برامج استثمارية جديدة تشهدها خدمات النقل بالسكك الحديدية بعد النمو الملحوظ وتزايد الطلب على استخدامها وهو ما فرض على مؤسسة الخطوط الحديدية التوسع في برامجها التشغيلية وتطوير الخدمة لاستيعاب الطلب المتزايد من جهة وتعزيز الثقة في القطار كوسيلة نقل آمنة ومريحة وتأتي برامج تجديد وتأهيل اسطول عربات الركاب من 58 عربة احد اهم البرامج الحالية في خطة التطوير.. المهندس خالد بن حمد اليحيى الرئيس العام للخطوط الحديدية اوضح ل (اليوم) ان خطة العمل استهدفت اعادة تأهيل عربات الركاب التي اوقف تشغيلها مؤخرا بناء على تقارير فنية اوصت بذلك وتجديد العربات القائمة على رأس العمل بحيث يتم تجديد كامل العربات خلال مدة لا تتجاوز العامين حيث تم استبدال مقاعد العربات بأخرى جديدة ذات مزايا وتقنيات حديثة مع اعادة توزيع المقاعد داخل كل عربة بشكل ادى الى زيادة ورفع الطاقة الاستيعابية لعربات الدرجة الثانية مع تحسين مستويات الراحة والرفاهية للركاب ورفع مستوى الصيانة الميكانيكية وتحديث نظم واجهزة التكييف بادخال تحسينات ضرورية على نظام التكييف تمثلت في اضافة عازل لمنع تسرب الرمال والغبار الى داخل العربة وتحديث نظام لتصريف المياه في حالة ظهورها اثناء ارتفاع معدلات الرطوبة ونظام للتحكم في درجة الحرارة.. كما تم طلاء ودهان العربات من الداخل وتجديد الارضيات وتكسية جدران وارضيات (دورات المياه بألواح "ستانلستيل") وصيانة التمديدات والأجهزة الكهربائية وتجديد هيكل العربة الخارجي.. (اليوم) رافقت ركاب القطار في احدى رحلاته ورصدت بالكلمة والصورة انطباعاتهم بشأن برامج التجديد ومستوى الخدمات التي تقدم مؤسسة الخطوط الحديدية وطموحاتهم لخدمات متطورة.. خالد عوض ومحمد بن علي البيشي طالبان بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الاحساء اكدا ل(اليوم) انهما يستخدمان القطار كثيرا في رحلاتهما واشادا بتطور مستوى الخدمة في الآونة الاخيرة.. واوضحا ان مستوى العربات حاليا لا يقارن مع الفترة السابقة من حيث وسائل الراحة والنظافة وكذلك من حيث انتظام مواعيد الرحلات ولا شك فهما يتطلعان للمزيد.. تكثيف الرحلات أنور عبدالعزيز، معيد في كلية المعلمين بالاحساء، السفر في القطار ممتع بدرجة كبيرة، وهو وسيلة نقل مأمونة، وتجديد العربات برنامج يستحق الاشادة، والمستوى الذي وصلت اليه العربات بعد التجديد لا يقارن بالسابق ابدا، الحظ كغيري من مستعملي هذه الوسيلة تطورا كبيرا في مستوى الخدمات المقدمة للركاب، حيث اختفت تقريبا مشاكل الحجوزات والتأخير في مواعيد انطلاق ووصول القطارات وهو امر يعزز الثقة في القطار كوسيلة نقل خصوصا بالنسبة للطلاب والموظفين الذين يعتمدون عليه في تنقلاتهم اليومية، اتمنى على المؤسسة ان تكثف الرحلات، لتتناسب مع ظروف الطلبة والموظفين، وان تعيد النظر في مواعيد بعض الرحلات، واتساءل لماذا اوقفت رحلة الساعة السادسة مساء المتجهة من الرياض الى الدمام، وتغير موعدها الى التاسعة مساء؟. قرأت في نشرة السكة (محطات) عن توجه المؤسسة الى بيع التذاكر عن طريق مكاتب السفر والسياحة، وهي خطوة جيدة ولكنني اتطلع الى تفعيل اكثر للتقنية في مسألة الحجز وبيع التذاكر، لماذا لا تكون هناك بطاقات ممغنطة يستعملها الراكب بدلا من الاعتماد على هذا الاسلوب التقليدي، اتصور انها توفر الوقت والجهد على المؤسسة والمستفيد من الخدمة، وحتى يفعل هذا التوجه اقترح تخصيص شباك للركاب المسافرين على الرحلة التي تغادر خلال ساعة مثلا ليتمكن الراكب من اللحاق بالرحلة بدلا من الانتظار في طابور الرحلات الاخرى مما يفوت الرحلة احيانا على المسافر. السيدة ام علي، والسيدة الواصلي، نسافر باستمرار في القطار، وهو بالنسبة لنا مريح جدا، واجراءات الحجز وشراء التذاكر ميسرة جدا، اضافة الى ان القطار يحقق للمرأة خصوصيتها، حيث تجد المرأة تعاملا محترما من قبل المأمورين، وتشعر بالامان حتى لو سافرت بمفردها، ولاشك في ان مستوى العربات بعد التجديد يشعر الراكب براحة اكثر، فالمقاعد اصبحت اكثر راحة، ومستوى نظافة العربات والخدمات الجيدة جعلت الرحلة اكثر متعة من السابق بكثير، ونتمنى ان تتحسن بصورة اكثر في المستقبل.. اما الراوية السعودي حمد الشرهان، الذي كان بين ركاب القطار في هذه الرحلة حيث كان يحضر امسية ادبية في ديوانية المغلوث بالهفوف، سألناه اولا عن سبب اختياره القطار من بين وسائل النقل الاخرى، فأجاب ان عهده بالسفر بواسطة القطار كان قديما من ايام والده حيث كان يسافر معه، وانه يحب السفر بالقطار لان له ذكريات قديمة وجميلة مع القطار، وقد أبدى دهشته من مستوى العربات المجددة ولم يكن يتوقع ان تكون الخدمات بهذا المستوى خصوصا وهو يقرأ في الصحف ويسمع الكثير من الانتقادات للسكة الحديد، وقال: لم اكن اتوقع عند اتصالي بالمحطة في ساعة متأخرة من الليل ان احصل على من يرد علي وان احصل على الحجز في الموعد الذي اريده، غير ان اسلوب موظفي المحطة كان حضاريا بصورة لفتت نظري وذلك بالنظر الى بساطة اجراءات الحجز والحصول على بطاقة الصعود للقطار، وما شدني اكثر هو مستوى العربات المجددة التي توضح بشكل لا يقبل الجدل ان وراء هذا الانجاز جهودا كبيرة تبذل من قبل المسئولين لتجاوز السلبيات السابقة، ويسعدني ان يكون القطار في المملكة بهذا المستوى المتطور، واتطلع في ظل هذ الاهتمام الى ان نشاهد في المستقبل القريب قطارات تسير بسرعة اكبر، وان تكون هناك عربات بمستوى افخم تضاهي القطارات الموجودة في الدول المتقدمة، وانا على يقين من خلال هذه المؤشرات ان ارى ذلك في القريب العاجل بمشيئته تعالى.. مها وحنان طالبتان بجامعة الملك فيصل تخصص لغة انجليزية.. اكدتا على ضرورة تطوير مستوى الخدمة في القطار، واثنتا على جهود المسئولين في المؤسسة، وقدرتا لهم اهتمامهم الواضح حيث مستوى النظافة الان افضل بكثير من السابق، وطالبتا بالمزيد من الاهتمام خصوصا ان الطالبات يعتمدن كثيرا على القطار ويسافرن ربما بشكل يومي اثناء فترة الدراسة، وعن خدمات الطعام طالبن بتنوع اكثر في الوجبات، مع اعادة النظر في الاسعار، وعن سبب اللجوء الى القطار من بين وسائل النقل الاخرى، اجابتا بان القطار وسيلة نقل مأمونة، اضافة الى ان فترة الرحلة تتيح لهن الجلوس بشكل جماعي يساعد على المذاكرة والمناقشة فيما بينهن، اضافة الى حسن تعامل مأموري القطار مع النساء ووجود رجل الامن في القطار ضروري جدا ويشعرهن براحة واطمئنان، وتمنتا على المسئولين في المؤسسة الاهتمام اكثر بخدمات العفش، حيث يتعرض عفشهن احيانا الى الضياع او تضرر بعض المحتويات مما يضطرهن في بعض الاحيان الى ادخال العفش داخل عربة الركاب.. اختفاء السلبيات ويقول سالم مخلص اليمامي.. موظف: اسافر بالقطار لانه الاكثر امنا وسلامة، اضافة الى الراحة التي اجدها اثناء الرحلة خصوصا بعد تجديد العربات، وليس هناك داع لان يسافر الانسان بسيارته ما دامت هناك وسيلة نقل توفر للراكب هذه الخدمة، وقال: اشعر بفارق كبير بين المستوى السابق والحالي فالعربات الآن جديدة فعلا من حيث النظافة والهدوء، وكذلك سهولة الحصول على الحجز حيث اختفى كثير من السلبيات التي كانت موجودة في السابق وهذا يدل على اهتمام المسئولين في المؤسسة على هذا الجهد واشكركهم على ما يقومون به لخدمة المواطن. شاكر عبدالله العطية، طالب بجامعة الامام محمد بن سعود: انبهرت بمستوى العربات بعد التجديد ولم اتوقع ان تكون بهذا الشكل الرائع والجميل، والمستوى لا يقارن بالسابق ابدا، واطالب المؤسسة بأن تزيد نسبة المقاعد المخصصة لمحطة الهفوف خصوصا في نهاية الاسبوع حتى لا نضطر الى الحجز عن طريق الدمام، وارى ان تعتمد وسائل اكثر يسرا للحجز وبيع التذاكر بحيث يمكن للمسافر ان يحصل عليها باكثر من وسيلة، وفي اكثر من مكان. خالد قايد الشمري قسم تسويق الكلية التقنية: لم اتوقع ابدا ان يكون مستوى العربات بهذا الشكل من حيث النظافة والهدوء خصوصا انني اسمع الكثير من الانتقادات في الصحف ومن الناس احيانا، فهي فعلا بمستوى العربات الجديدة، اتمنى ان اجد خدمة بيع الصحف والمجلات في القطار حتى تتكامل الخدمة، كما اتوقع ان تكون اجراءات الحجز اكثر يسرا بعد تطبيق نظام الحجز وبيع التذاكر من خلال مكاتب السفر والسياحة. لوحات ارشادية غادة: أنا موظفة اعمل في الدمام واسافر بشكل متكرر بالقطار ارتحت كثيرا لمستوى العربات بعد التجديد، فالمقاعد الجديدة مريحة وجميلة وشكل العربات اصبح اكثر ترتيبا من السابق مما يشعر المسافر بالراحة والهدوء النفسي ويمكن الاستمتاع بوقت الرحلة، واشكر المسئولين في المؤسسة على هذا الاهتمام، ولدي بعض الاقتراحات منها ان يتم وضع لوحات ارشادية بشكل مكثف وبارز داخل المحطة ليهتدي المسافر الى مواقع الخدمة مثل مكتب بيع التذاكر وتأكيد الحجز، والمطعم، وصالة الانتظار والسفر، والعفش ومكاتب المسئولين في حال وجود مشكلة او الرغبة في الحصول على خدمة معينة، كذلك اضم صوتي الاخوات المطالبات بتطوير مستوى خدمة العفش، والاهتمام بعربة العفش بشكل يحافظ على سلامة ونظافة العفش... ام علا وام حسام طالبتان بجامعة الملك فيصل اليومية ارتحنا كثيرا لمستوى العربات بعد التجديد خصوصا ان القطار هو وسيلة سفرنا اليومية اثناء فترة الدراسة، نشعر بالراحة والاطمئنان لان القطار الاكثر امانا باذن الله بين وسائل النقل الاخرى، وهو الانسب كذلك للطالبات وللمرأة عامة لانه يحفظ لنا خصوصيتنا ويشعر ذوينا بالاطمئنان علينا حيث تهتم المؤسسة بهذا الجانب كثيرا ونلاحظ ان العاملين في القطار من مأمورين ورجال امن يولون هذ االجانب اهمية كبيرة كذلك، لدينا بعض الملاحظات لماذا لم يتم تركيب ستائر في العربات المجددة، وكذلك لا توجد مخارج نجاة في حال حدوث حريق مثلا لا سمح الله في العربة، اضافة الى ان الاسعافات الاولية غير موجودة حسب علمنا، ونطالب المؤسسة باتخاذ وسائل عملية للمحافظة على مستوى النظافة من خلال وضع سلة او كيس للنفايات حتى يهتم الراكب اكثر بنظافة العربة. صالح العنزي موظف يعمل في الرياض يقول: كنت اسافر بالسيارة واعاني جهدا ومشقة كبيرين بسبب ارهاق السياقة وتعب الطريق، وفكرت مؤخرا في القطار، والواقع انني دهشت كثيرا بمستوى العربات المجددة وما كنت اتوقع ان تكون بهذا المستوى من الراحة والهدوء اضافة الى الخدمات ولامكانية الاستفادة من الوقت اثناء الرحلة، اتمنى ان يزداد عدد الرحلات وفق مواعيد مناسبة لاوقات الموظفين، مثل ان تكون هناك رحلة مبكرة في الصباح متجهة من الرياض الى الدمام مثل الرحلة المبكرة التي تخرج من الدمام الى الرياض، وهذه الرحلة ستكون مناسبة للموظفين، اتمنى على اخواني ركاب القطار ان يحافظوا على نظافة القطار، حتى يظل بهذا المستوى المريح. عبدالوهاب القحطاني، ومعيض عبدالله القحطاني، ومحمد الغامدي.. طلاب بجامعة الملك فيصل بالاحساء: مرتاحون لمستوى النظافة والتطور الذي طرأ على خدمات القطار ونشكر المسئولين في المؤسسة لاهتمامهم الكبير بخدمات الركاب عموما خصوصا الطلبة حيث تسهلت اجراءات الحجز للطلاب بعد تطبيق نظام قبول بطاقة الطالب الجامعي بدلا من خطاب التعريف، خدمات المطعم تحسنت كثيرا غير ان اسعار الوجبات مرتفعة ونرجو من المؤسسة اعادة النظر فيها. هذه بعض انطباعات وملاحظات ركاب القطار على برامج التطوير التي تنفذها سكة الحديد والتي انجزت بجهود وطنية مخلصة، بهدف رفع كفاءة وجاهزية اسطول المؤسسة، وسيمكنها ذلك مستقبلا من زيادة عدد الرحلات لمواجهة الطلب المتزايد على هذه الخدمة، وتقديم خدمة نقل متميزة لسنوات طويلة، من جانب آخر فقد حقق هذا البرنامج للمؤسسة وفرا ماديا مقارنة بتكاليف تأمين عربات جديدة حيث تبلغ تكلفة تجديد العربة الواحدة ما يقارب مليونا ومائتي الف ريال، فيما تبلغ قيمة شراء عربة جديدة من نفس النوع (2.5) مليون يورو، اي ما يعادل ثمانية اضعاف كلفة التجديد. رصيف محطة الدمام المهندس خالد اليحيى يتفقد احدى المركبات قبل مغادرة القطار