أعلنت وزارة الخارجية أن سوريا لا تعتبر التصريحات الاخيرة للمسؤولين الاميركيين بمثابة تهديد عسكري لسوريا. وقالت بثينة شعبان مديرة دائرة الاعلام في وزارة الخارجية السورية في مؤتمر صحفي ردا على التصريحات الاخيرة لوزيري الخارجية والدفاع الاميركيين كولن باول ودونالد رامسفلد التي حذرت سوريا من مغبة تقديم مساعدة الى العراق: نحن لا نعتبرها كتهديد عسكري ضد سوريا بل كتصريحات تم الادلاء بها في اطار استجابة فوضوية للمنحى الذي اتخذته الحرب. وحول توتر العلاقات السورية الاميركية قالت إن سوريا دائما سعت الى علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة وستعمل دائما من اجل ذلك، ولا يوجد تناقض في المصالح بينهما في المنطقة، لكن الاعتداء ضد العراق على المدى الطويل ليس من مصلحة الشعب الاميركي ولا من مصلحة الولاياتالمتحدة. واضافت ان سوريا لديها رؤية مختلفة عن المنطقة، رؤية سلام واستقرار وازدهار، واسرائيل لديها مصلحة في اشعال هذا الصراع بين الولاياتالمتحدة والبلدان العربية وشعوبها. واعتبرت ايضا ان تصريحات المسؤولين الاسرائيلين ضد سوريا هدفها واحد وهو استهداف سوريا بسبب موقفها العربي المبدئي مضيفة الا ان سوريا لن تغير خيارها بكونها مع السلام. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز حذر الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد مذكرا بالقدرات العسكرية لاسرائيل. وقال موفاز ان الرئيس بشار الاسد يعرف تماما قوة وقدرات اسرائيل في جميع المجالات بما في ذلك المجال العسكري. واعلن باول الاحد ان بامكان سوريا اما ان تواصل دعمها المباشر لمجموعات ارهابية ولنظام صدام حسين الذي يحتضر، او ان تسلك طريقا اخر مختلفا يحمل مزيدا من الامل، مع تحميلها عواقب خيارها. كما حذر رامسفلد الاسبوع الماضي دمشق وطهران وهدد بتحمليهما المسؤولية عن اي عرقلة للعمليات العسكرية الاميركية في العراق. وحول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تريد فعلا استهداف دول اخرى بعد العراق قالت شعبان: سوريا ليست بحاجة الى تصديق او عدم تصديق (المعلومات حول استهداف سوريا)، الاميركيون اعلنوا ان هذه الحرب هي جزء من خطة لاعادة هيكلة المنطقة. وتابعت قولها: على الارض يذبح الفلسطينيون من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، والآن يقتل العراقيون بالقنابل، وكيف للعالم ان يقبل بذلك؟. وردا على سؤال حول المساعدة التي تقدمها سوريا الى العراق قالت شعبان ان سوريا تساند العراق حتى الآن سياسيا عبر مجلس الامن، وتدعم الشعب العراقي على ارضية سياسية وإعلامية وأخلاقية. وحول المتطوعين العرب الذين يتوجهون الى العراق قالت ليسوا فقط من الدول العربية وانما من جنوب افريقيا والبرازيل والمكسيك وكل انحاء العالم، وهذا يدعم الحجة السورية بأن هذه الحرب يجب ان تتوقف لانها تنتج الغضب في كل انحاء العالم والانقسام والدمار والموت. وعن احتمال تزايد الاصولية الاسلامية والتطرف قالت شعبان ان هذه الحرب ستزيد بالتأكيد من الغضب لدى المسلمين والعرب وهو ما لا ترغب به سوريا ولا اي بلد في العالم. واردفت شعبان وقفنا ضد قتل المدنيين في نيويورك (في اشارة الى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001) كما نقف ضد قتل المدنيين في العراق، وهل يمكن ان نقف ضد قتل المدنيين الاميركيين ومع قتل المدنيين العراقيين؟ نحن ضد قتل المدنيين في كل مكان من العالم. وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قال في كلمة القاها امام مجلس الشعب السوري الاثنين الماضي ان لسوريا مصلحة وطنية وقومية بان يندحر الاميركيون والبريطانيون من العراق، وأن الولاياتالمتحدة فشلت في تخطيطها لتقسيم العراق طائفيا امام وحدة الشعب العراقي، كما فشلت في كسب تأييد المعارضة في العراق. عن العلاقة مع مصر قالت شعبان ان علاقتنا مع مصر جيدة وممتازة ويمكن ان تهب بين اي شقيقين زوبعة سرعان ما تختفي.