فاصلة: «يفضل المرء مجاملة كاذبة على نقد مخلص» - حكمة لاتينية - نحن لا نحب النقد لذواتنا لكننا نستمتع أن نوجهه للآخرين وهذه مشكلة فإذا انتقدت الآخرين كن صبورا وتحمل ما يأتيك من نقد . والمشكلة ليست في قبولنا النقد ولكن في تناقضنا حيث نصرح بقبوله بينما يبدو الأمر مختلفا حينما نواجه بنقد ما. وفي مهنة الصحافة يواجه الكاتب والصحفي كثيراً من الضغوط فيما إذا انتقد في زاويته أو عبر نشر رأيه في التغطيات الصحفية قطاع أعمال في المجتمع والسؤال كيف يمكن أن تؤدي الصحافة دورها كأداة تنوير في ظل تحفز مؤسسات المجتمع تجاهها هذا التحفز يمكن أن يحصر دور الصحافة في أداة نقل للأخبار دون تحليلها وهناك سيناريو يتكرر في كل مؤسسات الصحافة في العالم العربي حيث ينتقد الصحفي أي مؤسسة فيتصل رئيسها بالصحيفة للتقدم بشكوى ضد الصحفي «شكوى لفظية وليست كتابية». أو أن المسؤولين في تلك الجهة يغضبون ولكنهم يفضلون عدم الرد حتى لا يتشعب الموضوع ويحتل مساحة اكبر ولا اعرف لماذا يتحرج المسؤولون من النقد مع أن حق الرد مكفول لهم وعن طريقه يمكن لهم إيضاح الحقائق إن لم يفعل ذلك الصحفي أو الكاتب. في إحدى ورش العمل التي نظمها منتدى المرأة والألفية عن المرأة والإعلام بدا واضحا أن الجمهور وكذلك الصحافيات لديهم بعض الجهل بقوانين الصحافة كمهنة بمعنى أن البعض يعتب على الصحافية نشر مادة معينة ولا يعرف أن التعديل بشطب أو إضافة ليس مسؤوليتها فهي تسلم المادة إلى التحرير في مراحلها الأولية قبل دخولها المراحل التالية من إجازة وتصحيح وصف وإخراج وطباعة وحتى وصولها إلى القارئ كما أن البعض إذا قرأ عن مؤسسته أو عن نفسه أخباراً خاطئة لا يكلف نفسه بتصحيحها وإرسالها إلى الجريدة ولا يعرف أن على الجريدة نشر التصحيح لزاماً فهو حقها على القارئ إن جهلنا جميعا بضوابط النشر وقوانينه يجعل المسافة تكبر ما بيننا كممتهنين للصحافة وما بين الجمهور وهذا لا يخدم العمل الصحافي فضلا عن أن بعض أقسام العلاقات العامة في بعض الأجهزة يحاولون كسب الصحفي ومجاملته حتى يتردد فلا يكتب عن سلبيات أدائهم إن وجدت .. الكاتب والصحفي لديه ضمير حي فإذا أعطاه إجازة قصيرة فقد حكم عليه بالإعدام وحينها لا فائدة فالموتى لا يستيقظون. nahed@ alriyadh.com