احتدم القتال في بغداد بعدما توغلت القوات الامريكية الى قلب العاصمة العراقية واقتحمت القصور الرئاسية بينما رجحت بريطانيا مقتل علي حسن المجيد الملقب ب (علي الكيماوي) الحليف المقرب من الرئيس العراقي صدام حسين خلال قصف منزله في جنوب البصرة. ودارت اشتباكات عنيفة بعد ظهر امس اليوم الاثنين في منطقة فندق الرشيد المعروف في بغداد الذي يحرسه عسكريون عراقيون، عندما هرع الجنود الامريكيون من الغرب والجنوب الشرقي لمهاجمة رموز حكم صدام حسين المستمر منذ 24 عاما. وقتل تسعة مدنيين على الاقل عندما سقط صاروخ على منطقة سكنية في بغداد وبحث السكان وعمال الاغاثة بين انقاض المباني المهدمة عن المفقودين. وشارك في التوغل الامريكي على بغداد اكثر من 100 دبابة وعربة قتالية من فرقة المشاة الامريكية الثالثة عبرت باتجاه الضفة الغربية من نهر دجلة واستولت على القصر الرئاسي الرئيسي وقصر في وسط المدينة وثالث في جنوب غرب بغداد قرب مطار بغداد، طبقا لما أفاد به اللفتنانت-كولونيل بيتر باير المسؤول عن العمليات في المارينز. وقال يوجد قصران (وسط المدينة) ونحن نملكهما وأقر باير ان العراقيين ابدوا مقاومة عنيفة وقال : لقد واجهنا تحديا كبيرا. ودخلت قوات المارينز الأمريكية من الجنوب الشرقي رغم ان القوات العراقية فجرت جسرين على نهر ديالا الذي يجري شرق العاصمة العراقية. وفي جنوبالعراق تدفقت القوات البريطانية الى مدينة البصرة ثاني اكبر المدن العراقية وقد أصبحت فعليا تحت السيطرة البريطانية رغم وجود جيوب مقاومة حول ضواحيها. واستولت قوات المارينز الملكية البريطانية على القصر الذي شيده صدام حسين في البصرة كما قامت قوات بريطانية اخرى بالسيطرة على الجامعة الرئيسية في المدينة بعد قتل حوالي 12 من رجال الميليشيا العراقية الذين كانوا يختبئون بها. وقال اللفتنانت كولونيل هيو بلاكمان من الفرقة المدرعة السابعة ان معركة البصرة انتهت تقريبا واضاف : نحن نغطي كافة مناطق البصرة بما فيها البلدة القديمة. ووصف ضباط امريكيون التوغل داخل بغداد في اليوم التاسع عشر من الحرب بانه غارة تكتيكية وليست بداية المعركة النهائية للسيطرة على العاصمة التي تعتبر واحدة من آخر معاقل الرئيس العراقي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع بين اوينز هذه ليست معركة السيطرة على بغداد. هذه رسالة قوية باننا نستطيع ان نذهب اينما شئنا عندما نشاء. الا ان الحكومة العراقية واصلت تحديها ورفضت صور الدبابات الامريكية وهي تدخل الجهة الغربية من نهر دجلة، بالرغم من افادات شهود العيان والمراسلين الصحفيين. وقال وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحفي : لا تصدقوا هؤلاء الكاذبين لا يوجد اي منهم في اي مكان في بغداد، مضيفا : جرعناهم السم والعلقم ليلة الاثنين واعطاهم جنودنا البواسل درسا لن ينساه التاريخ. وقتل أربعة جنود امريكيون وصحافيان كما جرح حوالي 15 شخصا عندما تعرض موقع للجيش الامريكي جنوببغداد لهجوم صاروخي، طبقا لمصادر عسكرية امريكية في مطار بغداد تحدث بلسانها مراسل تلفزيون (سي إن إن). وذكر المراسل ان القوات الامريكية سيطرت على كميات كبيرة من الاسلحة العراقية من بينها صواريخ ارض جو من طراز سام يصل مدى اصابتها الى 70 الف قدم وبامكانها اسقاط قاذفات بي 52 الأميركية الثقيلة. واعتبر وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد أن اعلان النصر في العراق ليس رهنا بمصير صدام حسين بل ستحدده عدة عوامل. وقال خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون: لن يكون هناك عامل معين يسمح باعلان النصر الكامل على النظام العراقي لكن عدة عوامل ومن غير المرجح ان تحصل هذه العوامل كلها بالتزامن في كل انحاء البلاد.وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان النصر سيعلن في حال قتل الرئيس العراقي او تم القبض عليه قال رامسفلد: لا، لا اظن ان هذا الامر رهن بالضرورة بصدام حسين، في الوقت الراهن لم يعد يحكم البلاد، لقد تغير النظام. واضاف رامسفلد ان النصر سيعلنه الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبنظري لن يتم ذلك قريبا على الارجح لان العراق بلد كبير ولا يزال امامنا الكثير من المهام.