الحرب على العراق كما تقول قوات التحالف في الوسائل الاعلامية المختلفة انها اوشكت على الانتهاء وان بغداد على وشك السقوط وبقية المدن العراقية وان نظام صدام يحتضر.. المهم ماذا بعد صدام هناك تساؤلات وفي نفس الوقت استنتاجات منها مثلا التهديد المفاجئ لسوريا والذي جاء متزامنا مع قرب سقوط بغداد على حد قولهم وتهديد ايران وتواجد مايقارب من المائتين وخمسين الف جندي في الكويت هذه التساؤلات تعطي الاشارة في مدلولها الى ان هناك بعد سقوط صدام والعراق نقطة تحول اخرى لشن هجوم اخر وقد يكون هذا الهجوم المعني به سوريا ثم ان سوريا لم تعبأ بالتهديدات الامريكية بل سخرت من نوعية الاتهام والذي اشار اليه المسئولون الأمريكيون على انه امداد العراق بمستلزمات عسكرية من بينها نظارات للرؤية الليلية وهذا الاتهام ربما يبرره الكثيرون من اين لسوريا مستلزمات عسكرية ومن اين لها هذا النوع من النظارات ولماذا لم تكشف الادارة الامريكية بل والاسرائيلية هذا النوع قبل الآن وقد تكون هذه التكنولوجيا الحديثة تقلق اسرائيل حتى ولو انها مجرد شائعة او اكذوبة ثم من هي الجهة التي يمكن ان تزود سوريا باسلحة حديثة ومن اين لها هذه النظارات ولماذا لم يكشف عنها قبل الآن وهذا حسب مايفسره المحللون العسكريون انها بداية الشرارة التي ستوقدها امريكا لشن حرب جديدة على سوريا بعد العراق اذن فالتكهنات التي سبقت هذه الحرب اصبحت صحيحة. وليست شبه صحيحة. معاهدة سايكس بيكو سوف تحيا من جديد ولكن بدلا من سايكس بيكو ستكون انجلو امريكا هذه الادلة سوف تكون نتائج وليست افتراضات ولكن بعد سقوط بغداد. بيد ان المحللين خصوصا العسكريين يؤكدون على ان هذه الحرب على العراق ستكون نفس الصورة التي تم بشأنها غزو فيتنام ولكن لم يكتب لها النجاح والسبب كما يقول المحللون ان اي حرب اذا لم يتخذ فيها قرار عسكري فمصيرها الفشل والحرب على فيتناموالعراق كان قرارها سياسيا وليس عسكريا والدليل ظهور خلافات عديدة في البنتاغون بين جنرالات الجيش الامريكي ووزير الدفاع رامسفيلد الذي كما يقولون انه لم يستمع الى نصائح مهندسي الحروب بل ويتدخل في الشؤون العسكرية لهذه الحرب على حد زعمهم. اما السيد بلير فيعتقد المحللون ان مستقبله السياسي سيكون مرهونا بنجاح هذه الحرب وبعدد الاسرى البريطانيين والقتلى والمفقودين وعدد الطائرات التي سقطت وراح ضحيتها الجنود البريطانيون. اما الهدف المنشود الذي ردده المسئولون في الادارة الامريكية سابقا بان ادارة دفة الحكم في عراق مابعد صدام ستكون بأيدي العراقيين اما الآن وقد اوشكت بغداد على السقوط فقد تغيرت النغمة الى ان العراق محتاج لادارة امريكية مؤقتا قد تطول الى سنوات وقد عين لها جنرال امريكي وبدأت شركات تعمير بغداد تتسابق على توقيع عقود طويلة المدى.