يعيش 16ألف مريض بين الحياة والموت في انتظار زراعة الاعضاء، ويسبقهم الأجل قبل الحصول على فرصة البقاء، وتقتصر مجالات التبرع على الكلى في حالات نادرة من الأقارب الأحياء، وأخذت حملة تغيير المفاهيم طريقها نحو المجتمع بمساهمة طلاب وطالبات كليات الطب بحافزية بين الشباب متطلعة الى أجواء المنافسة في الأعمال التطوعية تحقيقاً للاهداف الانسانية. الأمل الجديد أعلن بالمنطقة الشرقية قبل سنوات، ليؤكد على ضرورة تعريف المجتمع بأهداف التبرع بالأعضاء، وبذل عدد من الاطباء المجهودات الشخصية التي انطلق من خلالها المقترح بحملة وطنية للتوعية بجدوى هذا العمل، ويظل ذلك الحلم هاجسا مشتركا بطبيعة علاقة المعايشة المؤلمة للواقع اليائس، حين يشرف الكثيرون من المرضى على النهاية دون امكانية الانقاذ عندما يكون رفض التبرع بالأعضاء حالة تردد وامتناع تغلب عليها حواجز واهمة، بالرغم من صدور الفتاوى الشرعية التي أجازت ذلك وحثت عليه. وتقول الدكتورة هيفاء القثامي الاستاذة بطب جامعة الملك عبدالعزيز: إن اقترح الكثير بادرة تتحول الى نشاط توعوي بهذا المجال ميدانياً، حيث بدأت حملة تستمر كل 3 شهور لمدة عام كامل، ويتم تنفيذها في عدد من المدن الرئيسية، وشهدت جدة الخطوة الاولى في مجال نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، وحققت النجاح بما يعول عليه الكثير في الاقناع والتجاوب مع الاهداف الانسانية وأن تبلغ الرسالة المستوى المنشود. وتضيف ان التجاوب مع الحملة يعد مؤشرا على الايجابيات التي تدل على امكانية استثمار التوعية في تصحيح المعلومات التي تعيق عملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وقالت: إن زراعتها لمرضى الفشل العضوي تمثل واقعاً فرضه التقدم الطبي الحديث، فبعد سلسلة العمليات الناجحة في بلادنا يأتي بنا الحديث عن ثقافة التبرع بالأعضاء، وعن مدى وعي وإلمام أفراد مجتمعنا بها، حيث إن قلة هي التي تفكر في التبرع بأعضائها بعد الوفاة، فالغالبية العظمى منا لا يحبون التفكير في مآل أجسامنا بعد الممات، ومن أبرز العوائق التي تكون سببا في رفض الأهالي التبرع هو ضعف التثقيف الشرعي بجواز التبرع بالأعضاء. وفي تقريب هذا المفهوم فان علاقة الانسان تنتهي مع هذه الدنيا بعد الوفاة إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له.. علم ينتفع به .. صدقة جارية، فما بالك حين تكون هذه الصدقة أعضاء من جسد متوفى يهب به حياة للاخرين، ان أعضاء متوفى دماغيا واحد تساعد -بإذن الله- في إنقاذ حياة 6 الى 8 أشخاص يرقدون على فراش الموت لا أمل لهم بالحياة بعد الله سوى هذه الأعضاء، ومن هنا جاءت فكرة حملة «ومن أعضائي حياة»؛ تعزيزا لدعم برنامج التبرع بالأعضاء والذي يلقى رفضا من أهالي المتوفين. وتقوم فكرة الحملة على توعية المجتمع بكافة طبقاته بمفهوم الوفاة الدماغية، وبأهمية التبرع بالأعضاء وسط التركيز على التوعية بالحكم الشرعي، إضافة إلى عرض بطاقات التبرع بالأعضاء عليهم المتضمنة إخبار الأهل برغبة الفرد بالتبرع بالأعضاء، وموافقته على ذلك في حالة توفي وفاة دماغية، كما تطمح الحملة الى التنبيه لحجم مشكلة الفشل العضوي في المملكة، والتزايد اليومي لعدد المرضى على قائمة الانتظار، والتأكيد على ان الزراعة هي الحل الناجع لرفع الألم و المعاناة عنهم. وتشير إلى ان الوضع يستدعي ضرورة تكثيف الجهود من أجل زيادة عدد المتبرعين، مشيرة إلى ان حالات الوفاة الدماغية في المملكة تقدر ب 1200 حالة سنويا، وأكدت انه عند استئصال الأعضاء من جسد المتوفى دماغيا فانه يعامل بكرامة عالية وحرمة كحرمة التعامل معه كما لو كان حيا. الجدير بالذكر، ان حملات التبرع بالأعضاء تعد تطوعية ومشروعا اجتماعيا انسانيا، ينطلق من مبدأ الشعور بالمسئولية تجاه مرضى الفشل العضوي، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات الطب بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الاعضاء، وفي محطتها الأولى بجدة كان لها صدى كبير حيث تفاعل المجتمع مع البادرة الطيبة، وتم الحصول على أكثر من 1000 بطاقة تبرع من الزوار وسوف تستمر أن شاء الله سعيا إلى تأصيل ثقافة التبرع بالأعضاء.