته الى استمرار عمليات التفتيش شهرا اخر على الاقل. وقال رافاران في البرلمان فرنسا تمنح السلام فرصة. فرنسا تمنح املا للعالم والناس في كل انحاء العالم ينظرون الى فرنسا. لكن معلقين فرنسيين قالوا ان بغداد ربما لم تحصل الا على قدر بسيط من التاجيل. وقالت وسائل الأعلام العراقية ان ردود الفعل تجاه تقرير المفتشين الى الاممالمتحدة اظهرت عزلة الولاياتالمتحدةوبريطانيا كما اشاد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي بالاحتجاجات التي شهدتها دول العالم. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان المنظمة الدولية قد تحتاج الى اصدار قرار جديد بشأن العراق وحذر بغداد من استغلال اي خلاف تتصوره بين اعضاء مجلس الامن.وقال عنان لتلفزيون ابوظبي انه لا يعتقد ان الحرب حتمية لكن عمليات التفتيش لا يمكن ان تستمر الي ما لا نهاية دون تعاون بغداد. لكن وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قال انه اذا نشبت حرب ضد العراق فان الولاياتالمتحدة ستقود تحالف دول ربما يكون اكبر من التحالف الذي شارك في حرب الخليج 1991 . وخرجت أكبر مظاهرة في جزيرة مانهاتن قرب مقر الاممالمتحدة في مدينة نيويورك، وذلك بمشاركة 000ر100 شخص طبقا لتقديرات الشرطة و000ر500 وفقا لما قاله المنظمون. وهتف الاسقف ديزموند توتو، وهو من جنوب أفريقيا وحاصل على جائزة نوبل للسلام، "السلام، السلام، السلام" خلال مظاهرة نيويورك. وقال توتو "لتستمع أمريكا لبقية العالم. وبقية العالم يقول: امنحوا المفتشين وقتا". وفي جنوب أفريقيا، نظمت جماعات حقوق الانسان مظاهرة شارك فيها نحو 000ر1 شخص أمام القنصلية الامريكية في جوهانسبرج. وكانت جنوب أفريقيا، التي تخلصت من سلاحها النووي طواعية عقب تحولها للديمقراطية عام 1994، قد عرضت إرسال فريق من الفنيين لمساعدة بغداد. وفي سوريا خرج مئات الالاف من المتظاهرين في وسط العاصمة دمشق وهم يرددون الشعارات المناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل.وفي تركيا شابت المظاهرات أعمال عنف عندما تدخلت الشرطة. وفي باكستان، خرجت مظاهرات في عدد من المدن الكبرى شارك في كل منها نحو 000ر1 شخص، أحرقوا الاعلام الامريكية ودمى على شكل بوش. وفي أماكن أخرى من آسيا، دعت أكثر من 20 منظمة غير حكومية في هونج كونج إلى مظاهرة شارك فيها نحو 000ر1 شخص من مناهضي الحرب، وتظاهر عدة آلاف من التايلانديين في حديقة قرب السفارة الامريكية في بانكوك. وفي نيوزيلندا، تظاهر نحو 000ر7 شخص في كل من أوكلاند وولنجتون، أكبر مدينتين في البلاد، كما خرجت مسيرات أخرى في حوالي 20 مدينة نيوزيلندية أخرى. وفي امريكا قدرت السلطات بداية اعداد المحتجين في نيويورك بنحو 250 الف شخص لكن الشرطة قدرت العدد لاحقا بنحو 100 الف. ورغم ذلك فهذه اضخم مسيرة امريكية مناهضة للحرب ناشدت بوش عدم غزو العراق. وشكا عدد من الذين كانوا يريدون المشاركة في المسيرة من انهم لم يتمكنوا من المشاركة في الاحتجاجات بسبب الحواجز التي اقامتها الشرطة بعد ان قيد قاض اتحادي المنطقة المسموح بالمسيرة فيها لاسباب امنية. ونظمت احتجاجات اصغر نسبيا شارك في كل منها عدة الاف في شيكاجو وفيلادلفيا وسانتا في ونيومكسيكو فيما يتوقع ان يشارك عشرات الالاف في مسيرات ومظاهرات في مدن لوس انجليس وسان دييجو وسان خوسيه وسكرامنتو بولاية كاليفورنيا.وفي شيكاجو رفع نحو ثلاثة الاف محتج لافتات حملت عبارات مثل لا للحرب من اجل النفط و الرئيس بوش.. هل ستتطوع ابنتاك. وفي فانكوفر شارك نحو 25 الف شخص في مسيرة احتجاج سدت الشوارع. وفي بوينس ايرس شارك الالاف رغم هطول الامطار في مسيرة احتجاج على الحرب. وفي فرنسا وهي من اشد المعارضين للحرب قالت فرنسية ان رغبة واشنطن في شن حرب على العراق رد فعل لهجمات 11 سبتمبر ايلول. وقالت السيدة التي كانت ضمن مئات الالاف الذين خرجوا في مسيرات اصيب الامريكيون بالتوتر بسبب 11 سبتمبر والان بلغوا اقصى الحدود. وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية العدد بنحو 300 الف شخص.وفي برلين قالت السلطات ان نحو نصف مليون شخص شاركوا في مسيرة هي الاضخم منذ الحرب العالمية الثانية. وفي اسبانيا خرج نحو مليوني شخص في مسيرات احتجاج على الحرب منهم 3ر1 مليون في برشلونة فيما يمثل اضخم احتجاج تشهده المدينة على الاطلاق وخرج نحو 600 الف الى شوارع مدريد لتتوقف الحركة في وسط العاصمة.وتقدم بيدرو المودوبار المخرج السينمائي الذي رشح لجائزة الاوسكار المحتجين في مدريد وهم يهتفون لا للحرب.وخرجت مسيرات احتجاج في انقرة وموسكو وجلاسجو وجاكرتا. الارجنتينيون يتظاهرون امام السفارة الامريكية اكبر تظاهرة سلميه تشهدها بريطانيا في تاريخها