تطرح كاتبة الصراع الدائر الآن بين وزارة العمل السعودية والتجار، بشأن قضية تأنيث محال الملابس النسائية، راصدة خشية التجار على سوق دخلها يجاوز البليون ونصف البليون، ومشيرة إلى أن هؤلاء التجار نسوا الحياء، فلم يعد يخجلهم أن تناقش المرأة السعودية شؤون ملابسها الداخلية مع رجال وافدين، فيما يرفض كاتب نموذج "الكاتب الطبل" الذي باع نفسه للمسؤول أو الجهة التي تدفع أكثر، كي يمدحها، مؤكداً أن الجميع يعرف هذا الكاتب المفضوح، والمسؤول الفاسد. كاتبة ل "تجار الملابس النسائية ": تحرككم الأرباح.. فأين الغيرة على كرامة النساء؟ تطرح الكاتبة الصحفية بدرية البشر في صحيفة "الحياة"، الصراع الدائر الآن بين وزارة العمل السعودية والتجار، بشأن قضية تأنيث محال الملابس النسائية، راصدة خشية التجار على سوق تبلغ 16.6 في المئة من إجمالي سوق الملابس النسائية ودخلها يجاوز البليون ونصف البليون، ومشيرة إلى أن هؤلاء التجار نسوا الحياء والذوق والأدب، فلم يخجلهم أن تناقش المرأة السعودية شؤون "السراويل ومشدّات صدر وقمصان نوم" مع رجال وافدين، ففي مقالها "ربما - قليلاً من الحياء لو سمحتم" تقول الكاتبة "قامت حملة نسائية شعارها «كفاية إحراجاً» لإفهام الرأي العام أن المسألة محرجة، وترافع الإعلام أمام الرأي العام وأمام المسؤول. وتم بحمد الله عام 2004 صدور قرار تأنيث باعة محال الملابس الداخلية، لكنه لم يطبق.. تأجل تنفيذ القرار سبع سنوات، وعندما أراد وزير العمل، اليوم، أن يدفع به إلى حيّز التنفيذ حرّك المعطلون القضية من جديد، وعادوا يرفعون قضية ضد الوزير أمام ديوان المظالم، على اعتبار أن تنفيذ القرار باطل وتعطيله حق، لأنهم يخافون على سوق تبلغ 16.6 في المئة من إجمالي سوق الملابس النسائية ودخلها يجاوز البليون ونصف البليون؟". وتمضي الكاتبة راصدة "يحاول الطرفان، الوزارة والتجّار، اللعب على المسألة الاقتصادية لتبرير المسألة أمام الرأي العام: الوزارة تزعم أن هذا القرار سيحل جزءاً من مشكلة البطالة. مليون امرأة تقدمن لوزارة العمل عاطلات من العمل ويطالبن بتأمين «حافز»، والتجار يردون بأن هذا القرار لن يحل المشكلة ولا يحزنون، «فبعض» البائعات سيكنَّ غير مواطنات؟ هكذا، القصة تناقش بكل بساطة في مجتمع عُرف عنه محافظته الشديدة إن لم نقل تشدده فيما يخص قضايا النساء"، ثم تتوجه الكاتبة للتجار قائلة "هل نقول لهؤلاء: انتبه لقد وقع منك شيء مهم، وقع منك شيء اسمه الحياء والذوق والأدب التي يحترمها حتى الغرب.. فما دخلت محلاً لبيع ملابس نسائية في الغرب ووجدت رجلاً يبيع للنساء ثيابهن الداخلية". وتؤكد الكاتبة أن مَن عطل تأنيث الملابس الداخلية، فعل ذلك خدمة للتجار، وتقول "وأنه هذه المرة، مثلما في مرات سابقة.. في خدمة التاجر". " الرطيان": بعض الكُتّاب يبيعون أنفسهم للمسؤولين الفاسدين يرفض الكاتب الصحفي محمد الرطيان في صحيفة "المدينة" نموذج "الكاتب الطبل"، إشارة إلى أنه كاتب أجوف، لا يملك شيئاً، معتبراً أنه خان اللغة والمعنى والموقف، وباع نفسه للمسؤول أو الجهة التي تدفع أكثر، كي يمدحها، مؤكداً أن الجميع يعرف هذا الكاتب المفضوح، والمسؤول الفاسد، خاصة في هذا الزمن الإلكتروني، أو عصر الإنترنت، ففي مقاله " الكاتب الطبل" يقول الرطيان "التطبيل: خيانة للغة، وكذب على المسئول، وتشويه للحقائق، وخيانة للقارئ.. والبلد. الكاتب / الطبل: نموذج فاقع للفساد، بل هو من سادة الفساد.. العنوه كما تلعنون كل شيء فاسد في حياتكم.. وابصقوا على وجهه ووجه كلماته الخائنة!"، ثم يعرض الرطيان للنموذج المقابل (الكاتب الفارس البطل) قائلاً "منذ طفولتي .. منذ القراءات الأولى والوعي الأول، آمنت أن الكتابة: شكلٌ من أشكال الفروسية، فيها من شجاعة الفارس ونبله وإقدامه الشيء الكثير"، ثم يعود الكاتب ليتساءل "لا أفهم كيف تكون "الكتابة" لدى البعض كذبا ونفاقا ودجلاً؟ كيف جمعوا بين رداءة اللغة، ورداءة المعنى، ورداءة الموقف؟ كيف يتحول الكاتب البطل إلى الكاتب / الطبل؟ كيف يبيع أحدهم - أو إحداهن - محبة الناس، وثقتها، وتقديرها، وإيمانها بكلماته ومواقفه مقابل حفنة من الريالات؟ الكاتب / الطبل .. مفضوح ومكشوف، خاصة في هذا الزمن الإلكتروني والذي لا يخفى فيه شيء عن المتلقي، وبإمكان المتلقي رفضك وإلغاؤك من ذاكرته، ولديه ألف منبر ليقول "لا" في وجهك، ويفضح إماء كلماتك المعروضة للبيع في أسواق الإعلام"، ثم يلقي الكاتب اللوم على المؤسسات الإعلامية قائلاً: "الكاتب / الطبل .. أراد أن يبيع نفسه - وكلماته - لمَن يدفع أكثر.. فهمنا هذه، لكنني لا أفهم كيف تقبل مؤسسة إعلامية - تحترم نفسها وقارئها - بأن تتحول إلى "دكان" ليبيع من خلاله هذا الكاتب / الطبل بضاعته الفاسدة وكلماته الرديئة ؟"، ثم يتوجه الكاتب إلى المسؤول ويقول "عزيزي المسئول .. كيف تصدق الكاتب / الطبل؟! كيف تسمح لمرتزق أن (يضحك عليك) ويصفك بكل هذه الصفات الخرافية؟.. أنت في النهاية كائن بشري ولست سوبرمان!.. من المستحيل أن تكون الأول والأفضل والأجمل بكل شيء .. أنت مثلنا.. لك أخطاؤك وعيوبك البشرية.. ثم، هل تظن أن مقالة غبية من كاتب / طبل ستقوم بتحسين صورتك أمام الجمهور؟! ". وينهي الكاتب بالتأكيد على أن الكاتب / الطبل يخدع المسؤول ويقول "عزيزي المسئول.. الكاتب / الطبل لا يخدعنا - فنحن نعرفك بشكل جيّد! - الكاتب / الطبل يخدعك أنت".