واصلت القوات الأميركية القصف الجوي على بغداد أمس لليوم الحادي عشر على التوالي وعلى محافظة البصرة في الجنوب وكذلك في الشمال بينما خسرت ثلاثة عسكريين أميركيين وجرح آخر عقب تدمير مروحيتهم من طراز "هويي". وأفاد مراسلون أن مجمع القصر الرئاسي في وسط بغداد اصيب الليلة الماضية بصاروخ. بعد أن تم قصف موقع التدريب الرئيسي لميليشات "فدائيو صدام" ومجمع الاستخبارات قبيل فجر أمس. وأعلن البنتاغون أن ثلاثة عسكريين اميركيين قتلوا وجرح آخر أمس، عقب تحطم مروحية في العراق، مرجحا أنه كان حادثا. وقال الناطق اللفتنانت كولونيل ديفيد لابان ان مروحية من طراز هويي يو ايتش 1، تحطمت في جنوبالعراق فسقط ثلاثة قتلى وجريح واحد وكانت المروحية تقل أربعة فقط ومن المرجح أن تحطمها كان حادثا وليس عائدا الى نيران القوات العراقية، لكنه لم يجزم بذلك قائلا إن المروحية كانت متوجهة الى قاعدة متقدمة لم يحدد مكانها في العراق. ويصنف العسكريون مروحية 0 يو ايتش 1، الملقبة ب "هويي" (الدابة) - بأنها طائرة نقل متينة. وقد وضعت في الخدمة اعتبارا من العام 1963. وهو اكبر حادث من بين ستة حوادث تعرضت لها مروحيات أخرى من طراز أباتشي المتطورة وكشفت عنها القوات الاميركية وصنفتها على أنها حوادث. وقال وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس ان العراق اسقط طائرة "هارير" التي تقلع عموديا ومروحية "اباتشي" مما ادى الى مقتل افراد طاقمهما. ونفت القيادة المركزية الاميركية ذلك قبل أن يعترف البنتاغون. كما اعلن الفريق الركن وليد حميد توفيق، احد القادة العراقيين الميدانيين في جنوب البصرة أمس عن مقتل اربعة عسكريين بريطانيين شاهد جثثهم بعينه في المواجهات التي جرت في ابو الخصيب (25 كم جنوب شرق البصرة). ونفى الفريق الركن توفيق أسر القوات البريطانية أحد القادة العراقيين الميدانيين في البصرة، وفق مراسل الجزيرة، وذلك في رده على مصادر عسكرية بريطانية أعلنت عن وقوع ضابط برتبة عقيد في الأسر خلال مواجهات البصرة التي لم تنقطع. وظلت بغداد أمس تحت القصف المتقطع على مدار الصباح والمساء والليل ودوت أصواته في وسط العاصمة مثل حي كرادة السكني كما شوهدت كتل كبيرة من النيران حول العاصمة وترافقت مع تصدي المضادات الأرضية لتحليق الطائرات. وتلا ذلك انطلاق صوت الأذان والتكبير من المساجد كما درجت العادة منذ بدء عمليات القصف الاميركي البريطاني على بغداد. وتعرضت منطقة ابو الخصيب (25 كم جنوب شرق البصرة) لقصف مسائي عنيف وسمعت أصوات الانفجارات على مدى بعيد. ومنذ أيام أقامت القوات الغازية حواجز على الطريق التي تربط بين الفاو والبصرة وتمنع الرجال من العودة الى البصرة وتسمح بذلك للنساء والشيوخ فقط كما يفيد الشهود. وقبيل فجر أمس سمعت أصداء اطلاق النار في أم قصر أقصى جنوبالعراق بعد يوم من بدء وصول المعونات الغذائية. كما شهدت النجف (180 كم جنوببغداد) قبل فجر أمس قتالا ضاريا، اشار فيه شهود عيان من المراسلين الى استبسال عراقي. وأمام عدم ظهور اية مؤشرات على بدء الحملة البرية على العاصمة العراقية، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد إنه يتوقع اياما صعبة وخطرة خلال الهجوم للسيطرة على بغداد مع مقاومة من الحرس الجمهوري العراقي. وسعى رامسفيلد أمام مجموعة من كبار المسؤولين في الادارة الاميركية ووزارة الدفاع الى الرد على الانتقادات التي تعتبر ان المخططين الحربيين قللوا من اهمية المقاومة العراقية ودخلوا حربا يمكن ان تتحول الى نزاع دموي وطويل. ووصف رامسفيلد للصحافيين إن الاستراتيجية العسكرية الاميركية للاطاحة بالنظام العراقي ممتازة. وقال ان المتشككين هم اشخاص لم يروا الخطة. الا ان رامسفيلد، الذي اتهمته بعض الاوساط في وقت سابق بانه عارض طلبات المخططين العسكريين بزيادة عدد القوات الغازية، حذر من ان الامور ستصبح أصعب بالنسبة لقوات التحالف. وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ان القوات الاميركية سوف تضيق الخناق على بغداد ولكنها لن تتعجل في مواجهة جيش صدام الذي يدافع عن العاصمة العراقية. وقال مايرز لتلفزيون "ان بي سي": لم يعد احد مطلقا بحرب قصيرة. وقال تومي فرانكس قائد العمليات العسكرية في العراق ان قوات التحالف على بعد 95 كيلومترا من بغداد وانها تفكك نظام صدام تدريجيا. وقال في مركز القيادة في قاعدة السيلية في قطر ان قرار نشر 120 الف جندي اميركي آخر بالاضافة الى ال 90 الف جندي المتواجدين في العراق كان قد اتخذ قبل بدء الحملة العسكرية ولا يعتبر مؤشرا على تغيير في الخطة. وقال للصحافيين انه ليس لديه اية معلومات حول ما اذا كان صدام حسين ميتا او حيا، معتبرا أنه ليست هناك سيطرة على الجيش العراقي من القيادة العليا. وقال وزير الدفاع الاميركي إن الولاياتالمتحدة تنوي الطلب من عراقيين مقيمين في الخارج تشجيع الشعب في العراق على التمرد ضد نظام الرئيس صدام حسين. وقال لتلفزيون فوكس: بالفعل ثمة خطط لذلك، العملية جارية حاليا، في اشارة الى توظيف عراقيين للتحدث من خلال محطات اذاعية تبث باتجاه العراق. وقد ذكر احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، وهو ائتلاف لاحزاب عراقية معارضة، الاسبوع الماضي ان التحالف لم يتمكن حتى الآن من كسب ثقة الشعب العراقي.