التسوق بالأحساء متعة فالأسواق المفتوحة متواجدة على مدار الأسبوع وفي كل يوم ينتقل السوق إلى مدينة أو قرية أخرى كالخميس في الهفوف والأربعاء في المبرز وهكذا. ويأتي سوق القيصرية شاهدا تاريخيا على ذلك ليصبح رمزا من رموز الحركة الاقتصادية في البلاد وتحفة معمارية جميلة وتراثا عربيا أصيلا فهو قلب المدينة النابض بالحياة وهو رمز لأصالتها وعراقتها وتتوفر به جميع الاحتياجات والسلع والخدمات وهو بمثابة البازار قال احدهم عن السوق:القيصرية مخزن لجميع احتياجات وكماليات الشرق فيه الأسلحة والأقمشة والذهب والمزركشات المذهبة والتمور والخضراوات والأسماك المجففة والأخشاب والجراد المملح والفواكه والصنادل والأواني النحاسبة فهو بحق شامل لكل شيء فلا يمكن أن تكتمل زيارة أي قاصد للأحساء دون زيارة هذا السوق إلا أنه في العام الماضي 1422من الهجرة شب به حريق كبير أزال السوق عن بكرة أبيه وقد حرق القلوب والأفئدة وقد حزنا كثيرا لفقده فليست هي الأموال التي فقدت ولا الدكاكين الصغيرة بل هي تاريخ المكان وتجاعيد السنين على وجوه أصحاب دكاكينه وقلوبهم الطيبة وابتسامتهم التي لا تنقطع فالمكان لا يحلو إلا بأهله وقد كان السوق أيضا ملتقى جميع الناس ،العالم، الأديب، وأستاذ الجامعة والمزارع والتاجر والعامل البسيط وقد كان الناس يتبادلون فيه أطراف الحديث والشعر وأخبار الساعة فهو بحق صرح تاريخي معماري وتراثي هام فهل من السهل أن يزول السوق من ذاكرة محبيه؟!) @@د. محمد بن عبد الرحمن الدوغان