اكد الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية ان المعارك الاكثر ضراوة لا تزال امامنا. وقال مايرز أمس الاحد في مقابلة مع تليفزيون هيئة الاذاعة البريطانية(بي بي سي) ان القوات الامريكية والبريطانية يمكن ان تغير اساليبها لتتغلب على خطر الهجمات الانتحارية. ويعتقد بعض المخططين العسكريين الامريكيين انه بعد مرور عشرة ايام على الحملة العسكرية ضد نظام صدام حسين فان الدواعي السياسية لشن حرب قصيرة وحاسمة تتناقض مع الخطط العسكرية التي تنبأت بحرب طويلة ومكلفة ودموية. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن ضباط بارزين في الجيش الامريكي قولهم ان القادة العسكريين يشددون قبل شن حملة برية على الحرس الجمهوري العراقي على ضرورة ضمان خطوط الامداد للقوة القتالية وسط بروز احتمالات بتمديد الحملة العسكرية الى الصيف. ويرى القادة العسكريون ان عدم خوض الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص في حرب برية كبيرة يزيد من احتمالات اطالة مدة الحملة العسكرية. واضافت الصحيفة ان العراقيين كانوا منتظرين من هذه الحملة استراتيجية مشابهة لاستراتيجية عام 1990 اي حملة جوية تستغرق اسابيع تستهدف مواقع الحرس الجمهوري حول بغداد وبعدها تستأنف العمليات بحرب برية.ومع هذا يرى القادة العسكريون الامريكيون ومع دخول الاسبوع الثاني من الحملة العسكرية ضد النظام العراقي فان الحرب حققت انجازات ونجاحات. وتابعت الصحيفة نقلا عن قائد عسكري امريكي ان الخطة الاولية التي وضعت العام الماضي توقعت ان تستغرق القوات الامريكية 47 يوما للوصول الى بعد 50 ميلا من مشارف بغداد الا ان الفرقة الثالثة للمشاة الامريكية وصلت الى ابعد من هذه المسافة في اقل من اسبوع وذلك عبر شنها الحملة من الجنوب ووضع فرق خلفها في المدن الجنوبية. واضافت الصحيفة ان قوات التحالف امنت حقول النفط ولم تتعرض القوات الامريكية الى اسلحة كيماوية او بيولوجية وعدد الخسائر الامريكية تعتبر ضئيلة بالنسبة لحملة عسكرية متقدمة. وقال الجنرال المتقاعد في المشاة البحرية الامريكية والذي ساعد في الاشراف على المخطط العسكري: انظروا الى الصورة الكبيرة.. ثلاثمائة ميل داخل الاراضي العراقية وخسائر بشرية قليلة وخسارة القليل من المدرعات. واكدت الصحيفة ان المسؤولين الامريكيين مازالوا يأملون في ان يحدث امر ما داخل العراق مثل اندلاع ثورة او مقتل صدام حسين بقنبلة. ولفتت الصحيفة الى ما قاله جنرال في جيش النظام العراقي انه حالما تبدأ الحرب البرية فانها ستبدو مختلفة من الاسبوع الاول من الحملة العسكرية وقال سيتم تعديل الخطة.. ان الخطة الاولية هي الوصول الى بغداد بأسرع ما يمكن وتغيير النظام وادخال المساعدات الانسانية واعلان النصر.. الا ان الامر الان سيأخذ وقتا اطول.واضافت الواشنطن بوست ان التغيير التكتيكي الاول سيكون تكثيف الحملة الجوية واستهداف المواقع العسكرية فيما تنتظر القوات البرية انتهاء هذه المرحلة وهو ما حصل في حرب تحرير الكويت استغرقت خمسة اسابيع.