بغداد لا تنام!!! عنوان كبير سطرته الكثير من صحف الدول العربية خلال الأيام القليلة الماضية.. معللة ذلك بكثافة القصف الأنجلو أمريكي عليها طوال الليل. @ بغداد لا تنام!!! وهل ينام من فقد الأمن والسلامة.. وبرز له الخطر الداهم كالتنين الذي يفتح فاه إما لالتهام من أمامه.. أو لقذف النار من بين شدقيه في وجه كل من يواجهه!!!؟ @ بغداد لا تنام!!! وهل تنام بقية العواصم العربية.. أو هل تنام بقية الأرض العربية بكل ما فيها من قرى وواحات ومزارع وصحارى وسهول وجبال؟! ان بغداد عضو حي من جسد الأمة.. وإذا أصابها مكروه أو ألم أو جرح.. فمن أين تأتي بالنوم بقية المدن؟؟!! بغداد مدينة السلام.. ومدينة العلم.. ومدينة الحضارات.. كلما حاولت أن تغفو وتهجع لتضمد جراحها النازفة أفزعها التوماهوك، والكروز المنقض عليها من السماء الملبدة بالغيوم والغبار والدخان المتلبد.. والغضب. مأساة مدينة.. بل مأساة دولة عاصمتها بغداد.. بل مأساة أمة ضربت في قلبها هذا القلب هو بغداد.. * لك الله يا بغداد.. ثلاثة عقود من الزمن الزاحف ببطء على صدرك المثقل بالهم، والدمع والدم.. والألم الممض. هذا الزمن الراكض بحدة وعنف في تجديد سلاحه الذي يواجهك به من الخارج ومن الداخل فمن سيوقف التتار والمغول وخيولهم. إلى صواريخ دول التحالف وطائراتهم. @ منذ قرن من الزمان في تاريخنا المعاصر ودار السلام ( بغداد) تعاني الجوع والخوف والقتل. أطفال تيتم، ونساء ترمل.. وأمهات تثكل.. في عام 1915 دخلت بريطانياالعراق لتحررها.. وهاهو التاريخ يعود بما جاء منذ ذلك الحين: ==1== بغداد يا دار النهى==0== ==0==والفن يا بنت القصيد يا سطر مجد للعروبة==0== ==0==خط في لوح الوجود يا راية الإسلام==0== ==0==والإسلام خفاق البنود ==2== منذ قرن يا بغداد وأنت هدف واضح المعالم لكل عدو للإسلام والعرب وأما في الثلاثة العقود الأخيرة من حكم حزب البعث الظالم فإنها ثلاثة عقود تكاثفت فيها المحن والمصائب. * ثلاثة عقود وأنت في محنة مزمنة. تنزفين ولا أحد يضمد جرحك من أقربائك الأ بعدين..!! أو يواسيك بأن يمسح دمعتك من أصدقائك الأقربين!! أواه يا بلد الرشيد.. أواه يا قلعة الأسود.. أواه يا منبت المجد التليد.. أما آن لهذا الليل الدامس أن ينقشع؟ أما خلف هذه الحلكة المدلهمة من فجر؟! قال تعالى: (فإن مع العسر يسرا أن مع العسر يسرا). ولن يغلب عسر يسرين.. @ اشتدى أزمة تنفرجى..! والنازلة عندما تشتد.. وتشهر كل ما لديها من سيوف العنف والعنت والصلف عندما تكشر عن أنيابها المضمخة بالدم والأشلاء عندما تختال فوق الأشلاء.. وتضحك من الباكين إنما ذلك إيذان بقرب نهايتها.. وفرج كربتها. وانقشاع غيمتها بل غمامتها.. هذه النازلة.. ضاقت بها بغداد وضاق بها العراق.. وضاقت بها الأمة.. بل ضاقت بها الأرض بما عليها وبما فيها من صحاري ونبات وحشرات: ==1== ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً ==0== ==0==وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..==0== ==0==فرجت وكنت أظنها لا تفرج.. ==2== هذه سنة الله تعالى في خلقه. سيجعل الله بعد عسر يسراً. جاء في الأثر: لأن أكون في شدة أتوقع بعدها رخاء، أحب إلى من أن أكون في رخاء أتوقع بعده شدة.. ولقد قرب الفرج أن شاء الله.