يحكي ان ماري انطوانيت صاحبة العرش الفرنسي قد سمعت احتجاجات وصراخ الشعب امام القصر, وأبدت استغرابها لغضبهم وحقدهم, فسألت عن السبب, فقيل لها: سيدتي انهم لايملكون رغيف العيش (الخبز) فضحكت وقالت: اذا لم يكن لديهم رغيف فلماذا لايأكلون البسكويت (البيتي فور) وينم هذا عن جهل او تجاهل بالحالة الفوضوية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب والجماهير. وهناك مثل شعبي عراقي قديم يقال فيه (خبز) ماعدهم ليس عندهم كليجة يفرقون (يوزعون) وهو مثل ساخط يعكس ان فاقد الشيء لايستطيع التفكير بغير مايفقده, ولهذا فان الجائع اذا جاع رخص كل شيء الا الجوع, واذا مرض رخص كل شيء الا العافية, واذا فقد الامن رخص كل شيء الا الامان. وحالة ماري انطوانيت والكليجة العراقية تراودني كثيرا عندما ننظر الى الحالة الفلسطينية اوا لعراقية او حتى العربية بشكل عام فالوضع العربي يغلي فاليمين العراقي والشمال الفلسطيني كلاهما في مهب الريح تعصف به رياح لايعلم الا الله أين ستؤدي بهم وبنا, ومن بعد ذلك تأتي التغيرات الدولية الجديدة التي تلت الحادي عشر من سبتمبر لتهز العالم العربي كمهد طفل صغير يمينا وشمالا لايعرف نهاية لها ولابداية. في كل هذه الاضطرابات والقرقعات يخرج علينا الكاوبوي الامريكي والارهابي الصهيوني لينادينا بتطبيق الديمقراطية حالا والآن, فالعراق والذي عانى شعبه البائس وعلى مدار 20 عاما من الحروب والجوع والفقر, لوسألتهم من تود أن يحكمك لقال ابليس اذا كان يحمل معه رغيفا ومنزلا لاتسقط عليه الصواريخ (الامن) والحال نفسه مع الشعب الفلسطيني والذي عانى على مدار مايقارب 60 عاما من التشرد والتعذيب والتنكيل والقتل وكل انواع الاهانات, فلو سألتهم لقالوا: الدولة ومن بعدها الطوفان ولهذا من كانت يده بالنار ليس كمن يده بالماء البارد المنعش فالامريكان والصهاينة على حد سواء يعيشون مع العالم العربي حالة اليد بالماء البارد, نداء الديمقراطية وحقوق الانسان والافلاشيء, ولا احد ينكراهمية الديمقراطية وحقوق الانسان, لكنها بالنسبة للعراقي والفلسطيني ومن بعدهم العربي هي كالكليجة للخبز. د.أميمة المغربي