يقول الخبر: لم تمنع ثقافة العيب 10 فتيات سعوديات من العمل «عاملات نظافة» في مطبخ... وأقول: وكذلك الميزانية الترليونية.. لم تمنع! (1) الجوع يبتكر أخلاقه! وتقلّب الحالة الاقتصادية لأي مجتمع بإمكانها أن تعيد تشكيل وعيه وطباعه وأخلاق الشارع. الطباع تتغيّر، والكلمات - ومعانيها - تتغيّر، وأخلاق الناس تتغيّر مع تغيّر حجم الرغيف.. تذكرون حجم الرغيف الذي تصنعه أمهاتنا؟.. كان كبيراً ويكفي ثلاثة أشخاص.. صغر الرغيف، وصارت ثلاثة أرغفة لا تكفي شخصاً واحداً. (2) طباع الجائع سيئة.. وطباع المتخم من الطعام أسوأ! (3) إنني لا أحبُّ الخوضَ في عَالَم الاقتصاد، ولكن.. ماذا أفعل و»الاقتصادي» هو مَن يُحدِّد شكل وحجم الرغيف.. وموعد وصوله إلى مائدتي؟! (4) والخبز يختلف شكله وحجمه وطعمه باختلاف المائدة: هناك الخبز العادي للمواطن العادي. وهناك الخبز الفاخر للمواطن الفاخر. وهناك الخبز الأنيق: المعجون والمخبوز بطريقة أنيقة وشهية.. كأنه يدعوك لأكله! وهناك المائدة المعولمة: احتضنت في سلة واحدة الخبز الفرنسي والعربي وخبز الفوكاشيا الإيطالي والتوست والمعجنات وخبز الجباتي الهندي! وهناك الخبز اليابس للمواطن البائس. (5) في مكان ما سيصرخ الجوعى: نريد خبزًا.. نريد خبزًا.. وفي كل زمان ستكون هناك «ماري انطوانيت» ترد عليهم ببلاهة: ولماذا لا تأكلون الكعك والبسكويت؟!! (6) أخطر شيء من الممكن أن يحدث في أي مطبخ هو أن لا يبقى فيه سوى مائدتين: مائدة متخمة، ومائدة جائعة.. وتغيب المائدة المتوسطة/ الطبيعية. لحظتها.. سيسقط سقف المطبخ على رؤوس الجميع! [email protected]