تستعد حركتا «فتح» و»حماس» الفلسطينيتان لتوقيع اتفاق المصالحة بينهما، الاربعاء في العاصمة المصرية القاهرة، في خطوة أولى نحو إنهاء 4 سنوات من الانقسام السياسي بين الضفة الغربيةوغزة. الأحمد وأبو مرزوق أثناء إعلانهما بالقاهرة أخيرا التوصل لاتفاق مصالحة ويأتي التوقيع بعد ابرام مذكرة تفاهم في القاهرة في 27 ابريل وقعها عزام الاحمد، مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، وموسى ابو مرزوق الرجل الثاني في المكتب السياسي لحركة حماس في اختراق مفاجئ بعد جولات عدة من المحادثات بين الحركتين كان مصيرها الفشل. ومن المقرر اقامة احتفال رسمي بالمصالحة الأربعاء، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في أول لقاء بينهما منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007. ويلقي عباس كلمة بهذه المناسبة. ويحضر الاحتفال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصري مراد موافي وقد دعي للاحتفال ايضا الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر. ينص الاتفاق على تشكيل مجلس اعلى للامن لمعالجة القضايا ذات الصلة بقوى الامن التابعة للفصائل على ان يتم توحيدها في المستقبل الى قوة امنية «مهنية» متكاملة. مع تشكيل لجنة انتخابية واطلاق سراح السجناء من كلتا الحركتين. بنود الاتفاق وينص اتفاق المصالحة على تشكيل حكومة من المستقلين للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في غضون عام واحد. وحتى ذلك الحين، يبقى الوضع على ما هو عليه سواء في ما يخص المفاوضات مع اسرائيل والابقاء على سيطرة كل من حماس على قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية. كما ينص على تشكيل مجلس اعلى للامن لمعالجة القضايا ذات الصلة بقوى الامن التابعة للفصائل على ان يتم توحيدها في المستقبل الى قوة امنية «مهنية» متكاملة. مع تشكيل لجنة انتخابية واطلاق سراح السجناء من كلتا الحركتين. وسيعمل الطرفان بعد التوقيع على تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين لتحل محل حكومتي فياض وهنية. انتقال سلس واستبق رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض التوقيع بالدعوة، الاثنين، إلى ضمان انتقال سلس للحكم مع الحكومة الفلسطينية المقبلة وتمكينها من القيام بمهامها بعد ان يتم تشكيلها. وقال فياض في مؤتمر صحافي في رام الله «الحكومة القادمة ارى في تشكيلها خطوة وضرورة للشروع في التنفيذ الفوري للتفاهمات حول اعادة الوحدة الوطنية، ويجب ان تمكن هذه الحكومة من القيام بمهامها بالكفاءة المطلوبة وانتقال سلس للحكم والادارة». أما في غزة، فتوقع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي البارز في حركة «حماس» اسماعيل هنية، صمود اتفاق المصالحة «لنضوج الحالة الفلسطينية والتغيرات في الوضع العربي تحديدا في مصر والتراجع الملحوظ في الهيمنة الامريكية على المنطقة اضافة الى الاتفاق على كافة التفاصيل خصوصا حول الملف الامني». وقال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الدكتور محمود الزهار إن اتفاق المصالحة مع حركة فتح المزمع توقيعه بالقاهرة الأربعاء هو «إحدى أهم ثمار الثورة المصرية التي قال إنها غيرت تماما طريقة إدارة مصر للملف الفلسطيني». ونفى الزهار، في تصريحات لصحيفة «المصري اليوم» نشرتها الثلاثاء، تعرض الحركة لأي ضغوط من جانب السلطات المصرية لإتمام المصالحة أو إملاء قيادات الحركة أى شروط على مصر من أجل المصالحة. واستنكر اتهام البعض للحركة وقياداتها بتهريب السجناء الفلسطينيين من السجون المصرية أو التورط فى ارتكاب أى عمليات إرهابية ضد مصر، واصفا مثل هذه الاتهامات بانها مجرد «كلام فارغ». وأعرب عن مخاوفه من ارتكاب اسرائيل أي ألاعيب حاليا لإجهاض توقيع المصالحة. وقال الزهار «الحقيقة كانت علينا ضغوط من النظام المصري السابق وكانت متعددة الأوجه ويكفي أن أقول إننا منعنا من السفر لمدة طويلة». وتابع «واضح أنه أصبحت هناك حيادية حاليا ولا أريد أن أحاكم المرحلة السابقة، الشعب المصرى هو المسئول عن ذلك، لكن يمكننى أن أقول إن الجلسات الماضية لم يكن بها أى نوع من الضغوط، ولذلك وصلنا لنتائج سريعة». ووصل الى القاهرة الثلاثاء وفد فلسطيني كبير يضم عشرة أفراد قادما من رام الله عن طريق عمان في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يشارك خلالها في مراسم توقيع وثيقة المصالحة الفلسطينية المقررة الأربعاء برعاية مصرية. ويضم الوفد الشيخ محمد حسين مفتي عام القدس والمطران عطا الله حنا مطران القدس والدكتور صائب عريقات مسئول المفاوضات في السلطة الفلسطينية. كما وصل عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية من العاصمة السورية دمشق، والاردنية عمان للمشاركة في مراسم التوقيع.