قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب باعتماد الجمعية العامة قرار سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    هيئتا "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو الدول الأعضاء إلى نشر مفهوم الحلال الأخضر    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الحكم سلب فرحتنا    «خدعة» العملاء!    الخرائط الذهنية    جرائم بلا دماء !    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    عاد هيرفي رينارد    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    لماذا فاز ترمب؟    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    علاقات حسن الجوار    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    انعقاد المؤتمر الصحفي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للخماسي الحديث    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    أجواء شتوية    مقياس سميث للحسد    الذاكرة.. وحاسة الشم    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأزق التعليم يكمن في نظرة البعض للتطوير على أنه استجابة للضغوط
الدكتور والناقد والصحافي سعيد السريحي:
نشر في اليوم يوم 30 - 01 - 2003


الجزء الأول من حوار الدكتور السريحي
@ الدكتور سعيد السريحي علامة مضيئة في تاريخ الثقافة السعودية والصحافية. ناقد له رؤية خاصة حول الحداثة والنقد.. دخل في معارك كثيرة حينما بدا يفكر بشكل أوسع مما هو مسموح به في نطاق جامعة أم القرى..وصلت هذه المعارك إلى حد التكفير ،عانى معاناة مريرة في فترة تقديمه رسالة الدكتوراة التي طبعها في 400 ورقة حيث صدر قرار في أربعة أسطر يقضي بوقف رسالته وتغيير المشرف الذي حددته الجامعة نفسها ..ثم ناقشها لمدة خمس ساعات من الزمن في رمضان عام 1409ه وبعد شهور من المناقشة قيل له أن مجلس الجامعة اجتمع و أحال رسالته إلى لجنة لا يعرفها ، ثم اصدروا حكمهم ضدها بأنها رسالة غامضة وأن فيها ما يخالف الثوابت والمعتقدات ،ثم طبعت ووزعت هذه الرسالة في الوطن !تفرغ للعمل في صحيفة (عكاظ) بعد أن تقاعد من جامعة أم القرى. فأشرف على أقسامها المتخصصة إلى جانب عمله الحالي كمساعد لرئيس تحرير (عكاظ)... ينفي وجود ظاهرة الغزو الفكري ويرى أنه مفهوم عسكري قائم على العنف ..أما الفكر فهو عنده نوع من الحوار بين الحضارات والثقافات فوجود الفكر ينفي وجود الغزو، كما ان وجود الغزو ينفي وجود الفكر...لكنه يرى أن ثمة تلاقحا بين الحضارات والثقافات ينتج عن التأثير والتأثر..ولكننا لسنا مستلبون ثقافيا ويرى أنه علينا أن نتعلم من أجدادنا الذين استفادوا من دراستهم لفكر اليونان والرومان بوعيهم وإدراكهم لأهمية الانفتاح على الآخر .. كما يرى ان بعض المثقفين العرب الذين يتخوفون من الانفتاح على الآخر ينطلقون من إحساسهم الدفين الذي يصور لهم عجز ثقافتنا عن المقاومة ،كما انه يرى أنهم ينطلقون من جهلهم بآليات الثقافة ،واكبر خطرا نتعرض له هو عدم إيماننا بثقافتنا.كما يعتبر الكتابة تجربة حرة ، كما يعتبر الإنسان كائنا حرا لذلك فهو يرى أن الكتابة خارج الأقواس هي تعبير عن الرغبة في تحرير اللغة والإنسان معا .. عاشق وملوع مسكون بهاجس اللغة العربية ،مثقف ليس من السهل محاورته ،بليغ بكل ما في هذه الكلمة من معنى ،يرى أن لكل ناقد مشاركات وأدوارا لا ينبغي أن نتجاهلها .كما يرى أن هؤلاء النقاد يتوزعون الأدوار وينهض كل منهم بشطر .فثمة من أسس للنقد الأكاديمي يرى أن الحديث عن الإمساك بالنظرية هو نوع من التعميم الذي لا يفضي إلى الحقيقة .. الدكتور السريحي الذي قال إنني أرهقته بأسئلتي كان متعاونا معي ،ومستجيبا لرغبتي في تحديد لحظة الحوار رغم مشاغله اليومية مع صحيفة (عكاظ). واستمر حواري معه على الهاتف قرابة الساعتين وربع الساعة من الزمن .لن أطيل عليكم قرائي الكرام بل سأدعكم الآن تتعرفون على تفاصيل الحوار بأنفسكم وتستمتعون بثقافة ضيفنا البليغة والراقية جدا .
نظرية
@ ثمة من يرى أن النقاد المعاصرين والذين جاءوا بعد الغذامي لا يستطيعون الإمساك بالنظرية ،والمنهج النقدي لغياب المشروع النقدي عند أكثرهم ،ولافتقادهم الرؤية النقدية ..ما تعليقك على ذلك وأنت واحد من هؤلاء النقاد الحداثيين ؟
لست أدري عمن تتحدثين من النقاد ثمة من سبقوا الغذامي ،وثمة من زاملوه ،وثمة من جاءوا بعده.غير أن الحديث عن الإمساك بالنظرية هو نوع من التعميم الذي لا يفضي إلى حقيقة .اعتقد أن لكل ناقد من هؤلاء النقاد الأرضية النظرية التي ينطلق منها ،وعدم دخوله في دائرة نظرية الغذامي لا يعني أنه لا يمتلك نظريات ،أو لا يعني أنه ينطلق من فراغ
ناقد مميز
@ من من النقاد السعوديين الذي نستطيع القول انه عمل عملا نقديا بارزا ومتميزا يمكن من خلاله قراءة الواقع الفعلي للأدب المحلي وأدب الجزيرة العربية قراءة شمولية تترك أثرا بالغا في سياق النقد الأدبي بصورة عامة ودون تحيز ؟
لكل ناقد مشاركات ،لا نستطيع أن ننكر دور الدكتور منصور الحازمي كرجل من أوائل من أسسوا للنقد الأكاديمي في المملكة .لا نستطيع أن ننكر قبل ذلك دور محمد حسن عواد ،لا نستطيع أن ننكر دور سعد البازعي،معجب الزهراني ،عالي القرشي ،الأستاذ محمد صالح الشنطي .لست ارتاح لهذه الأسئلة التي تحاول أن ترتب النقاد كما يرتب التلاميذ في المدرسة هذا هو الأول وهذا الثاني ،وهذا ناجح ،وهذا راسب . ثمة أدوار يتوزعها النقاد وينهض كل واحد منهم بشطر.. غير أني أريد أن أؤكد أن مسئوليتنا تجاه أدب الجزيرة فقط.. مسئوليتنا تجاه الأدب العربي ،الثقافة العربية تجاه القديم الذي ينبغي أن ندرسه ،تجاه الحديث الذي ينبغي أن نتابعه .
رحلة الإبداع
@ حدثنا عن رحلتك مع الإبداع والحياة وعن تجربتك الصحفية ؟
هذا سؤال بلا ضفاف لأنه سيفتح الحديث طويلا عن النفس ،ولست ممن يرتاح كثيرا للحديث عن نفسه وتجربته ،فللحديث حول هذا الموضوع شيئا من (الشيفونية) التي أحاول أن ابرأ منها .لأني أريد أن أقول أن هاجس الأدب هو الذي حملني ذات يوم أن أرجو مدير المدرسة الثانوية التي كنت أدرس فيها أن ينقلني من القسم العلمي الذي وجهت فيه إلى القسم الأدبي ،هاجس الأدب العربي هو الذي جعلني ارحل من جدة حينما لم يكن فيها قسم للغة العربية لكي أدرس في مكة حيث يتوافر قسم بكالوريوس للغة العربية ،هاجس الإبداع هو الذي أدى إلى قطيعتي مع الجامعة بعد ذلك ،هاجس الإبداع هو الذي يسكنني بشكل أو بآخر قارئا له محاولا ممارسته .
قطيعة
@ ذكرت أن ثمة قطيعة حدثت بينك وبين الجامعة فهل من الممكن أن نعرف نوعية أو أسباب هذه القطيعة ؟
أنا كتبت رسالتي في موضوع وافقت عليه الجامعة ،ومع مشرف عينته الجامعة، وبعد خمس سنوات قدمت رسالتي فقررت الجامعة أن تغير المشرف ،وحددت مشرفا جديدا ،وحددت المناقشين ثم تمت مناقشتي انطلاقا من المشرف الجديد الذي حددته الجامعة ،ومن اللجنة التي كونتها وقررت الجامعة منحي الدرجة، ثم صادق مجلس قسم الدراسات العليا على النتيجة ،فصادقت الكلية على النتيجة كذلك .نوقشت خمس ساعات في إحدى ليالي رمضان 1409 ه، بعد شهور عديدة قيل لي أن مجلس الجامعة اجتمع و أحال رسالتي إلى لجنة لست اعرف من هي!! ثم قيل لي أن في رسالتي ما يخالف الثوابت والمعتقدات ،وأن في رسالتي غموضا!! لست أعرف عن ذلك شيئا لم يقل لي ما هي هذه المخالفات ،لم تذكرها اللجنة التي ناقشتني ،لم يذكرها المشرف الذي عينته الجامعة لمتابعة رسالتي ..لست أعرف شيئا،لا اعرف أي شيء مما قيل سوى أن رسالتي قدمت في 400 صفحة وكتب عنها تقرير لا يتجاوز الاسطر الأربعة، ثم قررت الجامعة سحب الدرجة .
عنوان
@ ما عنوان الرسالة وهل طبعت الآن ؟
رسالتي الآن طبعت، وطبعت داخل المملكة ،وتوزعت داخل المملكة بعنوان (حركة اللغة الشعرية) وأذكر أنني أهديت نسخة منها لمدير الجامعة آنذاك وكتبت له وهأنا أعلنها على الملأ فأعلنوا أنتم ما أثرتم حولها .ولكن أحدا لم يعلن شيئا .وبإمكان من يريد بعض التفاصيل أن يعود إلى بعض الصحف التي تطرقت إلى المشكلة وأذكر منها على سبيل المثال (مجلة التربية الحديثة) التي تصدرها جامعة عين شمس ،في الموضوع الذي كتبه الدكتور شبل بدران بعنوان (الأيديولوجيا والبحث العلمي في جامعة أم القرى) وتطرق فيها إلى موضوع الرسالة واستشهد ببعض الخطابات السرية التي كانت تتداول آن ذاك وأذكر منها أيضا موضوع غلاف (لمجلة أدب ونقد المصرية) حيث جاء على الغلاف عنوان (في جامعة أم القرى الشيخ يطارد الباحث)، وهناك مجلات أخرى ومقالات عديدة تطرقت إلى الموضوع لعل آخرها ما نشره الدكتور شاكر النابلسي في جريدة (القدس) قبل بضعة شهور .
أسباب
@ لكن ما الأسباب التي دعت كل هؤلاء الأشخاص إلى أن يوقفوا رسالة الدكتوراة ؟هل ثمة خلاف بينك وبين هؤلاء الأشخاص على المستوى الفكري أو الشخصي دعاهم إلى ذلك؟
لست أنا الذي يجيب عن هذا السؤال إنما الذين يجيبون عنه هم الذين أوقفوها.. ليس بيني وبينهم أي خلاف على مستوى شخصي .
استلاب عقلي
@ ثمة من يرى أن هناك استلابا عقليا وروحيا يذوب البنية الفكرية في العالم العربي عبر ما يسمى الغزو الثقافي الفكري من خلال حركة التحديث المستوردة. في رأيك هل ثمة شيء يسمى استلابا.. وهل يستطيع أحد ،أو ثقافة ما إن تسلبنا ثقافتنا الأم وعقيدتنا الروحية وهويتنا الثقافية والدينية؟
* دعيني أقاطعك فأقول هل الفكر هو نوع من أنواع السيارات ،أو نوع من أنواع العقاقير ،أم نوع من أنواع المبيدات الحشرية لكي نتحدث عن استيراد ، ثقافيا نحن نذهب لكي نتعلم أجدادنا قبل ذلك ذهبوا إلى الفكر اليوناني ودرسوه ،الفكر الروماني ودرسوه ،والغرب جاء إلينا لكي يتعلم ،ونحن بحاجة الآن إلى أن نتعلم ،أهمية أن نتعلم ..الثقافة ليست معدات طبية لكي نستوردها ،الثقافة وعي نحن من يجب عليه أن يذهب إليها لكي يستوعبها بعد ذلك بإمكانه أن يقبل أو أن يرفض غير أن هذا القبول وهذا الرفض ينبغي أن ينطلق من الوعي .
تأكيد
@ هذا يعني أنك تنفي حدوث الاستلاب الروحي والفكري للعقائد وللعادات والتقاليد وللهوية ولكنك تؤمن بوجود التأثير والتأثر المتبادل بين الثقافات ؟
* نحن مستلبون أمام ضعفنا ،مستلبون بسبب ضعفنا، أما حينما نعي هويتنا.. نعي ثقافتنا فإنها عندئذ سوف تزداد ثراء بما نعلمه، أما حينما نكون كالكائنات ناقصة المناعة نحن مصابون بالإيدز ثقافيا ،لذلك يرعبنا أي انفتاح على الآخر لأننا لا نمتلك أجهزة المناعة ،أكثر الناس حديثا عن الدفاع عن الثقافة العربية ،اكثر الناس جهلا بها ،وأكثر الناس خوفا على الثقافة العربية هم أكثر الناس قدرة في الثقة فيها .
روائيات
@ من من الروائيات السعوديات نستطيع أن نقول أنها تركت بصمة مميزة في عالم الإبداع الروائي ..ونستطيع أن نطلق عليها لقب روائية ؟
* أنا أود هنا أن أشير دون تردد إلى تجربة رجاء عالم ،وعبر الثراء الذي قدمته للمكتبة العربية ، نحن أمام تجربة استثنائية في الأدب العربي وليس في الأدب المحلي ،غير أني بإمكاني أن أشير كذلك إلى تجربة ليلى الجهني، أو نورة الغامدي فهي تجارب جيدة كذلك . ولكن الاستثناء في الصوت الروائي فحسب، وليس في المملكة فحسب وإنما على مستوى عربي هي تجربة رجاء عالم.
قصيدة النثر
@ قصيدة النثر ما موقفك يا دكتور منها ....وهل يمكن الخروج بها من دائرة النثر الفني إلى دائرة الشعر العربي الفصيح والمقفى ..ثمة من يرى أنه من الصعب تحديد هوية النثر الفني عن الشعر النثري فماذا ترى أنت كناقد حداثي ؟
* نستطيع أن نخرجها من هنا لندخلها إلى هناك ،هي ليست نثرا هي شعر ،شعر بمعنى أنها تمتلك الشعر في جوهره امتلاكا لرؤيته حول العالم حول الوجود ،هي كذلك طريقة في التعامل مع اللغة ،حينما نفهم الشعر على أنه رؤية وآلية في التعامل مع اللغة عندئذ بإمكاننا أن نفهم تجربة قصيدة النثر على أنها تجربة شعرية مختلفة لا يمكن أخذها على أنها نثر فني ،ولا يمكن كذلك إدخالها في موضوع الشعر العمودي ،أو الشعر الحر ،ليست نثرا فنيا لأنها ليست لها اهتمامات ومواضيع النثر الفني الذي عرفناه منذ طه حسين وسيد قطب ،و الرافعي ومن إليهم..ليست نثرا فنيا ،كذلك ليست شعرا حرا كالذي عرفناه لدى نازك الملائكة ،وليست شعرا عموديا بالتأكيد كالذي عرفناه لدى نزار ،أو لدى عمر أبو ريشة ،إذن هي تجربة قائمة بحد ذاتها تكشف عن مفهوم الشعر حينما يكون رؤية للعالم وطريقة في التعامل مع اللغة.
خارج الأقواس
@ لماذا اخترت هذا العنوان لكتبك (الكتابة خارج الأقواس).؟
* الكتابة خارج الأقواس كما قلت في المقدمة هي مجموعة أبحاث تسعى إلى تحرير اللغة، وتحرير الإنسان وضع العالم بين أقواس معناها أن العالم يتحول إلى شيء لا نستطيع أن نغير فيه شيئا تماما كالكلام الذي بين قوسين ،أنا أريد أن أرفع هذين القوسين ،أنا أعتبر الكتابة تجربة حرة ،وأنا اعتبر الإنسان إنسانا كائنا حرا، لذلك أقول ان الكتابة خارج الأقواس هي تعبير عن الرغبة في تحرير اللغة والإنسان معا.
الدكتور الشنطي
@ ما تعليقك على مشروع الدكتور محمد صالح الشنطي وهل تعتقد أن له دورا فاعلا في تطور الحركة النقدية في وطننا ؟
* أولا أنا لا أعرف شيئا يسمى مشروع فلان ..أنا أتحدث عن تجارب نقدية متواصلة والدكتور الشنطي من أوائل الذين اهتموا بالحركة القصصية والشعرية في المملكة ،وقدم جهدا رائعا في هذا المجال، وكان يتحرك لفترة قليل هم الذين تحركوا فيها ،إذا كان ثمة ما الحظه على مشروع الشنطي، أو على تجربة الشنطي الكتابية فهو تسامحه كثيرا في إطلاق أسماء القاصين والمبدعين على أشخاص لا يرقون إلى مستوى أن تكتب عنهم الدراسات ،أو أن يرصدوا في معاجم.أنا لا أتخيل أن في المملكة 160 قاصا يستحقون أن يتابعهم الشنطي في كتابه عن القصص في المملكة العربية السعودية.
صراع فكري
@ وماذا عن صراعك الأدبي النقدي مع معارضي الحداثة؟
* ماذا أريد أن أقول عنهم تلك مسائل موجودة في كتبهم ،وفي كتبي ،وفي المقالات التي نشرت كان خلافا فكريا حادا.
بداية الصراع
@ لكن كيف بدأ وإلى أين انتهى ؟
* صعب جدا كيف بدأ ..بدأ بخلافات بيننا كنقاد ثم انفرطت المسألة فتدخل فيها من لا يفقه مفهوم الخلاف النقدي ، ومن لا يفقه مفهوم التجربة الأدبية وامتدت المسألة طويلا أنت تحدثينني عن صراع عمره يقارب العشرين عاما.
اختلاف
@ هل مازال هذا الاختلاف الفكري بينكم موجودا؟
* لا يزال موجودا.. وإن لم يظهر على شكل حوارات ،أو على شكل مواضيع صحافية ،لكن ما زال الذين يخالفونني يؤمنون بأنني على غير حق ومازلت اعتبر أنهم على غير علم .
نمو وتطور
@ في رأيك ما ابرز ملامح النمو أو التطور الثقافي في المنطقة الغربية ؟
* التطور الثقافي نتحدث عنه الآن في المملكة وليس في الحجاز .نتحدث عن وطن واحد حينما يكتب معجب الزهراني في جريدة (الرياض) أنا لا اعرف على من أحسبه على بلاد غامد و زهران ،أو على منطقة الرياض،حينما يكتب حسين بافقيه في جريدة (الرياض) هل احسبه على جدة أمام على الرياض ،حينما يكون الغذامي في جدة أو في الرياض هل احسبه لمنطقة القصيم .نحن نتحدث عن حركة ثقافية ممتدة في أرجاء المملكة.. علي الدميني هل هو من المنطقة الشرقية أم من بلاد غامد .ليس بإماكننا أن نتحدث عن أقاليم نحن نتحدث عن ثقافة وطنية على مستوى المملكة يشارك في صياغتها العديد من المثقفين من مختلف مناطق المملكة .
خطاب نقدي
@ ما تقييمك للخطاب النقدي في المملكة الذي بدا بمحمد سرور الصبان ومحمد حسن عواد وغيرهم وخطاب النقاد الأكاديميين كمنصور الحازمي ومحمد الشامخ، والنقد الواقعي الذي يمثله محمد العلي، وفايز أبا وعلي الدميني إلى حركة الحداثة في النقد السعودي التي بدأت في مطلع القرن الخامس عشر الهجري ،معك ومع الغذامي والبازعي ،وحركة النقاد الجدد والتي يمثلها كل من حسين بافقية ومحمد العباس، وعبد الله الحكيم ومحمد الدبيسي و آخرون؟
* دعيني أقول ان سمة البدايات هي بداية البحث عن تحقيق الوجود ولذلك ظهرت في تلك المرحلة فكرة المجموعات ،مجموعة من الأدباء يصدرون كتابا وثانيا وثالثا كانت معركة إثبات وجود ،ثم على يد النقاد الأكاديميين كانت محاولة منهجة النقد ،إعطاء النقد الصبغة العلمية ،في مرحلة النقاد الواقعيين كانت محاولة لربط الأدب بالواقع الاجتماعي والهم الوطني العام ،في مرحلة الحداثة كانت محاولة الاكتشاف .مرحلة النقاد الجدد هي مرحلة الاكتشاف ليست مرحلة الكشف عن موجود ولكن مرحلة اكتشاف ما ليس موجودا.
تواضع التجربة الشعرية
@ كتبت الشعر لكن ما نشرته قليل جداً هل هذا اعتراف بتواضع تجربتك الشعرية وتفوق الناقد والباحث عند السريحي؟
* دعيني استشهد ببيت لشاعر اعتقده أبو تمام
==1==ويسىء بالإحسان ضنا لا==0==
==0==كمن هو بابنه وبشعره مفتون ==2==
وأنا أقف بجلال أمام الشعر لذلك أتخوف كثيرا من أن أكون شاعرا ..كتبت وواتتني الشجاعة ونشرت .. وكتبت ولم امتلك الشجاعة فلم انشر ووقفت عند بدايات كثيرة ولم امتلك الشجاعة لكي أكملها .
مأزق التعليم
@ هناك لغط كثير حول ضرورة تطوير مناهج التعليم العام..ما مأزق التعليم في المملكة؟
* المأزق الحديث الآن أن التطوير ضرورة لمواكبة احتياجات العصر ،وتطوير التعليم ضرورة لأن كل أمة من الأمم ينبغي لها أن تطور مناهجها التعليمية بشكل أو بآخر..المأزق الآن أن أي تطوير يتم سوف ينظر إليه الذين يجهلون أهمية التطوير على انه استجابة للضغوطات لذلك نحن أمام مأزق أن نطور فيتوهم المتوهمون أننا استجبنا لضغوطات ما، أو ألا نطور وعندها نحكم على أنفسنا بالانغلاق والفشل عن مواجهة تحديات المستقبل .
علاقة
@ علاقتك بالمرأة هل يتقاطع فيها المثقف الإنسان أم الرجل المهموم برحلة الحياة الصعبة؟
* كل هذه التقاطعات... المرأة التي تمتد من حكايات جدتي إلى المرأة التي تمتد إلى هموم ابنتي.. مرورا بالمرأة الأخت .. بالمرأة الزوجة والمرأة الزميلة في مجال الإبداع والكتابة والنقد .
ترهل وجمود
@ الأندية الأدبية جامدة ومترهلة كما يشكو الكثير من الأدباء والمثقفين..كيف السبيل إلى بنائها من جديد..ولماذا لا ينتخب الأدباء مجلس إدارة الأندية ؟
* سأبدأ من سؤالك الأخير لماذا لا تطبق اللائحة لكي ينتخب المثقفون من يمثلهم ؟! و أحيل هذا السؤال من طرفي إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب متسائلا أين هي اللائحة التي لم تطبق منذ أكثر من عشرين عاما ؟!!هذه مسألة المسألة الأخرى لدينا ما يزيد على عشرة أندية و إطلاق حكم عام عليها قد لا يكون دقيقا ولا صادقا ،المسألة الثالثة دعينا نراجع هذه القوائم من المسؤولين في الأندية الأدبية ونسأل أنفسنا هل قدم كثير من هؤلاء شيئا لكي يصبحوا مؤهلين لإدارة الثقافة في الوطن .ثمة مأزق وأنا هنا سأستعيد مقولة الدكتور عبد الله الغذامي (نحن بحاجة إلى التفكير في هيكلة أخرى للثقافة تختلف عن نموذج الأندية الذي استهلكه الوقت)، ودعينا نتذكر انه حينما أنشئت الأندية الأدبية في بداياتها كان القائمون بها يتمثلون برجال لهم عمق التجربة ،ونشير هنا إلى محمد حسن عواد ،و أشير إلى عزيز ضياء، وأشير إلى أدباء الرياض كابن خميس وابن إدريس وحمد الجاسر ..منهم الآن الذين يتولون أمور الثقافة في الشمال و الجنوب والشرق والغرب ..هناك مسؤولون في الأندية الأدبية هيأت لهم مناطقهم بقاءهم في مناطقهم أن يصبحوا رؤساء وأعضاء مجالس إدارة بينما تاريخهم لا يكشف عن علاقة ما بالأدب والثقافة.
على اليمن في احد المهرجانات الخارجية
مع والده حين كان طفلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.