استأذن في تنحية ملفات الساعة لحظة، لكي نتابع قصة فتاة شيشانية اسمها الزا كونغايفا. إذ كما يحق للتليفزيون أن يبث خبراً عاجلاً على الشاشة أثناء عرض فيلم أو مسلسل، فربما جاز لنا أن نحذو حذوه، وأحداث فيلم الافتراس الأمريكي للعراق ماثلة بين أيدينا. (1) اذا سألتني لماذا نقطع (إرسالنا) لأجل حكاية الزا كونغايفا، فردي السريع أنني وجدت فيها صدى قوياً للأجواء التي تعيشها منطقتنا، من خليط الاستباحة والهوان، إلى الاجتراء على إهدار ثوابت الحضارة الإنسانية، من جانب الظلمة والمستكبرين. أما اذا سألتني عن وجه الاستعجال في الموضوع فردي أن القصة من اعجب ما سمعت، ثم أنها ما زالت طازجة وحية، ومثيرة للغط لم يتوقف في موسكو. القصة لها حكاية. إذ صدمني تقرير قرأته حول موضوع الزا في صحيفة (الحياة) اللندنية لمراسلها في موسكو (عدد 20/1). وكانت الصورة التي خرجت بها مفجعة وموجعة. إذ رغم أن الاخبار والتقارير التي تبعث على الغم وتورث الاكتئاب أصبحت مألوفة في زماننا الداكن، حتى أصبحت قراءة صحف الصباح بمثابة تمارين يومية على التعايش مع المهانة والانكسار. إلا أنني وجدت في حكاية الزا كونغايفا نموذجاً غير عادي اختلط فيه الجبروت بالقسوة والانحطاط. الأمر الذي يعيد إلى أذهاننا فظائع الميليشيات والعصابات الصربية في البوسنة، مع فارق أساسي، هو أن ممارسات تلك الميليشيات كانت تتم بتوجيه خفي من حكومة بلجراد، أما الذي يجري في شيشينيا فانه يتم بتأييد معلن من حكومة موسكو، التي اعتبرت نضال الشيشانيين المستمر منذ 300 سنة جزءاً من (الحملة الدولية للإرهاب) التي أعلنتها الولاياتالمتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر. وهو ما اقتنعت به الولاياتالمتحدة وباركته، الأمر الذي رفع الحرج عن موسكو وأطلق يدها في دماء وأعراض الشيشانيين إلى ابعد مدى. أمسكت بالخيوط التي وقعت عليها في صحيفة (الحياة)، وتتبعت اثر القصة في مصادر أخرى. تقارير اتحاد الاتصال الثوري الشيشاني، وبيانات مركز القوقاز، وما نشرته مجلة (نيوزويك) الأمريكية وصحيفة (فرانكفورت الجماينة) الألمانية، واكتملت الدائرة بحوار أجراه مع ممثل الرئيس الشيشاني اصلان مسعادوف في السعودية، دانيال عبد الوهاب، الذي قام بزيارة لبعض أهل الرأي في القاهرة معاتباً، ومذكراً بأن ثمة جريمة مستمرة في الشيشان، يستخدم الروس فيها أحط الوسائل وأكثرها نذالة ووحشية. ادري أن (فينا ما يكفينا) كما يقولون، والحاصل في فلسطين ليس منا ببعيد. كما أن الحاصل في العراق، الذي يوشك أن يدخل منعطفاً جديداً هذه الأيام، يضيف العبث والازدراء إلى جانب الهوان. لكننا لا نستطيع أن نتجاهل أن الشيشانيين منسوبون إلينا أيضاً. وتلك جريمتهم التي يعاقبون لأجلها. بل ازعم انهم من ضحايانا. مرة لأنهم دخلوا في الإسلام وانفض المسلمون من حولهم. ومرة ثانية لأنهم بسبب ما فعله بعضنا في 11 سبتمبر صنفوا ضمن (الإرهابيين)، الأمر الذي أعطى الروس رخصة لسحقهم بغير هوادة. (2) ما كان لنا أن نسمع باسم الزا كونغايفا لولا الدور الذي قام به رجل اسمه يوري بودانوف. وهو عسكري روسي يحمل رتبة عقيد، كان يقود كتيبة للدبابات مرابطة قرب بلدة (تانغي - تشو) في منطقة اوروس مارتان الشيشانية. والمهمة التي كلف بها انحصرت في تأديب وترهيب الشيشانيين. سواء كانوا سكاناً او مقاومين، واحداث القصة بدأت في ليلة 26 - 27 مارس عام ألفين، وهي الليلة التي احتفل فيها الرجل بعيد ميلاد ابنته التي بلغت الرابعة عشرة من العمر، وتزامن ذلك مع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية، التي أسفرت عن فوز ساحق للرئيس بوتين، الأمر الذي أشاع البهجة بين أفراد الكتيبة. ولان فرحة العقيد بودانوف صارت فرحتين، فانه لم يكف عن الشراب طوال الوقت، حتى بعد أن ذهب جنوده إلى منامهم. وإذ لمعت في رأسه فكرة شيطانية بعد منتصف الليل، وهو في حالة الانتشاء الشديد، فانه سارع إلى إيقاظ ثلاثة جنود هم طاقم إحدى العربات العسكرية، وأمر السائق بالتوجه إلى القرية المجاورة: تانغي - تشو. اخترقت السيارة أحد شوارع البلدة النائمة قرابة الواحدة صباحاً. وطلب العقيد بودانوف من السائق أن يتوقف امام أحد البيوت، ثم أشار إلى الجنديين المرافقين لكي يتبعانه، وأمرهما باقتحام باب البيت الذي شاءت المقادير أن يكون سكانه هم آل كونغايفا. حطما الباب واصبح الثلاثة في قلب البيت خلال دقائق، ليجدوا أمامهم أفراد الأسرة وقد تملكهم الرعب. أشار العقيد إلى (الزا) التي كانت قد انكمشت والتصقت بأخوتها الأربعة، بينما وقفت الأم ذاهلة تحاول حمايتهم، تحت تهديد السلاح انتزع الجنديان الفتاة من بين أضلع اخوتها، واقتاداها إلى السيارة يتقدمهما بودانوف. عادت السيارة إلى موقع الكتيبة، واصدر العقيد أوامره إلى الجنديين باقتياد الفتاة إلى غرفته. ولم يعرف بالضبط تفصيلات ما حدث بعد ذلك، باستثناء أن الرجل دلف إلى الغرفة وراءها، ثم انفرد بها. وفي الساعة الرابعة صباحاً فتح الباب ثم استدعى الجنديين اللذين رافقاه، وطلب منهما دفن جثة الفتاة التي كانت مسجاة وسط الغرفة وهي عارية تماماً. تنفيذاً للأمر العسكري لف الجنديان الفتاة ببطانية قديمة. وقاما بدفنها في مكان قريب من موقع الكتيبة، مع ملابسها التي كانت تحولت إلى قطع ممزقة. (3) كان يمكن أن تنتهي القصة عند هذا الحد، ويضاف اسم (الزا) إلى قائمة الأشخاص الذين يختطفون ويختفون في بلاد الشيشان، وقد ضمت القائمة حتى الآن أسماء اكثر من ألفي شخص، وذلك بخلاف الذين يقتلون، والأولون لا يعرف مصيرهم بالضبط، وأحياناً يعثر على بعضهم مشوهين من اثر التعذيب في قرى بعيدة، او يستدل عليهم أهلوهم بعد أن يقوموا برشوة الضباط او الجنود. أما الآخرون فان أهلهم يعرفون انهم قتلوا، ويفقدون الأمل في عودتهم. حسب تقرير (نيوزويك) (15/10/2002) فقد قتل في حرب الشيشان الأولى (94-1996م) ما بين 80 ألف إلى 100 ألف شيشاني. وحين استؤنفت الحرب مرة ثانية في عام 1999 وحتى الآن، فان عدد قتلى الشيشانيين يتراوح بين 20 و40 ألفاً. في هذه الحرب الأخيرة أضاف الروس إلى أساليب سحق الشيشانيين والانتقام منهم بعضاً من الأفكار التي يستخدمها الإسرائيليون ضد رجال المقاومة في الأرض المحتلة، وفي المقدمة منها هدم بيوت العناصر التي يشك في إسهامها في عمليات المقاومة، والانتقام من الأسر التي تتهم بإيواء او موالاة المقاومين. وهذا الانتقام يتم أحياناً بهدم البيوت وتجريفها، وأحياناً أخرى بجمع المشتبهين ثم نسفهم دفعة واحدة، بحيث تختلط الأشلاء ولا يعرف عدد الضحايا! في تقرير (نيوزويك) أن القوات الروسية اقتحمت في الثالث من يوليو الماضي (عام 2002) قرية (مسكيار يورت) التي شكت في موالاة سكانها للمقاومة. وقامت بربط 21 رجلاً وامرأة وطفلاً معاً، ثم فجرت فيهم عبوة ناسفة مزقتهم إربا. ثم القي بحزمة الجثث وكومة الأشلاء في حفرة، استدل عليها الناس لاحقاً حين نبشتها الكلاب وكشفت عن الأعضاء والأشلاء الآدمية. أحياناً يتمنى الذين يبقون على الحياة لو انهم ماتوا. هكذا قال تقرير المجلة الأمريكية، الذي استطرد مفصلاً فيما جرى في الصيف الماضي لسكان قرية (زيرنو فودسك)، الذين تمت مطاردتهم إلى حقل خارج البلدة. واجبروا على مشاهدة نسائهم وهن يغتصبن. وحينما حاول أزواجهن الدفاع عنهن، قام الجنود الروس بتكبيل أيدي 68 منهم، ثم ربطوهم في شاحنة مصفحة، وجرى اغتصابهم بدورهم. وبعد الحادث ترك 45 منهم القرية، وانضموا إلى الثوار في الجبال. أضاف التقرير قائلاً: في القرية رجل مسن فاقد البصر تقريباً، اسمه نوردي داييف، دقوا مسامير في يديه ورجليه لأنهم شكوا في اتصاله بالمقاتلين. وحين استعاد أقرباؤه جثته في وقت لاحق، كانت إحدى يديه مفقودة. وحين استعاد أقارب قروي اخر اسمه الدان ماناييف جثته، فأنها سلمت إليهم بلا رأس. وأجبرت العائلتان على توقيع إقرارين سجلا فيهما أن داييف وماناييف فجرا نفسيهما! (4) لم تسكت أسرة الزا كونغايفا، وإنما تحركت بسرعة في اليوم التالي مباشرة مستخدمة الأسلوب الذي اصبح متبعاً لمعرفة مصير المفقودين، حيث اصبح الجنود الروس يبيعون تلك المعلومات، وأحياناً الأشخاص، مقابل آلاف الدولارات. وإذ عرفت بما جرى لابنتهم فإنها لجأت إلى القضاء، وقدمت بلاغاً ضد العقيد يوري بودانوف اتهمته فيه باغتصاب ابنتهم وقتلها. وكبرت الحكاية حين تضامنت مع الأسرة بعض منظمات الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، الأمر الذي اضطر السلطات الروسية للتحقيق مع الرجل فيما اتهم به. في التحقيق ادعى بودانوف انه كان يشك (منذ زمن) في أن الفتاة قناصة محترفة، وانه حاول في تلك الليلة أن ينتزع اعترافها بأنها مسئولة عن مقتل عدد من ضباطه وزملائه، ولكنها رفضت الاعتراف وهددته(!)، وحاولت الوصول إلى مسدسه. إزاء ذلك انفعل وسارع إلى قتلها قبل أن تقتله، خصوصاً انه فقد وعيه جزئياً حين لاحت امام ناظريه صور رفاقه القتلى. ولم يفق من حالته هذه إلا بعد أن لفظت أنفاسها بين يديه! لم يستطع العقيد بودانوف أن يفسر ملابسات الحادث، من قبيل أن التحقيق المزعوم تم في الواحدة صباحاً، وان الفتاة وجدت عارية بعده، في حين أن مثل ذلك التحقيق ليس من صلاحيات المؤسسة العسكرية أصلاً. ومن قبيل انه انفرد بالفتاة في الغرفة، وأمر الجنود الذين رافقوه بعدم إزعاجه، ثم انه هددهم بالعقاب اذا ما تحدثوا عما شاهدوه. كان واضحاً من البداية أن المحققين العسكريين يميلون إلى تصديق رواية بودانوف انطلاقاً من التعاطف معه. ويتجهون إلى التغاضي عن القرائن التي تكذب مزاعمه، وتؤيد اتهامه بالقتل والاغتصاب. وإذا ما تتبعنا مسار الأحداث التي تلاحقت بعد فتح التحقيق مع العقيد بودانوف، سنلمس بوضوح الاتجاه إلى تمييع القضية وتستر السلطات الروسية على القاتل وجريمته الشنعاء. في 31 مارس (عام 2000) بعد أربعة أيام من وقوع الجريمة، اثبت الفحص الطبي أن الزا تعرضت للاغتصاب قبل موتها، وأفاد محضر الكشف أن الفتاة اغتصبت بطريقة وحشية ثم ماتت خنقاً. في 7 أبريل قال الناطق باسم وزارة (العدل) غيناودي ليسنيكوف أن التحقيق اظهر أن الفتاة قناصة محترفة، وأكد أنها لم تغتصب قبل موتها. لكن نائب رئيس إدارة العقوبات في النيابة العامة كذب هذا الكلام في اليوم التالي مباشرة. وقال أن إدارته لم تقم بعد بالتحقق منها. في 10 أبريل أكد نائب رئيس النيابة العسكرية يوري باكو فيلف انه لا يوجد ما يثبت صحة ادعاء بودانوف، بان الزا (إرهابية). وأشار إلى أن النتائج الأولية تشير إلى حدوث واقعة الاغتصاب. في يونيو أجري أول فحص لقوى بودانوف العقلية، واثبت تحمله مسئولية أفعاله. لكن فريق الدفاع عنه رفض هذه النتيجة وطلب إعادة الفحص. في فبراير (2001) وجهت إلى بودانوف رسمياً تهمة القتل العمد، إضافة إلى تهمتي الخطف وتجاوز الصلاحيات، وأسقطت المحكمة العسكرية التي نظرت القضية تهمة الاغتصاب، لان الفحص الشرعي الثاني أشار إلى أن الزا (تعرضت لتحرش جنسي بعد موتها بفترة زمنية). حيث افترض المحققون أنها كانت لا تزال حية طوال وجودها داخل غرفة العقيد. هذا الحكم الأخير كان نقطة تحول في مسار القضية، إذ بعد نجاح فريق الدفاع في استبعاد تهمة الاغتصاب، فانه ركز جهوده على نفي تهمة القتل العمد. ولإخراج المشهد وحبك القصة، فقد ظهر فجأة أحد معاوني بودانوف واعترف بارتكابه للتحرش الجنسي (أطلق سراح الرجل بعد شهور بقرار عفو رئاسي!). في الوقت ذاته بدأت الجهات العسكرية حملة لتخفيف اثر جريمة العقيد بوادنوف لدى الرأي العام، بعدما خشيت تلك الجهات أن تتحول محاكمته إلى فضح ممارسات الجيش الروسي في الشيشان. (5) في هذه الأجواء التي استجدت، ومع دخول عام 2002، اجتمع وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف مع رؤساء تحرير الصحف الروسية، ونقل عنه قوله في الموضوع، انه من الناحية الإنسانية يقدر موقف بودانوف، الذي وصفه بأنه (ضحية للأوضاع السائدة ونقص القوانين). وذهب الراديكاليون في المؤسسة العسكرية خطوة ابعد، حيث أرسل قائد القوات الفيدرالية في الشيشان، الجنرال شومانوف، برقية إلى والدي بودانوف، قال فيها ان ابنهما (بطل قومي يحق لكما أن تفخرا به). كانت تلك إشارة لشن حملة مناصرة واسعة لبودانوف، تعاملت مع العقيد القاتل بحسبانه بطلاً قومياً حقاً. وشاركت صحف روسية في نشاط إعلامي محموم ركز على (إنجازات) العقيد الروسي الذي كان قد حصل على وسامين قبل ذلك ل (شجاعته). كما أعلن عن فتح حسابات مصرفية لجمع التبرعات من اجل (إنقاذه)، وانهالت رسائل التأييد له من مشجعين داخل الجيش وخارجه، وتزايدت الاعتصامات امام أبواب المحكمة العسكرية مطالبة بتبرئته من كل التهم. وكان بودانوف وقضاته يقابلون على بوابة المحكمة بهتافات التأييد والتشجيع، ورفعت لافتة على باب المحكمة العسكرية التي نظرت في القضية في مدينة روستوف على نهر الدون كتب عليها (الحرية للرجل الحقيقي)! في تلك الأثناء بدا أن القضاة تأثروا بالضغوط والممارسات عليهم، وبدأت القضية تسير نحو تبرئة العقيد من التهم المنسوبة إليه. وجاء الفحص الطبي الثاني مائلاً مع الريح، ومؤكداً على أن العقيد (كان في حالة نفسية اقرب إلى الجنون لمدة عشر دقائق (...) قُتلت خلالها الفتاة) وكان هذا يعني مباشرة أن بودانوف لا يمكن أن يعد مسؤولاً عن جريمته. كما قبل القضاة تأكيدات المتهم أن الزا (استفزته) عبر تهديده بالانتقام منه ومن أفراد عائلته، على رغم تأكيد أهالي قرية الفتاة أنها أصلاً لم تكن تتحدث الروسية. لكن القضاة رفضوا الاستماع إلى شهادة عدد من أصحاب العلاقة بمن فيهم اخوة القتيلة. والغريب أن جهة الادعاء أيدت تقرير الطب الشرعي حول الحالة النفسية لبودانوف، وكاد الملف أن يغلق لولا الضجة التي أثارتها منظمات إنسانية وصفت هذه التطورات بأنها (فضيحة لروسيا). لكن الكرملين تدخل في اللحظة الأخيرة وعزل رئيس الادعاء وطلب من رئيس الادعاء الجديد إعادة فحص المتهم نفسياً. غير أن الذين تفاءلوا بهذه الخطوة سرعان ما أدركوا أنها كانت مجرد حيلة في المشهد المستمر، لان المحكمة أعربت قبل أيام - في ضوء فحص جديد - عن اقتناعها بأن العقيد بودانوف يعاني اختلالا نفسيا، وأعفته من المسئوليات الجنائية المترتبة على فعلته، ومن ثم قررت إرساله للعلاج في مصحة نفسية، قبل أن يعود لكي يواصل رسالته في مكافحة (الإرهاب) الشيشاني مرة أخرى! بقرار المحكمة أسدل الستار على القضية، وتحولت قصة الزا كونغايفا إلى صفحة في سجل هوان المسلمين وإذلالهم. معذرة لقطع (الإرسال) - بوسعكم الآن أيها السادة أن تواصلوا متابعة حلقات المسلسل في فلسطينوالعراق - (ابكوا) معنا!