صادف الخميس الماضي الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل عملاق الفكر, والادب. الاستاذ عباس محمود العقاد, حيث توفى - يرحمه الله - في يوم 13 من مارس سنة 1964م وبرحيله فقدت الاوساط الثقافية علما من اعلام الفكر, والادب الحديث في عالمنا العربي. ولد العقاد في اسوان في 28 من يونيه سنة 1898م لاسرة متوسطة الحال. ومنذ طفولته تميز بين اقرانه بالذكاء الحاد, والرغبة الشديدة في المعرفة. لم يتجاوز تعليمه النظامي المرحلة الابتدائية سافر من اسوان الى القاهرة وتقلب بين وظائف عدة في التعليم والصحافة, ثم تفرغ للكتابة والتأليف, وبعصامية تمكن من تثقيف نفسه ثقافة وصفت بالموسوعية وظل طيلة حياته يفاخر بان ثقافته.. وراءها قراءة جادة, وواعية لاربعين الف كتاب هم اهم ما في تراث الانسانية المطبوع. بعبقرية مبدعة ناقش الكثير من مسائل الفكر والفلسفة وفي مجال الادب, والفن تفاعل بكل عواطفه, وجوارحه مع اصداء الجمال في الانسان والطبيعة. وفي ذلك التزم العقاد بمواقف, وآراء نافح دونها. الامر الذي دفعه الى خوض معارك ادبية, وفكرية اثرت الساحة الثقافية.. تزعم العقاد مع صاحبيه شكري والمازني مدرسة نقدية حملت لواء التجديد في الادب عرفت بمدرسة الديوان, وهي على نقيض مدرسة الاحياء والبعث في اصولها الفنية ومقاييسها الجمالية. لم يتأثر العقاد بالمناهج الاكاديمية بقدر ما تأثرت به, وقد اعطى الادب اكثر مما اخذ منه. ولاصالة فكره وادبه عد من اساطين الكتابة.. بل ان المفكر الاسلامي احمد محمد جمال يعتبره كاتب الشرق الاكبر في عصره. ومما اشتهر به العقاد صالونه الادبي الاسبوعي. وقد ترك للاجيال ما ينيف عن المئة مؤلف, من اهمها العبقريات الاسلامية, واعلام الشعر العربي والغربي, كما ترك آلاف المقالات المتنوعة, الى جانب مجموعة من الدواوين الشعرية. وحول مؤلفاته وشخصيته الفت عشرات الدراسات والرسائل العلمية. ومن ابداعه الشعري ما قاله متغزلا: ==1== وبي سكر تملكني==0== ==0==واعجب كيف بي سكر رددت الخمر عن شفتي==0== ==0==لعل جمالك الخمر ==2== وما عبر به عن شغفه بالشعر, حيث قال: ==1== إذا شيعوني يوم تقضى منيتي==0== ==0==وقالوا اراح الله ذاك المعذبا فلا تحملوني صامتين الى الثرى==0== ==0==فإني اخاف اللحد ان يتهيبا ولا تذكروني بالبكاء وانما==0== ==0==اعيدوا على سمعي القصيد فاطربا ==2== وما شكا به الى كتبه في هذه الابيات: ==1== ياكتبي اشكو ولا اغضب==0== ==0==ما انت من يسمع او يعتب ==2== خالد البوعبيد