ذات أمل له لون الصباح.. ورائحة الخبز ركن الصديقان الى بعضهما واتجها صوب الحياة يمتطيان دروبها في الحر.. والقز اقتسما رغيف الرمل وتزودا بآهة العناء وتاها معا في تلك الدروب وظلت ذكرى الصديق نافذة تطل على الحب والوفاء سنوات.. وسنوات حتى تجدد اللقاء على رصيف حياة جديدة ودار الحديث بين ما كان وما هو كائن وتشرعت أبواب القلوب على ما سيكون ولكن قلب عبدالله أرهقه صراع الأمل.. والألم فتوقف بعد ان ترك لصديقه فرصة الانصات الى صمته عام كامل في غيبوبة أعطت هدوءه الدائم جلالا.. واسمعتنا أحاديث لم تنطق وظل عبدالرحمن يتكيء على عصاه ويقترب من صديقه.. يقرئه السلام ويحاوره في صمت ويختم (الله يالدنيا) وها هو قلب عبدالرحمن قد توقف.. وكأنهما اتفقا على ان يكون أول من يرحل. رحمك الله ياعم (عبدالرحمن الحمين) يامن علمنا ان للوفاء نبضا هو صوته بفقدك تجدد فقدنا ل(عبدالله الطعيمي) وبفقدك توقفت مطايا اسفاركما عند باب رحمن رحيم.. ولنا من بعدكما حكايات طويلة أولها حب واوسطها صدق وآخرها وفاء.. وما بين سطر وآخر غصة فقد, وبسمة ذكرى ودعاء. (اللهم ارحمهم واعف عنهم ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).