اكد مسؤولون عسكريون بريطانيون ان الدبابات البريطانية دخلت وسط مدينة البصرة امس الاحد وحاصرت مقر حزب البعث في المدينة. وقال الكولونيل كريس فيرنون المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة لقد سيطرنا على الغالبية العظمى من المدينة .. ولكن هناك بعض الاماكن التي لا نسيطر عليها مثل البلدة القديمة. وقال فيرنون للصحافيين ان الدبابات البريطانية دخلت وسط المدينة وجنوبها وشمالها. وقال ضابط بريطاني كبير ان حوالى 300 من فدائيي صدام قتلوا في اشتباكات امس الاول وأمس مع تقدم القوات البريطانية. وقال الكولونيل هيو بلاكمان من قوات رويال سكوتس دراجون جاردس ان حوالي 150 عراقيا قتلوا يوم السبت خلال تبادل عنيف لاطلاق النار وان عددا مماثلا قتل خلال الهجوم الذي شنته القوات البريطانية امس الاحد مضيفا انه تم اسر حوالى 24 شخصا. وفيما تقدمت القوات والدبابات البريطانية باتجاه وسط المدينة تدفق السكان الى الشوارع لتحية الجنود البريطانيين ولوح العديد منهم بأيديهم وتعالت اصواتهم بالهتاف بينما وقف آخرون بصمت على الارصفة وهم يرقبون الدبابات تمر، ورفعت العديد من المنازل الاعلام البيضاء. وبحلول المساء حاصرت القوات البريطانية مقر حزب البعث في البصرة وسط المدينة، طبقا لما افاد به مراسل قناة الجزيرة التلفزيونية. ولم تلاحظ مؤشرات على وجود مقاومة اذ ان مقاتلي المليشيات العراقية الذين كانوا يسيطرون على المنطقة قد اختفوا على ما يبدو مع تقدم القوات البريطانية. واقر القادة البريطانيون انهم كانوا يتوقعون قدرا اكبر من المقاومة من العراقيين الا ان معظمهم فروا عبر جسر قمرت علي طلبا للنجاة. وقال بلاكمان لقد اتكأنا على الباب فانفتح على مصراعيه. لقد كان هذا يوما حاسما. واضاف ان العدو يستسلم باعداد كبيرة. وقد بدأت الغارة البريطانية عندما تقدمت القوات المعروفة بجرذان الصحراء من اللواء المدرع السابع الى المدينة مدعومة بمروحيات الكوبرا والمدفعية واغارت على مقر لفدائيي صدام عند الفجر. وبانتشار انباء نجاح الغارة البريطانية خرجت مجموعة من حوالي 200 من الرجال والنساء والاطفال من سكان البصرة الى الشوارع وقاموا لاول مرة بالارشاد الى المواقع العراقية. وقال بلاكمان ان القوات الموالية لصدام قاتلت بشراسة وكانت ماكرة وصلبة في وجه قوة نيران متفوقة. واضاف لقد استخدموا مجموعة من الخدع ولكنها فشلت في ايقاع الاصابات بين صفوف قواتنا. وتابع في بعض الحالات كان الفدائيون الذين يرتدون الزي الاسود وغطاء الرأس الاحمر يقومون باصطحاب اطفال لتغطية انفسهم بعد اطلاق النار علينا. وقال وبينما كنا نتقدم داخل البصرة اليوم فضلوا اللجوء الى تكتيك آخر .. وهو التظاهر بانهم اموات. واضاف في حالات عديدة كنا نمر بما يبدو وكأنه جثث ملقاة في خنادق ثم يقوم هؤلاء ويهاجموننا بعد ان نمر. وقال ان ذلك جعلنا لا نخاطر خلال النهار عندما كنا نواجه مثل هذه المواقف. عراقيان يتناولان طعاما خفيفا فيما يتواصل قصف البصرة من بعيد