لم اعد استغرب سماع مقولة كلام جرايد في اوساطنا العامة تجاه ما يجري على السنة المسؤولين والقياديين في العديد من مؤسساتنا العامة وحتى الخاصة.. ولم اعد انزعج كثيرا من مسألة النفي والتكذيب التي يتهم فيها مسؤول الصحافي او تقول صحيفة عليه من وقت لآخر.. وصورة خطاب صحافي فيه هذا الكم من التكذيب والتكذيب المضاد في قضايا تهم الناس او تتعلق بخدمات اساسية في حياتهم، فعلا قد تكون سببا ونتيجة في ترويج اللامصداقية ان صح التعبير في اوساط الجمهور.. صحيح ان هناك اجتهادات مهنية للصحافة تحت مظلة السبق والانفراد الصحافي في قضية تشغل بال الناس تأتي نتائجها عكسية على الصحافي والصحيفة.. وقد يكون السبب قراءة متسرعة او ترجمة تتجاوز ماهو مسجل او مكتوب على لسان المسؤول.. وقد يكون العكس تماما عندما يصرح مسؤول بأكوام من المعلومات المتضاربة والتي ربما تمس اكثر من قضية او خدمة تهم الناس استنادا على توقعات وربما تخمينات وليس من واقع دراسات واحصاءات وارقام دقيقة ومحددة.. وكثيرا ما يسهم الغموض الذي يغلف تصريحات المسؤولين او دعوني اقول التذاكي مع تساؤلات الصحافة المشاغبة والتي يلف فيها المصدر ويدور حول القضايا وبدرجة تفضي بلاشك لتفاسير مجنحة قدر ما تحرج الجهة وقيادييها قدر ما تربك وتضلل الجمهور المعني بالخدمة او المشكلة.. العمل الصحافي اليوم تطور في الادوات وفي اساليب العمل وبالاخص تلك التي تمس احتياجات وخدمات الناس ولكن قد لا تكون هناك اساليب متابعة داخل الصحيفة نفسها لعمل الصحافي ومدى موضوعيته وسلامته من اي شطط او تجاوزات للمعلومات والحقائق التي بحوزته على الأقل تفاديا لاحراج الصحيفة او توريطها في مسلسل اعتذارات تسيء لمصداقيتها.. الجانب الاهم بطبيعة الحال، في هذا الامر هو المسؤول او القيادي الذي يتعاطي مع وسائل الاعلام بأسلوب نجوم المجتمع ودونما ادنى اعتبار لاهتمامات الناس والقضايا التي ترتبط به.. القيادي الذي يحترم مهنة الاعلام والجمهور لايعقد مؤتمرا صحافيا الا ولديه على الاقل مختصر تنفيذي يمثل موقف الجهة او يجيب بدقة وبأرقام عن كل ما يشغل بال الصحافة والجمهور، ودون ان يترك للسانه العنان ليحكي في كل شيء إلا فيما يهم الجمهور في قطاعه.. وغدا اكمل..