لم تمر الكويت في ظرف عصيب منذ الغزو العراقي الغاشم على الكويت إلا في تلك الأيام التي تمر علينا ونحن نتلقى هذه الكمية من الصواريخ الآتية إلينا من الشمال من ذلك الجار الذي تقف معه معظم الدول العربية ان لم تكن كلها الذين شجبوا الحرب التي هي على النظام العراقي وليس على العراق. كما يؤكدونها هم وقد بان لنا المستور وانكشفت حقيقة الدول التي كانت تقف معنا وتؤيدنا، ونحن الاّن لا نحتاج إلى من يؤيدنا لأننا لم نفعل شيئا وكل ما فعلناه هو استقبال القوات الأمريكية وفتح حدودنا لها بموجب اتفاقيات معلنة وصريحة ونحن لا ننكر ذلك ولا نخاف من أحد وبالتالي تم اتخاذ تلك الخطوات من قبل الحكومة الكويتية بعلم جميع الدول العربية ليس استئذانا منهم لأنهم غير أوصياء علىنا وهذا قرار سيادي نابع من حكومة الكويت وحدها حسبما تتطلب ظروفها. أما مواقف الدول العربية فهي تتراوح بين مؤيد لتحرير العراق بشكل علني أو عن طريق غير معلن. وهناك نوع آخر تتخذ مواقفها على ضوء المساعدات المادية التي تصلها من الولاياتالمتحدة فكلما زادت تلك المعونات قلت المعارضة وخرست المظاهرات التي ترتب تلك الحكومات القيام بها من قبل مجموعات معروفة لديها عن طريق مخابرات تلك الدولة. أما الفضائيات العربية فجميعها تؤيد النظام العراقي وتصف حرب التحرير بأبشع الصفات وجعلت من قوات التحالف بأنها دول استعمارية جاءت الى العراق لتغزوه وتحتله وتعيث بهذه الأرض فسادا وتقلب العراق رأسا على عقب وتدمره تدميرا وكأنها كانت في ظل صدام حسين في أحسن حال وقد وصلت في عهده الى مستوى عال من التقدم والرقي وان أمريكا وبريطانيا جاءتا لاحتلال العراق وإرجاعه مئات السنين الى الوراء والنيل من مقدراته والبطش بشعبه وكأنهم الآن يعيشون في أحسن حال في ظل هذا النظام الفاسد. وللأسف لا أعرف كيف يفكر هؤلاء المثقفون العرب وكيف يغيرون الحقائق ويقلبونها رأسا على عقب هل هذا تعمد؟ أو كره في الكويت؟! أو بغض في أمريكا؟ وطبعا هذا مستبعد لأنهم مستعدون لعمل أي شيء للحصول على تأشيرة زيارة للولايات المتحدة ومن ثم الحصول على إقامة دائمة وبالتالي الحصول على الجنسية الأمريكية وهي حلم الجميع. إذن اعتقد ان السبب الأول المنطقي وهو كره الكويت وشعبها ولا أعلم ما هو السبب؟ لكن لنرى ما ذا سيفعل هؤلاء عندما يتحرر العراق وتزول تلك الطغمة الفاسدة التي جثمت على هذا الشعب ومقدراته أكثر من 35 عاما وجعلت من ذلك البلد سجنا كبيرا وعزلته عن العالم ولم يمش في ركب التقدم والرقي بل ذهب الى الحروب والقتل والدمار فكلنا في الكويت شعبا وحكومة ننتظر هذا اليوم الذي نرى فيه هذا الطاغية مندحرا مهزوما ان لم يكن قد قتل وإذا لم يكن هكذا فليحاكم على ما اقترفته يداه وينال القصاص العادل أو يترك لشعبه ليأخذ كل منهم نصيبه منه أما الذين وقفوا ضدنا نقول لهم القافلة تسير!! الوطن الكويتية