امام انتشار وباء الالتهاب الرئوي الغامض الذي اخذ ابعادا خطيرة على الصعيد العالمي، قررت السلطات في هونغ كونغ امس الثلاثاء اقامة مخيمات للحجر الصحي لحاملي الفيروس الذي امتد الى استراليا بعد العديد من البلدان الاخرى. وكانت السلطات الصحية الفرنسية قد انضمت الاثنين الى دول عديدة تنصح بعدم السفر الى الصينوهونغ كونغ كما دعت الى تأجيل السفر الى المناطق الاخرى المعنية بالاعراض التنفسية الحادة التي تسببت حتى الآن بوفاة 62 شخصا واصابة حوالي 1700 آخرين في العالم. وعلى الجبهة الطبية اعلن مصدر مقرب من منظمة الصحة العالمية ان المنظمة تشتبه في ان يكون تعايش حيوانات مزرعة وسكان في جنوبالصين وراء الوباء الذي ظهر في نوفمبر في منطقة كانتون. وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان (منظمة الصحة العالمية تعمل على نظرية قائلة ان الفيروس نشأ في مزارع بجنوبالصين. ففي بعض المناطق باقليم غوانغدونغ (كانتون) يعيش الناس وسط الحيوانات الخنازير والدجاج والبط في كل مكان). وفي هذا الصدد اكد المتحدث باسم منظمة الصحة في المقر الاقليمي للمنظمة في مانيلا، بيتر كوردينغلي، (في هذه المرحلة لا يمكننا ان نؤكد ان هذا هو السبب لكنه بالتأكيد امر نبحثه في الاطار العام)، مضيفا ان منظمة الصحة لا تزال تنتظر الضوء الاخضر من السلطات الصينية للتوجه الى كانتون. واتهمت الصين بانها تنتهج سياسة السرية ازاء هذا المرض. وقد فتك الوباء منذ ظهوره في نوفمبر ب34 شخصا في الصين و15 في هونغ كونغ و4 في فيتنام و4 في كندا و4 في سنغافورة وشخص في تايلندا. وفي استراليا اعلنت السلطات أمس الثلاثاء عن اول اصابة مشبوهة بالالتهاب الرئوي الحاد بعد ادخال رجل الى المستشفى في سيدني يعاني اعراض المرض لكنه شفي بعد اسبوعين على معالجته. وكان هذا الرجل قد عاد الى استراليا في 12 فبراير آتيا من سنغافورة. ولم تسجل اي حالة اخرى في استراليا. لكن في هونغ كونغ حيث احصي اكثر من ستمئة مريض فضلا عن 15 وفاة منذ 12 مارس، قالت السلطات انها تبحث امكانية وضع حاملي الفيروس قيد الحجر الصحي في مخيمات عامة للعطلة. وسبق للسلطات ان اغلقت مدارسها وفرضت تدابير مشددة للعزلة على مجمع سكني حيث انتشر الوباء واصاب حوالي مئتي شخص. وقد ينقل مئات الاشخاص من المجمع السكني الى مخيم في هونغ كونغ. وقال لي واه-مينغ البرلماني من الحزب الديمقراطي اثر لقاء مع مديرة الصحة مارغرت شان ان (مخيما للحجر الصحي قد اعد فعلا). ولهذه العملية سيجري اعداد اربعة مخيمات قادرة على استيعاب 1050 شخصا في الاجمال. كذلك قررت الشركات الكبرى في هونغ كونغ اتخاذ تدابير طارئة لمواجهة الوباء حيث يضع معظم الموظفين الاقنعة الواقية بينما اغلقت مكاتب عديدة كما تقرر ارسال الموظفين الذين تظهر عليهم اعراض المرض الى بيوتهم. وفي سنغافورة حيث احصيت 92 اصابة وضعت فرق الركبي للذكور والاناث قيد الحجر الصحي لدى عودتها من مباراة في هونغ كونغ. الى ذلك قرر دي.بي.اس بنك، احد المصارف الكبرى، تعليق جميع رحلات موظفيه للحد من المخاطر كما فرض على جميع الموظفين العائدين من مناطق مصابة بالوباء البقاء في منازلهم لمدة عشرة ايام. واعلنت وزارة الصحة الصينية أمس ان الصين ستنشر الحصيلة على الصعيد الوطني لكن من المنتظر ان تتوافر ارقام على المستوى الاقليمي في وقت قريب لم يكن بوسع متحدثة صينية تحديده بدقة بينما ترفض مكاتب صحية عدة في الاقاليم وبعض المستشفيات التحدث عن الامر. ودعت صحيفة وول ستريت الى مقاطعة السفر الى الصين (نظرا الى رفض بكين اتخاذ ابسط التدابير الصحية العامة اللازمة). اما منظمة الصحة العالمية فعبرت من ناحيتها عن نفاد الصبر وقالت (اثناء انتشار وباء عالمي على جميع اللاعبين المشاركة. واذا اختار احد اللاعبين الرئيسيين عدم المشاركة فذلك يمكن ان يتحول الى مشكلة خطيرة) على حد قول الدكتور جيمس ماكغاير احد اخصائي منظمة الصحة العالمية الموجود في بكين. وفي آسيا ايضا اعلنت اندونيسيا رغم انها لا تزال رسميا في منأى عن الخطر انها اتخذت تدابير وقائية لاسيما عبر تعزيز مراقبة الزوار. كذلك لم تعلن ماليزيا عن اي اصابة بالمرض ونصحت بعدم السفر الى المناطق المصابة. وقالت كمبوديا التي ما زالت في منأى ايضا انها تعاني من تراجع السياح بنسبة 20% بسبب الوباء والحرب ضد العراق. وفي الفيليبين وضع 23 شخصا قيد المراقبة وهم يعالجون بعد ظهور اعراض المرض عليهم. وامام استفحال الوضع حذرت مديرة مراكز المراقبة والوقاية من الامراض الدكتورة الاميركية جولي غيربردينغ عبر شبكة سي.ان.ان من ان الالتهاب الرئوي المذكور يمكن ان ينقل عبر الهواء ما يجعله اكثر قابلية للعدوى عما يعتقد بينما كان المسؤولون الصحيون يعتقدون عموما ان الاعراض التنفسية الحادة تنقل عبر الافرازات الناجمة عن السعال او العطس. واكدت هذه المسؤولة انه يبقى معرفة الكثير حول المرض الجديد قبل التمكن من توقع الى اين سيقودنا كل هذا، موضحة ان كثيرين من المرضى يشفون ولا حاجة في بعض الحالات لادخالهم الى المستشفى لكن ذلك يبقى امرا يمكن ان يكون بالغ الخطورة. وفي انتظار معرفة المزيد عن المرض استنجد بالطب الصيني التقليدي على امل ان يكون اكثر نجاعة من الطب الغربي في مكافحة الفيروس الغامض.ورغم اعتراف الذين يمارسون الطب الصيني التقليدي انفسهم بانهم لا يملكون علاجا سحريا فان مبيعات المركبات المكونة من الاعشاب والى جانبها مبيعات الفيتامين سي تشهد ازدهارا.