لا يمكن ان يخرج اي متابع للاحداث الحالية التي تجري على ارض العراق بمعلومة يمكن ان يثق في صحتها اذ تتضارب التصريحات وكأنك امام مسرحية اسمها (لعبة الاعلام).. ولكن الذي يهم الانسان العربي في هذه المسألة هو الانسان العراقي، الذي يظل هو الهاجس الذي يدور في مخيلة العرب اجمعين، فهذا الانسان يواجه في الحرب الحالية الضروس افظع الاعتداءات التي تشن عليه، والصور الفظيعة التي تتناقلها وكالات الانباء المصورة، هي صور مقززة لوضع بائس يعيشه الشعب العراقي الشقيق. انها مأساة بأبشع ما تصوره المأساة من آلام فظيعة يعيشها مع الاحوال التي مرت عليه، وقد ناشدت المملكة الاسرة الدولية والدول العربية بانصاف هذا الانسان وانقاذه من دوامة الحروب المتعاقبة التي مرت عليه. انها مواقف مسؤولة وشجاعة تقفها المملكة مع الانسان العراقي في كل ازماته التي مر بها، وهي وقفات اخوية وانسانية جبلت عليها المملكة مع كافة الاشقاء من الدول العربية والاسلامية في كل الظروف والمحن. ويحق لكل انسان وهو يشاهد فظاعة هذه الحرب ان يتساءل: من السبب في اشعالها؟ والجواب معروف على اية حال، فالنظام العراقي الحالي يتحمل كامل المسؤوليات عن سلسلة تلك الحروب التي اشعلها ضد جيرانه.. وشعبه.. وضد ايران والكويت وارادة المجتمع الدولي.. ثم ضد شعبه في (حلبجة). ان ابناء الرافدين يستحقون العيش بسلام كسائر شعوب الارض.. فهم لم يقترفوا ذنبا لزجهم في سلسلة تلك الحروب المتعاقبة التي ادت الى تدهور معيشة الانسان العراقي وشردت كفاءاته العلمية الى خارج وطنه. اما تلك الاطروحات الاعلامية العراقية التي خرجت بقاموس جديد فأظن ان الامير بندر بن سلطان سفير المملكة لدى امريكا اعطى الرد المناسب لتلك التخرصات التي تشعر امامها بأن مفردات جديدة دخلت عالم الاعلام من تلك البوابة النشاز.. وهي مفردات لن تخدم شعب العراق والمحبين لارضه.. ونحن عندما نتحدث عن هذه الظاهرة فلأننا ندرك ان الازمة اكبر من ان يتحدث عنها هذا او ذاك.. واذا كانت المملكة تعلن ومازالت ان تقف الحرب واللجوء الى السلام واسلوب الدبلوماسية فلأنها تشعر بأن الحرب ليس فيها مهزوم ومنتصر.. بل ان المهزوم هو هذا الانسان العراقي المغلوب على امره.