قال خبير عسكري سويسري انه لايستبعد هروب الرئيس العراقي صدام حسين الى مدينة تكريت مسقط رأسه اذا أدرك ان العاصمة بغداد لم تعد مكانا آمنا له لكنه توقع ان يتسبب صدام في قتل اكبر عدد من البشر قبل ان تظفر به قوات التحالف. واضاف الخبير البيرت شتاهيل وهو استاذ في الاكاديمية العسكرية التابعة لجامعة زيوريخ السويسرية فى تصرح لصحيفة دير ستاندارد النمساوية امس ان صدام حسين سيبذل كل ما في وسعه حتى لا يقع اسيرا في يد القوات الامريكية وسيحاول سحب اكبر عدد من البشر من العراقيين والاجانب الى الموت معه قبل ان يلقى حتفه. واعرب الخبير السويسري عن رأيه بان وصول القوات الامريكية الى بغداد لم يكن أمرا مفاجئا له بعد ان تمكن الامريكيون من التغلب على مشاكل تموين القوات العسكرية بالعتاد والغذاء والمؤن المختلفة الاخرى على طول الطريق الممتد من الكويت الى بغداد التي اعترضتهم في بداية حملتهم العسكرية . واشار الى ان القصف الجوي المستمر ترك آثارا وصفها بأنها كارثية على قوات الحرس الجمهوري الموالية لصدام حسين اذ نشرت طائرات (بي 52 ) العملاقة سجادة واسعة من النيران على الارض وشلت قدرة المدافعين عن النظام العراقي.واوضح ان المرحلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمجريات الحرب: وقال في هذا الصدد: اذا كان النظام في بغداد قادرا على مواصلة الدفاع فان السؤال المطروح سيكون هل ستفضل القوات الامريكية اقتحام وسط العاصمة بغداد ام الاكتفاء بمحاصرتها فقط في الظروف الراهنة. وذكر ان بغداد باتت محاصرة من جميع الجهات اذ احكمت القوات الامريكية حصارها على المدينة واغلاق منافذها . وكشف الخبير نفسه انه في حال الرغبة في عزل العاصمة بغداد تماما فان الامر يحتاج الى فرقة المشاة الميكانيكية الرابعة التابعة للجيش الامريكي لتنفيذ هذه المهمة بشكل سريع. وقال ان هذه الفرقة وهي في طليعة القوات الامريكية تتمركز حاليا في الكويت وهي تقف على أهبة الاستعداد. وقال ان عزل بغداد بفرقة المشاة الميكانيكية الامريكية الثالثة لايكفي كما ان الدخول الى العاصمة بغداد يحتاج الى قوات امريكية اضافية مبينا انه اذا تقرر انهاء الحرب بصورة سريعة واذا ما تمت معرفة مكان اختباء صدام وقبول الخسائر المتوقعة فان اقتحام بغداد يظل افضل وسيلة الا انه قال: ان هذا الامر هو قرار سياسي بحت وليس عسكريا. ومضى في حديثه قائلا: اذا لم يعرف اين يختبىء صدام ويخشى تقديم ضحايا فانه يمكن اتباع نفس الاسلوب الذي طبقه البريطانيون في البصرة وهو التحرك ببطء وقطع اوصال المدينة تدريجيا تمهيدا للاستيلاء عليها لكنه حذر من تبعات هذا الاسلوب باعتباره يزيد الضحايا بين المدنيين. وختم الخبير العسكري السويسري حديثه بالقول: ان المدافعين عن أية مدينة يمكنهم تحميل المهاجمين صعوبات لمدة شهرين في حالة توافر مؤن كافية لهم الا انه شكك في هذا الأمر بسبب احكام قبضة القوات الامريكية على المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد وسد منافذها.