توقع خبير استراتيجي عسكري مصري وقوع الضربة العسكرية الأمريكية للعراق في النصف الثاني من شهر فبراير المقبل كحد أقصى وقال أن العملية الحربية قد لا تستغرق أكثر من خمسة عشر يوما تقضى خلالها الولاياتالمتحدة على النظام وتسيطر على مقاليد الأمور فى العراق. وتوقع الخبير وهو اللواء حسام سويلم فى لقاء خاص مع وكالة الأنباء الكويتية أن الحشد العسكرى الذى تقوم به أمريكا فى المنطقة قد يصل الى مابين 150 / 200 ألف جندى تدعمهم حوالى 650 مقاتلة و1000 صاروخ توماهوك وأربع مجموعات حاملات طائرات و1200 دبابة و600 مدفع وبارجة صواريخ وخمس مجموعات خاصة من القوات الامريكية والبريطانية والمعارضة العراقية فى الخارج. ورجح ان يتم شن الحرب بعد تأكيد المعلومات النهائية عن أوضاع القيادات العراقية السياسية خاصة شخص صدام حسين والعسكرية وبعد أن تكتمل الحرب النفسية التى تشنها الولاياتالمتحدة ضد النظام بهدف استقطاب القيادات العسكرية العراقية لاسيما قادة الحرس الجمهورى وقائد لواء الصواريخ بهدف منعهم من تنفيذ أوامر صدام حسين واغرائهم بالتمرد عليه واحداث انقلاب داخلى يطيح به وبنظامه قبل بدء الحرب. واشار الى أن المشكلة التى تواجه القيادة الأمريكية فى هذا الخصوص هى وجود أكثر من بديل لصدام حسين على المخابرات الامريكية أن تتحقق من شخصياتهم. وقال أنه فى حال فشل خطط الاطاحة بصدام بواسطة انقلاب ضده مما يجعل الحرب حتمية سيتم توجيه ضربات جوية وصاروخية مركزة ضد مراكز القيادة والسيطرة السياسية والاستراتيحية مع اجراء عمليات حرب الكترونية تعيق الاتصالات اللاسلكية والسلكية بانواعها ومواقع وحدات الصواريخ والدفاع الجوى والمطارات وفرق الحرس الجمهورى التى تدافع عن بغداد ومقار الرئاسة . واضاف انه فى ذات الوقت الذى تقوم فيه قوات خاصة أمريكية وبريطانية بالضرب الجوى فوق الاماكن المتوقع وجود صدام وأركان نظامه فيها بالاضافة لمقار السيطرة السياسية والاذاعة والتليفزيون لاحكام السيطرة عليها واعلان اسقاط النظام0 وذكر انه فى ذات الوقت سيتم دفع مفارز مدرعة من المنطقة الكردية وجنوبى العراق والأردن لسرعة اختراق الدفاعات العراقية والوصول الى بغداد والاتصال بالقوات الخاصة التى تم ابرارها جوا حيث لا يمكن أن تصمد فى قتال معتمدة على نفسها ضد قوات الحرس الجمهورى المدرعة لأكثر من 3 أو 4 ساعات حيث سيسهل بعد ذلك على القوات العراقية حصارها وتدميرها. وأضاف الخبير الاستراتيجى أن القوات الامريكية ستسعى فى هذه الحرب الى تجميد القوات العراقية بالاعلان مسبقا من خلال وسائل الاعلام والمنشورات التى ستلقى على مواقعها أن الولاياتالمتحدة لاتستهدف الدخول فى قتال مع القوات العراقية ولن تقوم بقصف أهداف البنى التحتية للعراق. لكنه قال ان هدف هذه القوات سينحصر فقط فى الامساك برأس صدام ومن ثم ليس من مصلحة القوات العراقية اطاعة أوامر صدام لأنها بذلك تراهن على حصان خاسر وتتعلق بسفينة غارقة فعلا وربما يعرض قادة الوحدات العراقية فى هذه الحالة أنفسهم للمحاكمة كمجرمى حرب بعد الاطاحة بنظام صدام خاصة اذا ما استجاب قادة وحدات الصواريخ الى أوامر صدام المسبقة بقصف أهداف فى دول الخليج المجاورة برؤوس كيماوية وبيولوجية. وردا على سؤال عن احتمال قيام النظام الصدامى باطلاق أسلحة دمار شامل ضد القوات الأمريكية أوالدول المجاورة للعراق أو أن يقوم صدام بتدمير حقول ومنشآت النفط العراقية فى الموصل وكركوك تنفيذا لسياسة الأرض المحروقة التى هدد بها صدام سيتسلمون أرضا بلا ناس ولانفط ولا ماء قال ان القوات الأمريكية قد تضطر حينئذ الى استخدام أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة تفجير حجمى قنابل ارتجاجية للقضاء نهائيا على مقاومة قوات الحرس الجمهورى ودفعها الى الاستسلام وقال اللواء سويلم أنه فى مرحلة مابعد اعلان سقوط النظام وطبقا لترتيبات مسبقة مع قادة المعارضة فى الخارج والداخل ستحرص القيادة الأمريكية على ابقاء السيطرة على العراق فى أيديها لفترة لن تزيد عن 3 أو 4 شهور يتم خلالها الاتفاق على حكومة مؤقتة تشمل عناصر المعارضة فى الداخل والخارج بنسب تتفق وتمثيلهم العددى وثقلهم فى الشعب العراقى وسيكون ذلك تحت اشراف مجلس وصاية من الأممالمتحدة يضم مندوبين عن الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن. وحول مستقبل المنطقة فيما بعد صدام قال اللواء ركن حسام سويلم أن الولاياتالمتحدة ستحرص على عدم اثارة مخاوف باقى دول المنطقة حول عراق مابعد صدام بمعنى أنه لن يكون من مصلحة أمريكا استعداء ايران فى المستقبل القريب ولكن ستشجع الاتجاهات الاصلاحية وقد ترفع العقوبات عن ايران فى مقابل ايقاف دعمها لحزب الله فى لبنان وأن تعمل على ارساء الاستقرار فى أفغانستان وآسيا الوسطى وعزوفها عن تطلعاتها النووية.