من هو المفكر؟ قيل أنه (من يمتلك رؤية نقدية شاملة ينقل من خلالها تناقضات مجتمعه والصعوبات التي يعاني منها إلى حس الناس وأعصابهم) ونحن معشر البشر ميزنا الخالق سبحانه عن سائر خلقه وفضلنا تفضيلا. أما الحيوانات فلها عقول لكنها نسبية ومتفاوتة ولا تسير حياتها بل تتعامل مع الحياة بفطرتها الغريزية التي أودعها الله سبحانه فيها. وعقل الإنسان في قدرته على الإبداع والتحسين والإدراك هو ما جعله يجلس على عرش سائر المخلوقات أما من نعت الإنسان بوصفه (حيوانا ناطقا) ففيه انتكاسة في المفاهيم. ولوجود العقل عند الإنسان أصبح مكلفا بالتفكير قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) وهذا يلفت نظرنا إلى ان العقول موجودة في كل رأس لكنها تحتاج لمثير يحركها ويزيل ما علاها من غبار ويحرك به الماء الآسن.. وكما قيل: إن عقل الإنسان كالمطاط يتمدد كلما شددت أكثر ويعتاد التمدد بسهولة كلما مرنته. والناس في تفكيرهم متفاوتون! فمنهم تفكيره كثقب إبرة! وآخرون كفوهة بركان! أما أسباب التفكير فمنها: * الحاجة لأنها أم الاختراع والحاجة بإطلاقها اما لإيجاد الحلول أو التخطيط للمستقبل أو للمعيشة... إلخ والتفكير يرتقي بارتقاء الهمة والهدف. فوائد التفكير: @ الإيمان بالله وعظمته @ إثبات الذات. كما قال الفيلسوف الفرنسي (ديكارت) انا أفكر إذا أنا موجود @ إيجاد الحلول @ سعة الأفق والنظرة الثاقبة @ البحث عن الحكمة كما فعل الفلاسفة كيف نحسن التفكير؟ ذكر الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه (التفكير الموضوعي) عدة نقاط من ضمنها: * القراءة: وذلك لدورها الفاعل في التراكم المعرفي. قال الأقدمون: (العالم من عرف كل شيء عن شيء وشيئا عن كل شيء) ويقول أحد المفكرين: (إذا كنت تقرأ لتوفر على نفسك التفكير فقد يكون من الأحسن لك أن توقف القراءة تماما) ويقول جون لوك: ( القراءة لا تمد العقل إلا بمواد المعرفة لكن التفكير هو الذي يجعل ما نقرؤه ملكا لنا) * اختيار وقت البكور للتفكير لتوفر الذهن الصافي * تسجيل ما توصل إليه من نتائج مباشرة ودون تأخير * البعد عن الضوضاء * تحديد ما يراد التفكير فيه * الانطلاق في التفكير من حيث توقف الآخرون في نتائجهم. @@ أحمد بن عبد الله العيسى