أبدى مجموعة سكان حي المنح بشمال مدينة المبرز استغرابهم واستياءهم من القرار الفوضوي الذي اتخذته الكلية التقنية لصالحها على حساب راحة المواطنين والصالح العام في استئجار مبنى بالقرب من منطقة سكنية مطلة على فناء مدرسة متوسطة. الأمر ازداد سوءاً عندما تحولت حديقة إلى مواقف السيارات وسط الحي، مسببة الفوضى والمشاكل من خروج الطلاب وسط مضايقات لأهالي الحي وطلاب المدارس، حيث أن المدرسة الرابعة المتوسطة والثانوية للبنات ومدرسة الأمام الترمذي الابتدائية تتوسط تلك المواقف. (اليوم) التقت بعدد من سكان حي المنح الذين ابدوا بقوة رفضهم للوضع الراهن في الحي، يقول على بوسبيت (يسكن بالقرب وعلى بعد أمتار من المواقف): يومياً أتصادم مع الشباب، المواقف لا تكفي للعدد الهائل من الطلاب، لذلك يلجأون إلى إيقاف سياراتهم أمام المنازل ووسط الطرقات، مما يسبب بلبلة للأهالي، فلقد أصبحنا وكأننا في منطقة محظورة أو زجاجة ضيقة خطر على أطفالنا، تحركاتنا أصبحت قليلة، زوارنا هربوا منا، بسبب الازدحام المزعج. فكم مرة يغلق على مدخل السيارة (الكراج) في المنزل، وأبقى لساعات واقف أنتظر صاحب السيارة، ليبعدها عن المنزل، مما يسبب تأخرا عن أعمالي، ترى لو حدث طارئ لا سمح الله من المسؤول؟؟ وتحدث عبداللطيف القهيدان عن المناظر المؤسفة التي تتكرر يومياً، لاسيما أن نظام الدراسة بالكلية على ساعات متفرقة.. يقول: الشباب على أرصفة المنازل، مما يحد من حرية أهل البيت في خروجهم ودخولهم إلى المنزل، والأمر يزداد بشاعة عندما ترى أحد الطلاب واقفا مع مجموعة من الشباب متوسطين الطريق، أو جلوساً إلى جانب سياراتهم، يدخنون السجائر، وأصواتهم متعالية، وكأنهم في مقهى وسط مرأى من أهالي الحي. وتساءل القهيدان عن صلاحية تلك الموافقة باستخدام حديقة تابعة للبلدية مواقف سيارات لطلاب الكلية وسط الحي أمام مدرسة بنات. ولم يحترموا رأي المواطن في هذا القرار الخاطئ، ولم يأخذوا رأي أو موافقة أحد من سكان الحي.. يقول: نحن لسنا وحدنا المتضررين، بل حتى المحلات التجارية المجاورة، إضافة إلى مدرسة البنات.. كم كانت تشهد ازدحاما من قبل أولياء الأمور والحافلات الخاصة والتابعة للمدرسة، فما بالك إذا زاد على ذلك أكثر من ألف طالب في نفس المكان . وعبر اتصال هاتفي أجرته (اليوم ) لمدرسة البنات الرابعة المتوسطة والثانوية الواقعة في قلب الموقع، أكدوا أنهم أول المتضررين من هذه الفوضى والعشوائية، لعدة أسباب، منها أن نوافذ مبنى الكلية مطلة على فناء المدرسة، مما يؤدي إلى منع الطالبات من الخروج إلى الفناء، وبقائهن في ممرات واسياب المدرسة، ويحدث ذلك ربكة وازدحاما شديدا داخل اسياب المدرسة، وهذا يعيق راحة بناتنا الطالبات، والرقي في تطور مسيرة التربية والتعليم، لا سيما أن مبنى المدرسة يضم طالبات ثانوية ومتوسطة. أضف إلى ما يحدث عند توافق خروج الطالبات وطلاب الكلية في الموقع نفسه، مما أجبرنا على ترتيب خروج الطالبات على دفعات متفرقة، خشية حدوث الفوضى والازدحام في حركة المرور وحتى ساعات متأخرة من الظهر، ونحن ناشدنا الجهات المختصة حل المشكلة، لكن مع الأسف الشديد دون جدوى. وأضاف أحد أولياء أمور الطالبات قائلاً: رغم قرب المسافة بين المدرسة والبيت، إلا أنني أقوم يومياً بتوصل إبنتي، خوفاً من الوضع والمنظر المزعج. وأكد مدير مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمبرز الشيخ صالح الباروت أن هذه الفوضى ليست مرضية للمواطنين من سكان الحي، ولا إدارة المدرسة، وقد وصلتنا عدة شكاوى من السكان، والموضوع محل الاهتمام والمتابعة، فنحن بدورنا نقوم بالحد من تعدي وتدخل الشباب، كما رفعنا خطابا مدعوماً بالصور إلى المحافظة، لإيجاد حل سريع وفعال في التخلص من هذه المشكلة.