تأتي الذكرى الخمسون لوفاة المفكر الكبير وعملاق الأدب عباس محمود العقاد –رحمه الله– في هذا العام لتشير إلى مكانته في الفكر والأدب، بالرغم من أن كثيراً من أعماله، وخاصة الأعمال الشعرية أصبحت نادرة. ذلك الرجل النابغة لم يحصل إلا على شهادة المرحلة الابتدائية، ولكنه ألف كتباً ومقالات تزخر بالفكر العميق الذي يدل على ما قام به من تنوير وتثقيف لعدد كبير من الكتاب والمثقفين في كافة أرجاء الوطن العربي خلال القرن العشرين، وستظل كتبه وخاصة (العبقريات) شاهدة على فكره العميق. ولد في أسوان في 28 يونيو 1889م، وتوفي في 12 مارس 1964م، ولم يتزوج إطلاقاً، وكرس حياته للمعرفة والثقافة. أسس مع زميليه إبراهيم المازني وعبدالرحمن شكري (مدرسة الديوان)، التي كانت تدعو إلى التجديد في الشعر العربي. كان العقاد مفكراً من الطراز الأول، ومثقفاً ثقافة واسعة، فكان يقرأ في كل ألوان المعرفة.. وقد بدأ حياته بالكتابة في الشعر والنقد، ثم كتب في الفلسفة والدين، والدفاع عن الدين الإسلامي، كما كتب عن المرأة كتاباً فلسفياً اسمه (هذه الشجرة) يعرض من خلاله نظرته إلى طبيعة المرأة، بالإضافة إلى نظريته في الجمال. كتب العقاد تسعة دواوين بين عامي 1916م 1950م.. وشعره أقرب في بنيانه إلى معبد الكرنك أو إلى أهرام الجيزة منها إلى خرير المياه أو همسات الورود والأزهار.. وقد ألف -رحمه الله- حوالي 100 كتاب بالإضافة إلى حوالي 15 ألف مقال متناثرة في الصحف والمجلات. ترجمت بعض كتبه إلى بعض اللغات، ومنها الألمانية والفرنسية والروسية والفارسية والأردية والملاوية. وقد أطلقت جامعة الأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات كلية اللغة العربية، وسمي باسمه (شارع عباس العقاد) في مدينة نصر بالقاهرة. منحه الرئيس جمال عبدالناصر جائزة الدولة التقديرية في الأدب، ولكنه رفض تسلمها، كما رفض تسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة. رحم الله العقاد صاحب العبقريات التي ستظل من أروع كتبه على مر العصور..