قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاثنين أن عمليات التفتيش عن الأسلحة بالعراق قد تستغرق نحو عام. وقال مارك جوازديكي المتحدث باسم الوكالة الدولية في مقابلة أجرتها شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية ان هانز بليكس كبير مفتشي الأسلحة الدوليين ومحمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أوضحا في أواخر الربيع الماضي أن عمليات التفتيش قد تستغرق نحو عام. واضاف (أوضح الدكتور بليكس والبرادعي الربيع الماضي ان هذه عملية قد تستغرق نحو عام ونحن نعتقد بصراحة ان الأمر يستحق ان ننتظر للوصول لحل سلمي راسخ وطويل الاجل). وقال من فيينا (انه خيار افضل كثيرا ان ننتظر لفترة أطول قليلا من ان نلجأ للحرب). وأضاف ان العراق (بلد كبير) وانه كلما طالت فترة وجود المفتشين هناك زاد احتمال أن يعثروا على شيء. وقال جوازديكي ان المفتشين يحظون بمساندة جماعية في مجلس الامن الدولي مضيفا (انهم مستعدون لاعطائنا الوقت الذي نحتاجه). ومن المقرر ان يسافر بليكس والبرادعي الى بغداد في مطلع الاسبوع المقبل لمواجهة مسؤولين عراقيين بشأن ما يقولان انه فجوات كبيرة في تقرير الأسلحة الذي اكد العراق فيه انه لا يمتلك أي أسلحة دمار شامل. وابلغ المسؤولان مجلس الأمن الأسبوع الماضي ان التفتيش بالعراق لم يكشف حتى الان عن دليل دامغ لكن بغداد تركت (أسئلة كثيرة كبيرة) دون إجابة. واشارت واشنطن الى انه ما لم يقدم العراق إجابات مرضية فيمكن ان يعتبر ذلك عدم تعاون في ظل قرارات الأممالمتحدة وبالتالي يؤدي الى حرب. وقال العراق أمس الأول انه يتعاون مع التفتيش الذي تقوم به الأممالمتحدة. وذكر ان اثنين من العلماء استجوبهما المفتشون الشهر الماضي رفضا مغادرة البلاد لإجراء مزيد من المقابلات. وسيطلب مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة إجابات من العراق هذا الأسبوع على أسئلة ملحة يمكن ان تثير حربا بقيادة أمريكية ضد بغداد بينما تضاعف واشنطن حجم قواتها بالخليج الى اكثر من 150 الف جندي. من جهة أخرى حث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة مع مجلة تايم ماغازين الأمريكية في عددها الأخير، بغداد على التعاون بشكل نشط وبالعمق مع مفتشي الوكالة الذين يحققون في برامج نووية محتملة في العراق، والا فان النهاية قريبة. وقال البرادعي الذي سيزور بغداد في 19 و20 كانون الثاني/يناير يجب ان يفهم العراق انه اذا تعاون حول طريقة الحصول وليس حول الجوهر عندها فان النهاية قريبة. وأشار الى انه يتوجب على العراقيين الان ان يظهروا تعاونا اكبر في المضمون. واضاف نظرا الى السنوات ال12 الماضية في التعاون غير المتكافئ من جانب العراق ونظرا الى ان العالم بأسره قد عانى كثيرا من هذا الملف العراقي، فلن يكون اي شيء اقل من هذا (التعاون في العمق) كافيا. وأوضح مع ذلك انه من الصعب بالنسبة للعراق ان يخفي برنامجا كاملا للأسلحة النووية. وقال أيضا اسلحة قد يكونوا اخفوا تقارير معلوماتية او وثائق أبحاث وتطوير ولكن هذا الأمر ليس كافيا لصنع أسحلة. وذكر ان الضغط الذي تمارسه واشنطن على النظام العراقي هو إيجابي ولكن على الأميركيين ان يطلعوا المفتشين اذا ما كان العراقيون على وشك امتلاك قنبلتهم الذرية.