صالح خليفة الدوسري صانع العاب منتخبنا الوطني في الثمانينيات والتسعينيات ولاعب نادي الاتفاق على مدى اكثر من عشرين سنة اسهم من خلالها في تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات الخليجية والعربية والقارية لمنتخب بلاده ولناديه الاتفاق. وكل من عاصر او عايش ابداعات صالح خليفة ايام العز يؤكد ان هذا النجم كان من طراز فريد, انه صانع العاب متمكن يتميز بلمساته الرشيقة.. وتمريراته المتقنة وادائه الساحر.. لانه يملك عقلية متفتحة ورؤية ثاقبة تعرف كيف ترسم الاهداف.. وتعرف متطلبات صناعتها وأدوات هذه الصناعة. وبما ان صالح خليفة يملك هذا الزخم من الخبرة والتجارب والمراس في اللعب من ناحية وفي التدريب من ناحية ثانية من خلال عدة تجارب ناجحة مع ناديه الاتفاق فان آراء وطروحات الخليفة لابد ان يكون لها وقع كبير وتحظى باهتمام جماهيري بالغ. صالح خليفة الذي عركته الملاعب (كلاعب ومدرب) على مدى اكثر من ثلاثين عاما استجاب لدعودة (محكمة الميدان) واعترف بكل الصدق والصراحة والشفافية وكشف كافة المناحي السلبية والايجابية في ناديه الاتفاق وركز على نقطة ربما تكون بالغة الاهمية فيما وصل اليه فريق الاتفاق الاول لكرة القدم من وضع مأساوي حرج وشدد على نكسة الفريق الاتفاقي الحالية سببها المباشر عدم وجود اللاعب الاجنبي المتمكن والفاعل والمؤثر الذي يستطيع ان يقود الفريق (أي فريق) الى الانتصارات. حديث صالح خليفة مع (محكمة الميدان) له شجون نترككم تستمتعون بهذا اللقاء الصريح والشيق. الاقالة طبيعية @@ دعني ابدأ معك من البداية واسألك هل اخطأ الاتفاقيون في اقالة الهولندي بيرغن؟ * المسألة ليست في الخطأ, ولكن المسألة في طريقة التفكير بين مسابقتين هما مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد, ومسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين, حيث كانت الطريقة واحدة, لذلك وقع الاتفاقيون في المحظور, وتفاجأوا بالفرق, بل انهم لم يحسبوا للدوري حسابات تختلف عن حسابات كأس الامير فيصل بن فهد, وهذا الذي جعل الفريق يخسر اربع مباريات متتالية في الدوري او اكثر فكان من الطبيعي جدا ان يتم الاستغناء عن بيرغن, حتى ان لم يكن هذا الاستغناء فنيا, فعلى اقل تقدير نفسي من اجل اعادة ترتيب اوراق الفريق, ولكن استمر الوضع على ما هو عليه. هذا هو السبب @@ من خلال اجابتك السابقة نلاحظ انك لم تضع يدك على سبب تدهور اوضاع الفريق, وجملة لم يتغير التفكير او الطريقة بين المسابقتين كأس الامير فيصل بن فهد, وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين اجابة غير واضحة ولا تعطي القارىء او المشجع الاتفاقي أي رؤية حول الاسباب؟ * السبب الرئيسي هو عدم التخطيط لجلب لاعب او لاعبين اجانب او ثلاثة يستفيد منهم الاتفاق في مسابقة الدوري, واعتمد المسؤولون في مسابقة الدوري على ما قدمه الفريق في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد, وهذا الخطأ الجسيم كان السبب الرئيسي في تدهور نتيجة الفريق, حتى اصبح الاتفاق هو الفريق الوحيد ضمن (12) فريقا الذي لم يستفد من اللاعب الاجنبي, في حين ان الفرق الاخرى اللاعب الاجنبي هو الذي يرجح كفتها وخير مثال على ذلك فريق النصر ومن هنا اقول ان طريقة تفكير واسلوب المسؤولين عن الفريق لم يغيروا من طريقة تفكيرهم بين المسابقتين وكانت الهزائم والخسائر هي نتاج ذلك التفكير الذي انخدع بنتائج الفريق في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد وهذه الرؤية الخاطئة هي سبب النكسة. تصريحات خاطئة @@ ولكن المشرف العام على الفريق هلال الطويرقي صرح في اكثر من مرة بأنه يعارض فكرة التعاقد مع لاعبين اجانب؟ * تصريحات خاطئة, لان المسألة ليست تصويتا على تطبيق وجود اللاعب الاجنبي في الملاعب السعودية من عدمه, وإنما المسألة ان وجود اللاعب الاجنبي في الملاعب السعودية واقع, ويجب ان نتعامل مع هذا الواقع, والفرق التي يقابلها الاتفاق جمعيها يلعب لها اللاعبون الاجانب, ومن هنا كان لابد ان يكون التعامل مع الواقع وليس مع الفكرة ودفع الاتفاق ثمنا باهظا لمثل هذه التصاريح, بدليل التخبط في التعاقد مع اللاعبين الاجانب اثناء سير مباريات الدوري, لان التعاقدات اصبحت على وجه السرعة ولم يوفق الفريق في أي لاعب اجنبي. نظرة غير صحيحة @@ ولكن كانت وجهة نظر الطويرقي ان اللاعب الاجنبي سيحل مكان اللاعب المحلي, وبالتالي يحرم الاتفاق من بناء احد المشاريع للاعب السعودي أو الخامة السعودية الجيدة؟ * معظم لاعبي الاتفاق خاصة خط الهجوم لاعبون يفتقدون الخبرة, ووجود المهاجم الاجنبي الجيد يعطي هؤلاء اللاعبين جرعة خبرة وجرعة مهارة وبالتالي اللاعب المحلي يفيد ويستفيد, بل انه يطور قدراته للمواسم القادمة, والاتفاق خاصة في هذا الموسم هو احوج فريق للاعب الاجنبي الجيد, لان معظم العناصر الموجودة هم عناصر شابة يحتاجون لمن يقودهم داخل الملعب, لذلك نظرة فريق الاتفاق لايحتاج للاعب الاجنبي نظرة خاطئة جدا. هل نحن أفضل من هؤلاء @@ ولكن الاتفاق حقق نتائج جيدة في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد واوجد مهاجمين جيدين؟ * هنا لن اقول لك ان مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد هي مسابقة تحت سن 23 سنة وهذا امر مفروغ منه, لكن دعني اسألك سؤالا انت ومن يؤمنون بتلك النظرة, هل الاتفاق افضل عنصريا وخبرة من النصر أو الهلال أو الاتحاد أو الاهلي وهل العناصر الشابة الموجودة في الفريق افضل من قاعدة فريق الشباب؟ لماذا اولئك الاندية استعانوا باللاعبين الاجانب الجيدين وخططوا لذلك, والاتفاق لم يخطط للاجنبي؟ اجابة هذا السؤال واضحة جدا وهي ان الاتفاق ليس افضل من تلك الاندية على اقل تقدير في هذا الموسم, ومادام الحال كذلك فمن الظلم جدا ان يدخل الاتفاق مسابقة الدوري بتلك الرؤية وبتلك النظرة الخاطئة, بل اؤوكد ومن خلال مباريات الدوري ان الاتفاق هو الفريق الوحيد الذي لم يستفد من اللاعب الاجنبي, وهذا الخطأ هو الذي قصم ظهر الفريق في مسابقة الدوري. فريق بدون لاعبي خبرة @@ قلت في معرض اجابتك السابقة ان لاعبي الفريق بدون خبرة, هل لك ان توضح لنا هذا الامر باجابة تفصيلية, وهل هذا العامل هو الآخر احد عوامل الاخفاق هذا الموسم؟ * بالطبع هناك اثنان من اللاعبين الذين يملكون الخبرة, هما عبدالعزيز الدوسري وعبدالفتاح شعيب, والاول غاب عن مباريات الدوري بسبب الاصابة, والثاني غاب عن تشكلية الفريق في مباريات كثيرة, وبالتالي يشعر المتابع للفريق ان اللاعبين كانوا بحاجة ماسة جدا للاعب الموجه داخل الملعب, وكان لابد ان يكون هناك اكثر من لاعب خبرة حتى يوجه هؤلاء اللاعبين الصغار الذين لم يتعودوا على المواجهات القوية, عندما كان الفريق الاتفاقي في اوج توهجه في الثمانينيات من القرن الماضي, كان الفريق يستقبل سنويا ثلاثة الى اربعة لاعبين جدد من فئة الشباب والذي يصقل اولئك الوجوه الشابة هم لاعبو الخبرة, لذلك ينضج اللاعب الشاب سريعا, لان هناك من يوجهه داخل الملعب, ويأخذ بيديه, ولكن الوجه الجديد هذا الموسم في الاتفاق افتقد لعنصر الخبرة في الملعب, وهذا ما يفسر لنا ضياع القوة والمهارة لتلك العناصر لانهم افتقدوا اللاعب الموجه لهم داخل المستطيل الاخضر, وهذا الضياع تسبب في فقدان اللاعب الجديد عامل الثقة, وهذا ما يفسر لنا الهزائم المتتالية للاتفاق بهذه الصورة, ولاول مرة في تاريخه, واعتقد ان عدم وجود اللاعب الاجنبي وفقدان لاعب الخبرة عوامل جوهرية جدا في وصول الفريق الى ما وصل اليه في الوقت الراهن. انخدع الاتفاقيون @@ معنى اجاباتك السابقة ان مسؤولي الاتفاق انخدعوا بفريقهم في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد؟ * سبق ان حذرت من هذا الانخداع, وقلت وسط الافراح الاتفاقية بعد تحقيق لقب المسابقة الاولى, ان مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد ليست بمقياس, وقلتها آنذاك بالفم المليان, وقدمت اقتراحاتي غير المباشرة بضرورة التعاقد مع لاعبين أجانب جيدين, بل واشرت الى ان الفريق بحاجة ماسة لتدعيم صفوفه باللاعب الاجنبي, واعتقد ان الجواب الحقيقي لسؤالك هذا بالذات, هو ان الاتفاقيين انخدعوا باللقب, وهذا ما يفسر لنا عدم الاهتمام بالتعاقد مع اللاعب الأجنبي الجيد, وكثرة تجريب اللاعبين الأجانب وضياع الوقت دون تدعيم صفوف الفريق بلاعبين اجانب معروفين, وعندما شعر الجميع بالقلق بدأت التعاقدات بصورة سريعة, لذلك كان الخطأ واردا وبشكل سريع نتيجة التسرع في عملية التعاقد, وخير دليل على صحة كلامي هو التسليم باللاعبين الاجانب الذين جلبهم زوماريو, حيث كان الثلاثي البرازيلي مضيعة للوقت, وكانت عدم الاستفادة منهم واضحة للجميع, مما اضطر المسؤولين لإلغاء عقودهم. التعاقد مع زوماريو @@ تمت اقالة بيرغن وجاء زوماريو واستمرت المشكلة هزائم وتعادلات؟ * لان المشكلة الاساسية لم تحل, وهي اللاعب الاجنبي الذي هو الاساس في تردي النتائج, وجلب زوماريو ثلاثة لاعبين اجانب هم اقل من مستوى اللاعبين المحليين, بل كان مكانهم مقعد الاحتياط, وهذا الامر تسبب في احباط جديد للفريق, وكان من المفترض في تلك المرحلة ان يجلب لاعب اجنبي مميز او اكثر لان الوقت كان لا يسمح بالتجارب, وكان من المفترض ان يكون اللاعب الاجنبي معروفا وفي المراكز التي يحتاجها الفريق, ولكن الذي حدث هو العكس, وزاد الوضع سوءا لذلك لم يتغير الوضع, وبقي الحال على ما هو عليه, لان المشكلة الاساسية في الفريق لم تجد لها طريقا للحل. هذا هو الحل @@ وأين هو الحل من وجهة نظرك في الوقت الراهن؟ * ليس هناك سوى حل واحد فقط في هذه الظروف, والحل الحالي بيد اللاعبين, وباقدام ورؤوس اللاعبين فقط, ليس امامهم سوى القتالية داخل الملعب, والنظر الى الفوز مع اي فريق يقابلهم, وان يضعوا تاريخ الاتفاق أمانة في اعناقهم, فهذا الفريق الذي سجل اولويات في تاريخ الاندية السعودية بفوزه بأول لقب خليجي بمدرب وطني هو خليل الزياني, واول فريق سعودي يحقق بطولة الاندية العربية, واول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري بدون هزيمة أمانة في اعناق اللاعبين الحاليين, فمكان هذا الفريق العريق ليس بين اندية الدرجة الممتازة وليس هو الفريق الذي يهبط للأولى ثم يعود, بل مكانه المناسب في الأضواء, وليس فقط في الأضواء, بل في المنافسة, لأنه فريق بطولات وانجازات ويجب ان يظل كذلك. دور الادارة @@ وما دور الادارة؟ * حتى نعطي كل ذي حق حقه, يجب الاعتراف هنا بأن ادارة عبدالعزيز الدوسري وأعضاء مجلس الادارة من الزياني والطويرقي وغيرهما عملوا الكثير للفريق, تواجد اداري مستمر, والوقوف على جميع المشكلات, ودفع الرواتب اولا بأول, وحل مشكلة تجديد عقود اللاعبين, وكل شيء عملته الادارة كان مميزا, حتى لو كانت هناك أخطاء فنية, وحتى لو الفريق يصارع من اجل البقاء هذا الموسم, فهذا لا يلغي الجهود الكبيرة التي قدمتها الادارة برئاسة عبدالعزيز الدوسري, وايضا جهاز الكرة بقيادة الطويرقي, ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن للفريق في مسابقة الدوري, ومن هنا اقول ان الكرة حاليا في ملعب اللاعبين, لأن الاتفاق اشبه ما يكون في الوقت الحالي بالمريض في غرفة العناية المركزة والجهود الادارية تحاول انقاذه بشتى الوسائل وبكافة الطرق, وهذه التغيرات الأخيرة هي محاولة من الادارة لتغيير وضع الفريق, ولكن اذا بقي اللاعبون على ما هم عليه فان جميع تلك الجهود ستضيع هباء منثورا. الوضع صعب للغاية @@ وما رؤيتك للفريق في المرحلة المتبقية من الدوري؟ * الوضع صعب للغاية لأن المباريات التي سيلعبها الاتفاق ستكون مع فرق اما منافسة للتأهل الى المربع الذهبي مثل النصر او الفرق التي تصارع من اجل البقاء مثل الرائد, من هنا تكمن صعوبة المرحلة, وفي هذه الظروف أعود وأكرر ان المسؤولية بالدرجة الاولى في هذا الوقت بالذات تقع على عاتق اللاعبين, وهذا الدور لن يتم اتقانه او تنفيذه بالشكل المطلوب الا بالقتالية والروح العالية داخل الملعب. وقع الفأس بالرأس @@ البعض يرجع ما وصل اليه الفريق حاليا الى حالة الفرح الهستيرية التي كان عليها الاتفاقيون عقب تحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد في بداية الموسم؟ * نعم وقد حذر البعض من مغبة ذلك الفرح, وانا واعوذ بالله من كلمة أنا, قلت في تصاريح صحافية ان البطولة لا تعدو كونها احدى البطولات الاتفاقية ويجب التعامل معها بعقلانية, وحدث ذلك قبل اول مباراة في الدوري امام الشعلة, وشددت وقلت حتى لو كانت هذه البطولة جاءت بعد سنوات عجاف, فانها لا تعدو مسابقة, والاهم المسابقات التالية, وانا هنا لا احمل طرفا بذاته مسؤولية ما حدث ولكن كان بالامكان التعامل مع اللقب افضل مما كان. مهمة مؤقتة @@ حدث في احد اجتماعات الاتفاق في بداية الموسم دخولك في احدى اللجان العاملة بالنادي لماذا ابتعدت؟ * لم ابتعد لان مهمة تلك اللجنة كانت مؤقتة, وهي الوقوف على اللاعبين المستجدين وعندما تم اختيار اللاعبين انتهت مهمة تلك اللجنة, فأين الابتعاد؟ هذا هو الفرق @@ أنت أحد رواد الجيل الذهبي للاتفاق, باختصار ما الفرق بين الماضي والحاضر؟ * الاجابة لا تحتاج الى تنظير, القتالية والروح التي كان لاعبو الاتفاق يتمتعون بها ايام زمان يجب ان تعود اذا اراد الاتفاقيون عودة الهيبة لفريقهم, وما عدا ذلك فان الدعم الحالي اكبر من الماضي والرجال الذين صنعوا تلك الانجازات متواجدون حاليا مع الفريق امثال الدوسري الرئيس والزياني والطويرقي والسيد وغيرهم, لذلك أعود وأكرر اللاعبون ثم اللاعبون هم من تقع عليهم المسؤولية. شجاعة باخشوين @@ قضي الأمر, وحاليا باخشوين يقود الفريق؟ * شجاعة من اتفاقي مخلص لاعبا ومدربا ونتمنى ان يكون الانقاذ على يده, لأنه انسان خلوق يعشق الاتفاق واتمنى ان يساعده اللاعبون في هذه المهمة, فبدون مساعدة اللاعبين سيكون مصيره مثل بيرغن وزوماريو, فاللاعب هو الاساسي في هذه المرحلة. انتقادات من بعيد @@ أنت أحد الاتفاقيين المسموع لرأيهم لماذا لم تبد هذه الانتقادات منذ بداية الموسم, وفضلت ان تتمسك بها حتى هذا الوقت؟ * على العكس قلت هذه الآراء منذ البداية بحكم متابعتني للفريق, ولكن انا لست مسؤولا حتى اتدخل في التفاصيل, ولا يمكن أن افرض نفسي وآرائي على الآخرين, ولكنني كنت اوصل هذه الآراء بطريقة مباشرة وغيرة مباشرة, لان الذي يهمني بالدرجة الاولى هو مصلحة الاتفاق فقط, والفوز والانتصار هو انجاز لكل الاتفاقيين, وايضا الخسارة هي لكل الاتفاقيين, والرأي الأول والأخير للاخوة المسؤولين. تجربة القادسية @@ وماذا عن الجار القادسية, هل توقعت له المنافسة؟ * لو سألت القدساويين انفسهم مع بداية الموسم ما هدفكم لقالوا تثبيت الفريق في الأضواء, وهو طموح وهدف مشروع لان القادسية عانى في المواسم السابقة مقولة صاعد هابط, ولكن عندما بدأ الدوري وحقق الفريق العديد من النقاط الصعبة من امام الفرق الكبيرة, حيث استغل القادسية ظروفها وعدم دخولها في (الفورمة) اصبح يفكر في التأهل للمربع الذهبي وهو حق مشروع ايضا, خاصة ان القادسية فريق منظم هذا الموسم, وفريق يستحق الاحترام.. لا سيما ان لاعبيه يملكون قتالية داخل الملعب, ويطبقون ما يطلب منهم داخل الملعب, وانا حقيقة اتمنى وصول هذا الفريق للمربع الذهبي لأنه فريق مجتهد, وفريق طموح قدم كرة جميلة ومباريات قوية كان من نتاجها 33 نقطة حتى الآن وهو مرشح قوي لبلوغ المربع الذهبي, والحق يقال ان القادسية هذا الموسم فريق يجب ان نصفق له نظير ما قدمه من مستويات رفيعة, صحيح انه استغل انخفاض المستويات للفرق الكبيرة في الدور الاول, ولكن هذا لا يقلل أبدا مما قدمه من عروض قوية نتيجة الطموح الكبير الذي يملكه اللاعبون, وايضا الجهد الجبار من قبل مسؤولي القادسية الذين استقروا على جهاز فني واحد ودعموا الفريق ماديا ومعنويا, واعتقد ان تجربة القادسية هذا الموسم تستحق الاحترام, بل انها مشجعة لفرق الوسطى ورسالة ان المنافسة للتأهل للمربع الذهبي هي حق مشروع لكل الفرق, وليس فقط للاربعة الكبار الاتحاد والنصر والهلال والاهلي, واذا ما تحقق هدف القادساويين الحالي بالتأهل للمربع الذهبي, فان ذلك سيكون عاملا مشجعا للفرق الاخرى من اجل المنافسة على المربع الذهبي. القادسية فريق متكامل يوجد به لاعبون صغار في السن ولاعبو خبرة يدعمون الفريق في الوقت المناسب امثال صالح القنبر, والجميل في القادساويين انهم دمجوا لاعبي الشباب والخبرة في بوققة واحدة لذلك وصلوا الى ما وصلوا اليه في الوقت الراهن. واكرر القادسية هذا الموسم يستحق التصفيق بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى, واعتقد ان الجماهير على اختلاف ميولها متعاطفة مع هذا الفريق من اجل بلوغ المربع الذهبي عطفا على ما قدمه هذا الفريق طيلة مباريات الدوري من عروض ومستويات قوية, وامامه فرصة كبيرة لتحقيق هدفه لان الطموح شعار لاعبيه, وفوزه الأخير على الرائد في بريدة برهان حي على اصرار لاعبيه على التأهل للمربع الذهبي, وامام الفريق لقاءات ثلاثة من الممكن ان يحقق فيها (9) نقاط امام الشعلة والطائي والنجمة واذا فيها سيرفع رصيده الى 24 نقطة وهو رصيد قد يؤهله الى المربع بغض النظر عن مباراة الاهلي الاخيرة في جدة. ورطنا الغلابة @@ الاتفاق كان مميزا في عصره الذهبي بلاعبي الوسط, كيف غابت هذه الظاهرة عن الفريق في هذه السنوات؟ * نعم لقد كانت قوة الاتفاق في عصره الذهبي في وسطه عيسى خليفة وفيصل البدين وحمد الدبيخي وعمر باخشوين وسمير هلال وعادل سلمان وصالح خليفة, وحتى الاحتياط كانوا مميزين, والآن يقارن الجمهور الاتفاقي ذلك الوسط الناري باللاعبين الحاليين ولا انسى ايضا عبدالحليم عمر, اقول: اصبح الجمهور يقارن ذلك الوسط النادي باللاعبين الحاليين, واشعر اننا ورطنا هولاء الغلابة بذلك الوسط الناري, واتمنى من الجمهور الاتفاقي ان يبتعد عن هذه المقارنة, لأنها ليست في مصلحة الفريق, واتمنى من لاعبي الوسط الحاليين ان يأخذوا لاعبي تلك الحقبة قدوة لهم حتى يتطور اداء الفريق, لأن الاتفاق بدون وسط مميز مثل الطير المقصوص الجناح. التدخلات مرفوضة @@ دعني اصارحك اكثر فيما يخص البيت الاتفاقي, حيث هناك من يؤكد ان هناك تدخلات في عمل الجهاز الفني, وهذا ما ادى الى حدوث مثل هذه النتائج السيئة؟ * المدرب الذي يسمح بالتدخل في عمله, مدرب لا يستحق ان يبقى مع اي فريق, ولكن أخاف ان يفسر البعض ان المشوره وأخذ الرأي, هي من باب التدخل, لأن المدرب الجيد هو من يأخذ المشورة, وهو من يسمع آراء الآخرين, ولكن لا يرضى بالتدخل او فرض اسماء معينة عليه, والمطلوب هو المشورة, وليس الخضوع. الجهاز الاداري يرفض @@ وهل تعتقد ان مدربي الاتفاق بيرغن وزوماريو من شخصيات المدربين الذين يخضعون للتدخل؟ اعتقد ان المسئولين في جهاز الكرة بالاتفاق يرفضون التدخل في عمل المدرب لانهم يفهمون كرة القدم, من الممكن ان يقدموا آراء ومقترحات للمدرب ولكن ان يتدخلوا في عمله فهذا أمر لا اعتقده. المربع الذهبي @@ بصفتك لاعبا دوليا سابقا, ودخلت بعد اعتزالك في سلك التدريب, من وجهة نظرك هل استمرار المربع الذهبي في الدوري السعودي مازال مفيدا, ام انه أدى الدور الذي عليه؟ * على العكس تماما المربع الذهبي في هذه الفترة بالذات مطلوب.. ولا سيما ان الدوري السعودي انخفض مستواه, وابتعد الجمهور نوعا ما عن مبارياته, وقلة وتيرة ايقاعه, لذلك فان الجمهور اصبح ينتظر المربع الذهبي, وأصبح يشبع نهمه في مباريات المربع الذهبي, خاصة ان مباريات المربع الذهبي تتوافر فيها الاثارة والحضور الجماهيرية وايضا التفاعل الاعلامي, ويجب ان ندرك حاليا ان المربع الذهبي هو الحل الحالي لاعادة الهيبة للدوري السعودي, خاصة انه يجمع بين فرق كبيرة لها قاعدتها الجماهيرية التي تضيف لمباريات المربع الذهبي اضافة جديدة في الاثارة. ويجب ان نعترف قليلا ان الدوري السعودي تراجع مستواه في السنوات الاخيرة, وان بعض الدول الخليجية تقدمت كثيرا في مسابقاتها المحلية, مثل الدوري الاماراتي الذي انتعش من كافة الجوانب, سواء الحضور الجماهيري او الاستفادة من اللاعب الاجنبي, الذي يكون له اسم ويجلب الجماهير للمدرجات, وايضا التطور الكبير في التنافس بين الفرق, حتى اصبح هناك متابعون للدوري الاماراتي من خارج الامارات, وهذا بحد ذاته تطور لهذه الكرة, ونلاحظ ثمار ذلك تأهل العين الاماراتي الى الدور نصف النهائي لبطولة اندية آسيا الأبطال, علما بأنه واجه فرقا كبيرة وقوية, وأتمنى ان يعود الدوري السعودي كما كان سابقا, لأن الدوري عرف عنه القوة والاثارة والمستوى الفني الرفيع وايضا الحضور الجماهيري الكثيف. نعم لقد انخفض مستوى الدوري السعودي ووجود المربع الذهبي ضرورة حتى ينتعش, والأهم ان يكون التنافس للتأهل الى هذا المربع ليس فقط الأربعة الكبار, بل ان نرى فرقا اخرى تنافس مثل القادسية في هذا الموسم حتى يزخر الدوري السعودي بالعديد من الاندية المتنافسة. كلمة أخيرة احب هنا ان اوكد فقط على ان الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية, فالطويرقي هو اكبر الداعمين للفريق هذا الموسم, وهو راعيها لكل صغيرة وكبيرة تلم باللاعبين, ووفق وأعطى من جيبه الشيء الكثير, وهو متواجد مع الفريق ليل ونهار صباح مساء كل ذلك من اجل الاتفاق, ونحن نحيي هذه الروح من الطويرقي المولع بحب الاتفاق, ولكن لا يمنع ذلك ان نختلف معه في بعض وجهات النظر. وكذلك أوجه التحية ايضا لمجلس الادارة الذي أعطى هذا الموسم ورتب البيت الاتفاقي واوجد اشياء كثيرة لم توجد في السنوات السابقة, واحب ان اؤكد للاتفاقيين ان وجهة نظري في هذا اللقاء قلتها لمصلحة الاتفاق وليس لشيء آخر. عبدالعزيز الدوسري هلال الطويرقي