استكمالا لما سبق الحديث عنه في مقال الأسبوع الماضي عن مخرجات العقل الباطن السلبية ودورها في صناعة الأحلام السيئة. فأقول حينما تخرج العوامل السلبية الكامنة في داخلك وتستبدلها بأخرى إيجابية مرغوبة يتم ذلك بتحديد ما تريد وكأنك تحدد رسالتك التي سترسلها إلى عقلك وبرمجتها، مع ضرورة أن تكون رسالتك الإيجابية واضحة كأنك تقول أنا شجاع لا أن تقول سأكون شجاعا، إذ يجب أن يصاحب رسالتك الرغبة الحقيقية كما يجب تكرارها مرارا حتى يقوم العقل ببرمجته تلقائيا فيسقط الشجاعة مكان الخوف. ينبغي أن يعي المرء أن الشكر والحمد لهما أثر كبير على نفس المؤمن إذ يقول تعالى في كتابه الكريم: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، وقال سبحانه وتعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، (إن الله ذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون). كذلك من فضائل الحمد والشكر أيضا الرضا الكامل بقضاء الله وقدره إذ أن تكرار الحمد والشكر يملأ القلب سعادة وفرحا، كما يجعل الشخص يعيش في تفاؤل وحسن ظن بالله في مواجهة أي حدث يقابلك في حياتك. ويشير العلماء وأطباء النفس إلى أن الأفكار عندما تنتقل إلى العقل الباطن فإنها تحدث انطباعات تنطلق من خلايا المخ، وبمجرد تقبل العقل الباطن لأي فكرة فإنه يبدأ الشروع في جعلها في موضع التنفيذ. وأختم مقالي بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي وصف هذه الحقيقة بدقة فقال: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، إذ أن القلب بمدلوله المادي هو قوام حياة الجسد فإن صلح فسيصلح سائر الجسد وإن فسد فسيتبع الجسد ذلك، لأنه قوام العواطف والعقائد والمفاهيم والأفكار وركائز الأخلاق وضوابط السلوك.