يعود الفن التشكيلي في الأحساء إلى الستينيات الميلادية وربما قبل ذلك عندما تقرر تدريس مادة التربية الفنية وأخذت المواهب في الظهور تأكدت فيما بعد في المعارض العامة للطلبة ثم في المراكز الصيفية التي تنظمها إدارة التعليم ومع الاهتمام المتنوع ظهرت الأسماء فكان محمد الصندل وأحمد السبت وعبد الحميد البقشي وأحمد المغلوث. وغيرهم ويتوالى ظهور الأسماء والأعمال الفنية سيد حسين العلي، محمد الحمد، توفيق الحميدي، أحمد عبد رب النبي، عبد العزيز الخوفي، وخالد الفوزان فسامي الحسين، وسعيد الوايل وعبد الحميد بوحمد، وعبد المنعم السليمان والأسماء تزداد في كل مناسبة أو معرض. في الفترة الأخيرة ظهرت بعض الأسماء الجديدة التي تتسابق للوصول إلى مستويات ملفتة كانت تغريد البقشي وعلي الدقاش ومريم الجمعة وزكي اللويم ومحمد الناجم وغيرهم وسرعان ما ظهرت أسماء جديدة أخرى آخذة في التضور والتنامي بتجارب ومحاولات مبشرة وواعدة كان من بين هؤلاء مؤيد الزيد الذي أقام معرضا لأعماله الفنية في الأحساء ومؤيد يرسم بالأسود على الأبيض أعمالا يهتم فيها بالموضوع وبالقيم الفنية من أبعاد وظلال وأنوار وأتذكر أن إحدى لوحاته في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية العام 1422م قد لفتت أنظار زوار المعرض. الاسم الجديد الآخر هو فاطمة الدهمش التي ترسم النساء وبعض عاداتهن الشعبية وتهتم فاطمة بالشكل وتحقيق الفكرة كما اهتمت بحالة المرأة التي ترسمها. في أعمالها حس رومانسي وخيالي. اسم آخر هو إيمان الضيف التي اهتمت هي الأخرى بوجوه الفتيات وتأكيد ملامحهن ومع أن هذه الشابة تتطلع كما يبدو لتطوير أدواتها وتبدي أيضا حرصا على المحاكاة فإن تأثير الصورة الضوئية قد يظهر في بعض معالجاتها ولعله أمر طبيعي تستفيد منه في الوقت الراهن لتنطلق فيما بعد محققة تعبيرية الصورةوتأثيرها لكن رسمها وقدراتها الفنية تبدو مبشرة وواعدة بالكثير حيدر الشبعان هو الآخر يرسم موضوعه باهتمام بالمشهد وببعض التفاصيل التي يحاول أن يحقق من خلالها تأثير اللقطة كما اهتمت هدى الخميس برسم الوجوه النسائية كما هي عند إيمان الضيف. هؤلاء الشباب والشابات وغيرهم من الأسماء التي ظهرت في الأحساء في الآونة الأخيرة نحتاج إلى اهتمام يقدمهم بشكل أقوى من خلال معارض خاصة تجمع مثل هؤلاء الموهوبين والموهوبات في معرض مشترك يقدم فيها كل مشارك أكثر من خمس أعمال يمكن معها توجيهه إلى ما يحقق تطويره: أدواته الفنية ومسيرته التي يأخذها بعض ممارسي الفن بشكل عشوائي يقضي الأعوام دون أن يجد لنفسه مسلكا واضحا ومتكأ يمكنه أن يتلمس من خلاله تواصله مع فنه ومع مساحته الفنية كما أن تقديم ما هو جيد من نتاج أولئك وغيرهم من الوجوه الواعدة والمبشرة في المعارض العامة والمركزية هو بمثابة دعم لهم ولخطواتهم التي نتمنى أن تسلك الطريق الصحيح ليتحقق لهم ما يصبون إليه ويكونون ونتاجهم الفني إضافة في ساحتهم التشكيلية. من لوحات حيدر الشبعان من أعمال فاطمة الدهمش