بدون شك ان قضية التحكيم في المباريات النهائية للمسابقات المحلية, هي ام القضايا حيث تمتد آثارها لما بعد المباراة بفترة طويلة. ومباراة اليوم بين الهلال والأهلي في نهائي مسابقة كأس سمو ولي العهد, تحمل القضية نفسها, وايمانا من (الميدان) بدور العامل التحكيمي لنجاح هذه المناسبة, اخذنا آراء خبراء التحكيم في الوطن العربي من اجل اسداء النصائح للطاقم التحكيمي لمباراة اليوم. بوجسيم: هذا هو المطلوب علي بوجسيم الحكم الدولي الإماراتي قال في بداية حديثه: اعتقد ان لقاء قمة كبيرا سيجمع اثنين من اعرق الأندية السعودية وهما الهلال والأهلي يجب ان يؤخذ بميزان خاص من الجميع وعدم تحميل حكم اللقاء ومساعديه المسؤولية الكبرى أو تحميلهم فوق طاقتهم لان الحكم بشر معرض للخطأ في أي وقت ولكن هذا الكلام ليس تبريرا لوقوع اخطاء من الحكم. واضاف بوجسيم: ان حكم الساحة تقع عليه واجبات كثيرة منها توجيه اللاعبين قبل بداية اللقاء من خلال قائدي الفريقين بالمحافظة على ضبط الاعصاب من بداية اللقاء وحتى نهايته والتفكير فقط باللعب وعدم الاتجاه للحكم في كل وقت فانه من حق قائد الفريق فقط مناقشة الحكم وغير ذلك من الاساليب مرفوضة ولا يقرها القانون. وقال: كثيرا من اللاعبين لا يروق لهم ان يتخذ الحكم صافرة ضدهم اثناء الاحتكاكات مع الخصم وهذا امر خاطئ فالحكم يطبق روح القانون ولن يجامل لاعبا اذا شاهد الخطأ وعندها يتهم الحكم بانه متحامل وما شابه ذلك, والحكم اليوم يجب عليه ان يكون يقظا متفاهما مع مساعديه خاصة اذا اراد الخروج بالمباراة الى بر الامان فمتابعة الحكم لاشارة المساعدين خاصة في حالات التسلل او وقوع اخطاء لم يشاهدها سيساهم كثيرا في حفظ موازين المباراة. واضاف بوجسيم: لقاءات الهلال والاهلي مثيرة وتحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة ولذلك فان حكم اللقاء يجب عليه ان يحفظ توازنه داخل الملعب في ظل الجماهيرية الكبيرة التي ستحضر اللقاء وارى ان يتم اختيار حكم دولي مناسب لقيادتها حيث ان هذا اللقاء تاريخي لكلا الفريقين والاثنان سيسعيان الى الكسب اذا كان الحكم ممتازا اليوم الكل سيشيد به بعيدا عن خسارة اي فريق لان من يخسر بالتأكيد وبنسبة كبيرة سيتجه لتحميل الحكم الخسارة. وقال بوجسيم عن تاثر الحكام بما يقال في الصحافة قبل بداية اللقاء وبعده: لا اعتقد ان الصحافة قادرة على هز مشاعر الحكم خاصة ان الصحافة تميل لفرق ضد اخرى وكل صحيفة تتمنى ان لا يكون حكم المباراة ضدها وهو الامر الصحيح فالحكم يدخل اللقاء ولا يضع في اعتباراته الوقوف ضد فريق او تعمد هزيمته والصحافة اسلوبها سيئ في كثير من الاحيان في التعامل مع الحكام وتتدخل الميول في التحليل مع ان مهمة الصحفي ان يكون نزيها في تحليله بعيدا عن العواطف, واعتقد ان حكم لقاء اليوم يجب ان يأخذ كثيرا بما يكتب في الصحافة خاصة تصريحات المسؤولين في كل فريق التي يكون القصد في اكثرها تبرير الهزيمة قبل وقوعها وتحميلها للحكم قبل انطلاقة المباراة. كميل: ضبط اعصاب اللاعبين يساعد الحكم سعد كميل الحكم الدولي الكويتي تحدث عن هذا اللقاء الكبير وقال: لقاء الهلال والاهلي اليوم من اللقاءات المشوقة ليس للجماهير السعودية فقط بل للجماهير الخليجية والعربية خاصة انهما قطبان من اقطاب كرة القدم السعودية. اما عن الجانب التحكيمي في اللقاء فاعتقد ان حكم اللقاء مطالب بالكثير وكذلك اللاعبون داخل الملعب مطالبون بما هو اكثر من حكم اللقاء, فالحكم وكما يردد الكثيرون بشر حاله حال اللاعبين مطالب باتخاذ القرار في ثوان واذا كانت المباراة تسير من بدايتها في الطريق الصحيح لن يتخذ الحكم اي قرار خاطىء خاصة اذا كان لاعبو الفريقين في حالة ضبط الاعصاب بعيدا عن الشحن النفسي من قبل ادارة الفريق التي يجب ان تهيئهم للتعاون مع حكم المباراة ومساعديه. واضاف كميل: ان حكم اللقاء اليوم في لقاء قوي لفريقين قويين يجب ان يضع في حساباته حالة الشد النفسي والعصبي التي يكون عليها اللاعبون قبل المباراة وانه باستطاعة الحكم ان يمتص كل هذا الشد من خلال التعامل الجيد مع الاخطاء خاصة في بداية المباراة وحالة الحزم التي يكون عليها وعدم فتح الباب للمناقشة الكثيرة. وقال كميل: الحكم الدولي ربما تتجه اليه الاتهامات بالميول لفريق ضد آخر واعتقد ان لجنة الحكام ستختار لقيادة المباراة حكما ممتازا حتى يكون بعيدا عن مثل هذا الاتهام لكن الاتهام الجديد الموجه للحكم هو الانحياز لفريق او ان قراراته خاطئة وهكذا وهو الامر المعتاد لتبرير هزائم الفريق امام الجماهير التي يجب ان تكون واعية لمثل هذه الامور. وعن الامور التي يجب على الحكم الالتزام بها اثناء قيادته للمباراة قال كميل: اعتقد ان حكم اللقاء خاصة اذا كان دوليا متعودا على تحكيم مثل هذه المباريات سيعيش وضعا عاديا قبل واثناء المباراة بعيدا عما يراه البعض من تفكير يتعبه وهو الامر الذي يكون عليه الحكم الذي يقود لقاء نهائيا لاول مرة قبل التعود على مثل اجواء هذه اللقاءات. واختتم كميل حديثه: لا اعتقد ان حكم المباراة سيكون ناجحا اذا لم يتعاون لاعبو الفريقين معه فمثل هذا التعاون سيوجد جوا من الود داخل الملعب طيلة اللقاء واكرر انه لابد من الابتعاد عن الشد العصبي من الثانية الاولى لانطلاقة اللقاء حتى يستطيع اللاعب والحكم والجمهور السير بالمباراة الى بر الامان الذي ننشده. نحن كحكام نتمنى التوفيق لزميلنا الذي سيقود المباراة وكذلك نجاحه يسعدنا كثيرا. بوظو: شخصية الحكم يجب ان تكون قوية فاروق بوظو رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ادلى بدلوه في هذا الموضوع فقال: يعتقد الكثيرون ان حكم المباراة يدخل اللقاء بدون فهم لمقاصد هذه اللقاءات الكبيرة والتاريخية مع ان الحكم وقبل انطلاقة المباراة ومن خلال اجتماع المراقب له ولمساعديه واعطائهم التوجيهات اللازمة التي تعطيهم الدفعة المعنوية اللازمة للالتزام داخل الملعب بكل ما هو صحيح للسير بالمباراة الى بر الامان. وقال بوظو: ان حكم المباراة من الممكن ان يكون فاشلا طيلة اللقاء ويتخذ قرارات عكسية ضد الفريقين ولكن ليس بقصد الهزيمة لاحدهما ضد آخر وذلك من خلال عدم تعاون اللاعبين معه من بداية المباراة خاصة في حالات الخشونة المتعمدة التي تجبر الحكم على اشهار البطاقة الحمراء للاعب وهو في بداية لعبة اللقاء. ان اللاعب يجب ان يضع في اعتباراته تواجد شخص سيقود اللقاء وانه يجب التعاون معه من خلال الالتزام بالروح الرياضية المطلوبة في كل وقت من اوقات المباراة واذا كانت الروح الرياضية متواجدة لدى جميع اللاعبين فثق تمام الثقة ان حكم المباراة ستسير قراراته نحو بر الامان والواقعية المطلوبة وسترضي ادارة الفريقين والجماهير. وقال بوظو: ان الاعتقاد السائد لدى كثير من الجماهير ان هذا الحكم سيكون مع فريق ضد آخر وحكم المباراة يجب ان يضع في اعتباراته ورود مثل هذه الافكار لدى المسئولين عن الفريق وجماهيره لكن الحكم وهو يضع رجله داخل الملعب مطالب بعدم السماح لاحد بالتدخل في عمله فهو المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات بعيدا عن العاطفة.. له عينان يرى بهما ما يحدث اثناء المباراة وعلى اثر ذلك يتخذ القرار المناسب. ويضيف بوظو: ان حكم المباراة اليوم في لقاء قوي بين الهلال والاهلي لقاء له جماهيرية كبيرة ستغطي مدرجات الملعب يجب ان يكون ذا شخصية قوية مبتعدا عن العواطف لفريق ضد آخر لا يأخذ بما كتب في الصحف قبل بداية اللقاء لان الكثير من الحكام يتأثرون من تصريحات اداريي الفريقين الذين يوجهون سيلا من الكلام لحكام اللقاء مبتعدين عن الجانب الفني الأهم. واختتم بوظو حديثه: مباراة الهلال والأهلي قمة في كل شيء ولذلك فإن حكم المباراة لابد أن يخرج بها الى بر الامان واتمنى ان نشاهد لقاء مثيرا وجيدا يرقى لمستوى كرة القدم السعودية المتطورة التي وصلت لاعلى المراتب في كرة القدم الآسيوية والعالمية وان نشاهد تحكيما جيدا ومثاليا يرقى لمستوى المباراة. مندي: هدوء الحكم والتزامه مفيد جاسم مندي الحكم البحريني الدولي السابق قال عن التحكيم في لقاء اليوم: لقاء نهائي كبير سيجمع الهلال والأهلي وهما من اعرق الفرق السعودية لابد ان يتم اختيار الحكام المناسبين له خاصة حكم الساحة الذي تقع على كاهله المسؤولية الكبرى للسير بالمباراة الى بر الأمان. وقال مندي: ان حكام لقاء اليوم مطالبون بالكثير خاصة الهدوء في ظل حالة شد الاعصاب التي سيكون عليها لاعبو الفريقين ولذلك فإن الحكام يجب ان يلتزموا بالهدوء حتى لايكون الجميع داخل الملعب مشدودي الاعصاب وبالتالي تسير المباراة الى طريق مسدود على غير ما يحبه الجميع. ويضيف مندي: ان التزام الحكم بتنفيذ القوانين بحذافيرها وتطبيق العقوبات اللازمة بأي خطأ لن يحاسبه احد عليه في النهاية حيث عواطف الجماهير واللاعبين لا يجب ان تتحكم في الحكم بل القوانين هي التي تضع الحكم امام الأمر الواقع لتنفيذها وبالتالي ستسير المباراة الى بر الأمان والجمهور وان كان سيغضب في حالات اتخاذ قرار وعقوبة ضد فريقه سيقتنع في النهاية عندما يشاهد شريط المباراة وحالات الاعادة ان فريقه يستحق مثل تلك العقوبة. وقال مندي: ان الحكم الدولي وبخبرته الكبيرة في قيادة مثل هذه اللقاءات سيكون وضعه افضل من أي حكم. علي بوجسيم