لايمكن ان اتحدث أمام مجموعة, مظهري غير جذاب, لن استطيع انقاص وزني, سأفشل اذا حاولت ترك التدخين.. جمل يحدث بها الفرد نفسه فتجعله فاقدا للأمل وتضع امامه حواجز اسمنتية تمنعه من الوصول لاهدافه المنشودة.. إنها تعمل بمثابة اشارات سلبية يرسلها الى العقل الباطن, وقد يظل يرددها حتى تتحول إلى جزء من اعتقاده القوي. هذا الحديث مع النفس يطلق عليه المختصون (البرمجة الذاتية).. وهي عملية مفيدة جدا ان انت احسنت استغلالها, فقد تجعل منك فردا ناجحا قادرا على تخطي العقبات وتحقيق الأحلام بكل ارادة وقوة وعزيمة, هذا ان تحدثت مع نفسك بطريقة ايجابية.. وفي ذلك يقول الدكتور هلمستر: (ان ما تضعه في ذهنك سواء أكان ايجابيا أو سلبيا ستجنيه في النهاية).. وقديما قال الحكماء: (ما يفكر فيه الناس ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح افعالا). لقد اثبتت الدراسات اننا عندما نبلغ السابعة من عمرنا نكون قد خزنا في عقولنا أكثر من 90% من قيمنا.. وعندما نبلغ الواحدة والعشرين تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا.. وبهذه الطريقة نكون قد نشأنا مبرمجين ذاتيا إما بطريقة سلبية أو ايجابية.. فان كنت ايها القارئ ممن قد برمج منذ صغره على ان يتصرف ويتكلم بطريقة معينة, ويشعر بمشاعر سلبية من أسباب معينة, فلا تخش شيئا, لانك قادر - بإذن الله - على ان تخرج من سجن البرمجة الذاتية السلبية الذي سجنت نفسك فيه دون ان تنتبه, وتستبدل هذه البرمجة باخرى ايجابية تؤهلك للحياة السعيدة وتحقيق الآمال المرجوة.. لكن قرار التغيير هذا لابد ان يكون نابعا من داخلك ومن الطريقة التي تفكر فيها, وسبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ورسولنا العظيم - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحقرن أحدكم نفسه). ابدأ - اخي القارئ - بتوجيه رسائل ايجابية واضحة عن نفسك للعقل الباطن, وامنح نفسك قدرا كبيرا من الاحساس القوي بالارادة والعزيمة والتفاؤل حتى تتم برمجة هذه الرسائل.. ومن ثم استمر في تكرار الرسائل عدة مرات وحدث نفسك وقل لها: انا انسان قوي وقادر على ضبط نفسي في المواقف الصعبة, أنا قادر على تنفيذ ما طلب مني فانا ذكي ونشيط.. ثم تنفس بعمق واستمر في توجيه الرسائل الذاتية الايجابية إلى عقلك الباطن.