في العالم كله الزبون على حق, ولذلك نراه احيانا يبالغ في دلاله وطلباته اما لدينا فهو عكس ذلك, فيصبح مستغلا من الجميع فهو لم يعتد على المطالبة باعادة سلعة اشتراها بسعر منخفض حتى لو كانت تالفة كليا. ذكر لي صديق اثق فيما قاله انه اشترى وجبة من احد المطاعم السريعة تقدم حاليا مئات الآلاف من الهدايا لزبائنها وتضع ملصقات على علب المشروب (الذي يأتي سعره مضاعفا) تنزع لكي تظهر الهدية, لم يكن صديقي بحاجة لنزع ذلك الملصق فقد كان منزوعا في الاصل وتمت اعادة لصقه فبدا ذلك واضحا بالطبع لم تكن هناك هدية!! الرواية على بساطتها وقلة خسائرها فهي مؤشر واضح على الاستهتار بحقوق الزبون من نزع الملصق يعرف ان تعيس الحظ لن يراجع ادارة المطعم ولن يضيع وقته في السؤال, وان كان قد فعل فلن يستمع اليه احد! المطاعم تقدم وجبة فاسدة وتتكرم على الزبون ان قبلت ارجاعها وقد تقدم وجبة اخرى ناقصة او ارجعها زبون آخر حقيقة لا اعرف سر شجاعة التعامل مع الزبون في السوق السعودية, بهذا الشكل الغريب الذي لا يعطيه اي حق من حقوقه. ولنا ان نقيس على ما تفعله المطاعم ما يفعله وكيل شركة سيارات كبرى يبيع زبونا سيارة بماكينتها عيب تصنيعي او اطار معاب او محل ملابس نسائية لا يرد ولا يستبدل ملابس نسائية داخلية!! الحال هو الحال مع صيدلية تبيع حليب اطفال فاسدا او سوبر ماركت يبيع مواد غذائية منتهية الصلاحية او حتى صحيفة تنشر اعلانا للوظائف كل ارقام الاتصال به خاطئة. الزبون المستهلك مسالم جدا وقد تعودت تلك الجهات على ذلك واستغلته خير استغلال. البعض يقول ان ذلك دور مكافحة الغش وهو من اختصاص وزارة التجارة وهذا صحيح الا ان الزبون الساكت عن حقه هو المسؤول الاول, فهو يسكت عندما يدفع ويأخذ ويستخدم ويتحدث عن مأساته مع اصدقائه مستهلكا وقتا اطولا مما لو تحدث مع الجهة التي خدعته!! ان مقولة الزبون على خطأ والتي تطبقها كل الجهات التجارية والخدمية داخل البلاد لم تأت من فراغ بل ان الاستهتار واللامبالاة من قبل البعض شجعها على ذلك. آمل ان يتنبه الجميع لذلك فليس كل البائعين شرفاء وحسن النية يجب الا يعامل به الجميع, وليس كل من يخدع وقته لا يسمح له بالمطالبة باسترداد ما دفعه. المطلوب وقف ذلك الاستهتار من قبل البائعين ولن يتسنى ذلك سوى بموقف من الزبون.