عزيزي رئيس التحرير قرأت رد مدير عام الشئون الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور عقيل جمعان الغامدي على ما نشر ب(اليوم) في العدد رقم 10826 بتاريخ 3/12/1423ه تحت عنوان (تسرب 60 ممرضة من ولادة الدمام) وبصراحة شديدة وبما سمعته عن الرجل من روية وتأن في اتخاذ قراراته استغربت رده الذي يؤكد ان هناك عدم مصداقية من المحرر الذي كتب الخبر وان ذلك يتنافى والامانة الصحفية. في الحقيقة اقدر كقارىء وكمتابع للدكتور عقيل رؤيته الخاصة ولكننا نسأله: اذا لم تكتب الصحافة عن الاخطاء وتنتقد ما تجده لا يتمشى او يصب في مصلحة المواطن فعن ماذا تكتب؟ هل تظل تمدح المسئولين لأنهم يؤدون دورهم الذي من المفروض ان يؤدوه، ولماذا نصمت حين نمدح ونثور اذا انتقدنا... وهل ستظل الاهداف الشخصية شماعة لنعلق عليها من ينتقدوننا؟ اننا نقدر للدكتور عقيل ما قاله في آخر رسالته عن استعداده التام لتقبل اي تساؤل يخدم الصالح العام ويحقق مصداقية وواقعا. ولكنه لم يقل عن استعداده لتقبل اي نقد او اشارة لوجود تصور في جهة ما من ادارته وهذا وارد ليس في الشئون الصحية فقط وهي معنية بقطاع عريض من المواطنين، ولكن في كل الادارات والمصالح الاخرى.. فمادام هناك عمل هناك خطأ ونحن بشر ولسنا مثاليين فماذا يحدث لو ان (60 ممرضة تسربت من ولادة الدمام) ونوهت الصحافة بذلك.. الاجدر ان نشكر الصحافة والا نضعها في حرج بتكذيبها وهناك طرق اخرى لا تتأتى عبر التكذيب.. فالقارىء لا يدري ايهما اصدق ادارة المستشفى؟ ام الصحفي.. واعتقد وهذا رأيي ان الصحفي الذي يكتب خبرا مثل هذا لا بد ان يكون متأكدا من مصدره ومن مصداقيته.. ويتحمل مسئولية نشره فهو يدرك ان ما يكتبه ستقرأه الجهة المعنية بالخبر ولقد حضرت واقعة مشابهة بين مدير احد المراكز الصحية في الدمام وبين محرر نشر خبرا عن تجاوزات مدير هذا المركز. فقد رد هذا المدير ردا ناريا على المحرر وبعد التحقيق والتدقيق تبين صحة الخبر. يا دكتور عقيل لنا سؤال واحد نود الاجابة عنه؟ هل نشر هذا الخبر (60 ممرضة..) استغلال لسلطة الصحافة؟ ونود ان نعرف كيف.. فاستغلال السلطة يتوجب الحصول على مكسب غير شرعي او غير قانوني فما هو المكسب الذي يمكن للمحرر او الصحيفة الحصول عليه جراء النشر؟ على ما اظن ان الاجابة ستكون بالنفي.. لأن الشؤون الصحية وهي الجهة التي يمكن الحصول منها على مكسب هي المعنية بالخبر.. اذا القصد هنا توجيه النظر من اجل البحث عما وراء الحدث محل الخبر ومعالجته. ان الجميع الادارات والصحافة والمحررين وحتى القراء يعملون لمصلحة الوطن.. وعلينا ان نشجع الجميع على قول الحقيقة والتحري الدقيق من اجلها.. وهذا لصالح المجتمع. فلنترك الصحافة تعمل ولا نضع المحرر بين مطرقة الادارات وسندان التكذيب والترهيب.. وفقكم الله لما فيه خير الجميع وندرك ثقل مسئوليتكم. @@ راشد بن محمد الثنيان الخبر