(وإن من الحب ما قتل) مثل يروى في مناسبات مختلفة، فإذا ما تأملناه وجدناه يحكي قصص اناس قتلهم الحب عشقاً وولهاً وولعاً ومعاناة .. وقد يقود الحب الى الجنون .. كما قد يقود الى القهر والغيرة وقد يدفع الحب بصاحبه الى اتون معارك ومغامرات لا يمكن تصورها .. وقد يخوض العاشق الجسور بعشقه فيافي الدنيا وفلوات الحياة باحثا عن خيط الأمل الذي يصله بمن يحب. كيف يمكن ان يقتل الحب صاحبه؟ وكيف يمكن ان يتسبب الحب في قتل اناس لا علاقة لهم بحكاية الحب؟ نعلم أن العشق المجنون قد قاد كثيراً من العشاق الى حتفهم تماماً كما انتهت حكاية العاشقين روميو وجولييت، وقد يعشق المرء نفسه وعظمته فيقوده ذلك الى حتفه تماماً كما عشق الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي ذاته وطموحاته، فانتهى مقتولا على يد أحد قطاع الطرق ممن هجاهم المتنبي. ويقتل الحب صاحبه اذا لم يبلغه ما يشتهي من وصل من يحب .. فيظل يشقيه ويعذبه حتى يرديه المهالك .. ولذلك يقول المتنبي: ==1== وان قليل الحب بالعقل صالح==0== ==0==وان كثير الحب بالجهل فاسد ==2== ولكن هل يمكن ان يكون عاقلاً ذلك الذي داهمته لوثة الحب؟ وهل يتعقل المحب والعاشق؟ يحاول البعض أن يسعوا بالفرقة بين المحبين والاصدقاء، لكن المحب لا يسمع ولا يرى فيمن يحب، ذلك ان الحب يعمي ويصم كما يقولون، كحال ابي الطيب حينما سعى الوشاة بينه وبين صديقه الحميم سيف الدولة الحمداني الذي قذفه بقدح كان بيده فأدمى جبهة المتنبي في مجلس حاشد يعج بالوشاة الذين سرهم ما آل اليه امر المحبة بين الرجلين .. فما كان من الشاعر العظيم الا ان امتطى صهوة جرحه متحاملا على ألمه، ناطقا بدماء قلبه المحب لسيف الدولة فقال: ان كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح اذا ارضاكم ألمُ وقبل المتنبي انشد أبو فراس ابن عم سيف الدولة شعرا في محبته لأميره وقائده وابن عمه عندما احس ببوادر جفاء منه فقال: ==1== اذا صح منك الود فالكل هين==0== ==0==وكل الذي فوق التراب تراب ==2== هكذا يكون المحب .. لا يرى في الدنيا هدفا سوى رضا من يهوى .. ووصل من يعشق .. اما فيما وراء ذلك فكل الذي فوق التراب تراب البيان الاماراتية