هي بث ما يكابده الإنسان الشاعر جراء الحرمان من المحبوب أو ما يقاسيه من الهجر أو الرقيب الذي لا يترك له فرصة للقاء المحبوب. وكذلك الشكوى من قلة ذات اليد أو عوامل الزمن التي تفعل أفاعليها في الإنسان وقد شاع هذا اللون خاصة في قصائد الحب والغزل كشكوى الدكتور الشاعر راشد بن عبدالعزيز بن حمد المبارك في قصيدة موجهة بعنوان (رسالة إلى ولادة) شاكيا التقاليد البالية التي لا تقبل الرجل الكبير العاقل أن يتزوج فتاة قد بلغت سن الزواج فهو يبين لمن حوله عن تلك التقاليد البالية التي يهمها المظهر دون الجوهر: حبيبتي محرمة. حبيبتي في أرضا محرمة في كل ما تروى دفاتر الالى محرمة أثم إذا القلب لها يوما هفا أثم إذا الطرف رآها في الغفا أثم إذا طاف بلقياها أمل أثم إذا خط لها بيت غزل لأنني قد جئت هذا الكون من قبل أن تأتي له حبيبي حبيبتي محرمة لأن لي من السنين أربعين وهي قصيدة طويلة تتجاوب اصداؤها في القلب فيتهجى حروفها وكلماتها.. وقد بلغت هذه الشكوى مسامع الشاعر الكبير الأستاذ سليمان العيسى فسطر جوابا للشكوى: من أقفل الأفق الرحيب على جناح الطائر؟ من حرم الثمر الشهي على شفاه الشاعر؟ أكتب وذكرني بأيام الحروف الظامئات اللاهبات على يدي قد كنت أطعمها يدي وأنا أخط على الهجير قصيدتي بنت الجنون.. قصيدتي كانت تقطرني على الوتر العنيد، ويلتقي فيهاالتهور بالرشاد، ويا ربابة.. أنشدي! لم لا نبوح، ولا نحرك كل هذا القاتم المتجمد وعندما اشتكى الشاعر مبارك بوبشيت الغدر في قصيدة عنوانها (لا شيء يجمعنا) نشرت في المجلة العربية عدد ربيع الآخر عام 1422ه: ==1== شدي رحالك عن قلب شكنت به==0== ==0==يكفيك تركك لي إياه كالمزق.. مات الهوى داخلي واصفر أخضره==0== ==0==وإن يكن بعد حبا فهو في الرمق.. أنا الوفاء وأنت الغدر واأسفي==0== ==0==شتان بين ضياء الفجر والغسق قيضان لا شيء يجمعنا==0== ==0==أنا وحبك لم نخلق على نسق لا تخدعيني بدمع كاذب فأنا==0== ==0==قررت تركك فابكيني.. أو احترقي ==2== فكان الأستاذ خليل الفزيع صديق الشاعر وزميله الأقرب إليه أول المتجاوبين مع شكوى الأستاذ مبارك فقال في قصيدة بعنوان (الحب يجمعنا): ==1== عانقت حبك في ركب من الألق==0== ==0==وفاض نهر الهوى كالممطر الغدق نسجت بردة حلمي منك يا نسغا==0== ==0==لو أجدب العمر، منه عودة الرمق أصبحت بين ثنايا القلب أمنية==0== ==0==يحنو عليهان حنو الجفن بالحدق مياسة القد إن طلت بطلعتها==0== ==0==يموج من حولها فيض من العبق أنت التي علمتني الفرح حين طغى==0== ==0==موج من الحزن أودى بي إلى الغرق إني أسير هواناكلما لمحت==0== ==0==عيناي منك سحاب الشوق والأرق وحبها في رحاب القلب صار ندى==0== ==0==يبل صادي الحشا، يطفي لظى حرقي أنت الوفاء إذا ما لاح في أفقي==0== ==0==حزن، أقمت جدارا غير مخترق من السرور تنامى شامخا فغدا==0== ==0==كالطود لا ينحني للعابث النزق في الحب يجمعنا روض من الحبق==0== ==0==منه انطلقنا إلى ما راق من أفق ==2== ورغم جراحات قلب يوسف أبو سعد وهي الجراحات المتعددة المصادر والاتجاهات تلك الجراحات اتي أودعها في مجموعاته الشعرية التي صدرت في حياته.. إلا أن صورة واحدة وقف أمامها متأملا صورة عجوز رسمت السنون على وجهه ما فعلت به الأيام فقال من قصيدة بعنوان (ذبول العمر): ==1== يا خريف العمر أطفأت الشباب؟!==0== ==0==ولياليه الوضيئات الرحاب!! رحلت عن ساحتي أحلامه==0== ==0==ومجاليه توارت كالسراب! والعصافير اجتوت أعشاشها==0== ==0==عندما أمست مروجي كاليباب! عبثت في جسدي معضلة==0== ==0==أشعلت جذوتها أيدي العذاب! ما احتيالي؟! إنني في قفص==0== ==0==أحكمت أقفاله بعد الغياب! لم يلح للنور أدنى كوة==0== ==0==لا ولم يبد له أضيق باب! وجناحي برح الوهن به==0== ==0==وشراعي غاص في عمق العباب! كل ما في جسدي مضطرب==0== ==0==عاجز أعيته أسباب الإباب! ذبلت روحي، وها عيني ترى==0== ==0==من خريف العمر أطياف الشباب ==2==