قال محمود عباس في تونس انه "مستعد دائماً" لمواصلة مفاوضات السلام مع إسرائيل حال قبولها بوقف الاستيطان. وأضاف عباس إثر لقاء مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "إننا دائماً وابداً مستعدون للسير في المفاوضات" . الرئيس التونسي مستقبلاً نظيره الفلسطيني عباس قال أيضا: "اننا نقوم بدبلوماسية واسعة من اجل ان تعود المفاوضات مع وقف الاستيطان" مذكّرا بأن الولاياتالمتحدة "لم تتمكن من حل هذه المسألة". من ناحية ثانية قال لصحيفة "الأيام" الفلسطينية إن القيادة الفلسطينية تتحرك على أربعة مسارات حالياً، أبرزها حث دول العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. وأول مسار بناء مؤسسات الدولة لكي تكون جاهزة في شهر سبتمبر المقبل، والثاني حث الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية". أما المسار الثالث، فهو محاولة إعادة إحياء عملية السلام، فيما يتمثل المسار الرابع في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال الرئيس الفلسطيني: "فيما يتعلق بالمصالحة، نحن نتمنى أن يهدي الله سبحانه وتعالى حركة حماس وأن توقع الوثيقة المصرية، وفيما يخص الاعتراف، فإننا نحث الدول على الاعتراف بالدولة، أما فيما يخص عملية السلام فنحن جاهزون لها". وأضاف: "لا توجد قضية تسير على حساب الأخرى". واعتبر عباس أن "حماس" غير جاهزة للمصالحة، وقال "(حماس) غير جاهزة بدليل أنهم اخترعوا سبباً يتعلق بالمعتقلين من أجل تبرير عدم الذهاب للحوار ويدّعون أنهم مساجين سياسيون، علماً بأننا نؤكد انه لا يوجد أي سجين سياسي". وحذر الرئيس الفلسطيني من استمرار الجمود في عملية السلام، وقال "استمرار الجمود ليس جيداً لأننا في النهاية لا نريد للناس أن تصل إلى مرحلة الإحباط". وأضاف إن "الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي مستعدان للسلام والمنطقة تنتظر السلام واذا لم يحدث تقدم فلا احد يعرف ماذا يمكن أن يحدث". وأكد الرئيس الفلسطيني أنه ليس هناك حالياً أي حراك في عملية السلام، وقال: "في الوقت الحاضر لا يوجد شيء.. أمريكا فشلت في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان لفترة معينة رغم انها قدمت لهم عرضاً مغرياً يشمل إمدادات عسكرية وأمنية.. في الوقت الحاضر، لم يقدموا مقترحات ونحن على استعداد للاستماع الى أية مقترحات". وأكد عباس الاستعداد للحديث مع الإسرائيليين بعد وقف الاستيطان، مشيراً إلى أن العرض الإسرائيلي بالحديث في غرف مغلقة ليس بجديد. وقال: "هم دائماً يقولون هذا الكلام ونحن نقول إننا على استعداد للحديث معهم بعد وقف الاستيطان، وبالتالي فان العقبة ليست عندنا". من جهته رفض رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولاياتالمتحدة توقفت عن مطلب وقف الاستيطان لثلاثة أشهر أخرى. وقال عريقات، في تصريحات إذاعية، إن وقف الاستيطان التزام على نتنياهو، وعليه وقف الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي وبما يشمل القدس. وأضاف إن محاولة نتنياهو "إلقاء اللوم على واشنطن وتبرئة نفسه غير واردة ولا علاقة لها بالموضوع"، مشيرا إلى أن نتنياهو "أفشل جهود الإدارة الأمريكية لوقف الاستيطان وهو من يتحمّل مسئولية وقف الاستيطان". ودعا عريقات نتنياهو إلى التوقف عن "الدوران في حلقة مفرغة والعلاقات العامة وتسجيل النقاط.. وعليه استحقاق أن يعلن قبوله لمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 مع تبادل طفيف بالأراضي بالقيمة والمثل بنسبة واحد إلى واحد وعندها سيصار إلى مفاوضات مباشرة". وحول دعوة نتنياهو للرئيس محمود عباس للقائه وحديثه عن المفاوضات، قال عريقات: "إن نتنياهو يريد من ذلك إعادتنا إلى نقطة الصفر، وهذا لن يحدث".