سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غضب وحداد في فندق فلسطين بعد مأساة الكلمة والصورة الاعلاميون يرفضون التبرير الأمريكي "الخوف من وجود قناصين".. ويشككون في انضباط واحتراف "جنود العالم الحر"
تسيطر اجواء الحداد والغضب في فندق فلسطين في بغداد الذي ينزل فيه عشرات الصحافيين الاجانب، بعد مقتل ثلاثة من زملائهم امس الثلاثاء بقصف اميركي أعقب قصفا آخر لمكتب قناة الجزيرة الفضائية أودى بحياة مراسل على أيدي "جنود العالم الحر". وتحت خيمة منصوبة على سطح الفندق توجد فيها تجهيزات البث الخاصة بوكالة رويترز، كان احمد باهادو يبكي صديقه تاراس بروتسايوك المصور في الوكالة. ويمسح احمد بالمحارم الورقية البيضاء الدم المتجمد على الكاميرا التي كان يحملها تاراس عندما اصيب بقذيفة اميركية قاتلة استهدفت الفندق. تسيل الدموع على وجنتيه والالم يحول بينه وبين الكلمات. وفي المصعد الذي يقله الى الطابق الخامس عشر حيث دمرت القذيفة الغرفة التي كان يعمل فيها مراسلو رويترز، يضرب زميل للمصور الذي قضى متأثرا بجروح في البطن وفي الرأس، خوذته الواقية بالباب. ويسال وقد شحب وجهه من الغضب: متى سيوقف الاميركيون اعمالهم الغبية؟. ويظهر شريط القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي (فرانس 3) المصور عن الدبابة الاميركية التي اطلقت النار على فندق فلسطين، بوضوح، برج الدبابة المتوقفة على الضفة الغربية من نهر دجلة وهو يستدير باتجاه الفندق الواقع على بعد حوالى 300 متر، ثم المدفع يصوب بعناية قبل اطلاق النار. كان الهدف سهلا وضربت القذيفة سور الفندق الساعة الثانية عشرة ظهرا ودمرت الشرفة التي وقف عليها عدد من الصحافيين من اجل متابعة المعركة العنيفة على الضفة الاخرى من النهر. ويقول مراسل صحيفة لا فانغرديا توماس الكوفيرو (35 عاما) اشعر بالصدمة ازاء عنف الهجوم. حتى لو كان هناك قناص، هل يجب ان يتم قصف المبنى الذي يوجد فيه صحافيون؟. واعلن الاميركيون انهم شعروا بوجود تهديد من قناصين عراقيين قد يكونون لجأوا الى فندق فلسطين. ولا وجود لاي عنصر يؤكد اقوالهم. وتقول مراسلة محطة راي اونو التلفزيونية الايطالية ليلي غرابر لو كان هناك قناص فعلا، لكان الاميركيون استهدفوا القناص، انما من الواضح هذه المرة انهم لم يكونوا يستهدفون احدا بالتحديد ما دامت القذيفة اصابت الشرفة. ويعتبر روجيه اوك، مراسل اذاعة مونتي كارلو ان الجنود الاميركيين لا يسيطرون على اعصابهم وينقصهم الاحتراف. ويقول ان الاميركيين غير نظاميين ويعتبرون ان الصحافيين مقاتلون. انهم يصطادوننا كما تصطاد الارانب. وكان الصحافيون الاجانب يعتبرون حتى اليوم الثلاثاء ان الحرب الجارية في العراق تحترم الحد الادنى من القواعد، على عكس نزاعات اخرى مدنية تشارك فيها الميليشيات ولا توجد فيها جبهات محددة.العراقيون التزموا بتعهداتهم. لم يدخلوا اي مسلح الى الفندق. وتم نقل المقاتلين العرب الذين كانوا في الفندق من دون سلاح الى فندق آخر منذ بداية الحرب. ويرى باتريس كلود من صحيفة لوموند الفرنسية ان الاميركيين المحوا الى ان النظام العراقي يعرض حياة الصحافيين الاجانب للخطر، فيما كل الصحافيين الذين قتلوا في الحرب كانوا اما من الصحافيين الذين يرافقون القوات الاميركية واما باطلاق نار من جنود اميركيين. في الطابق الرابع عشر من فندق فلسطين، اصيب المصور الاسباني خوسيه كوزو (37 عاما) بساقه اليمنى وبفكه. وتوفي متأثرا بجروحه في غرفة العمليات. واصيب بول باسكويل، تقني بريطاني مسؤول عن البث الفضائي في رويترز، في ساقيه. بينما اصيبت ساميا نخول المسؤولة عن مكتب الخليج في الوكالة وهي من اصل فلسطيني، بجروح في وجهها وتعاني من كدمات. واصيب فالح خيبر، وهو مصور عراقي في رأسه. وكان مراسل قناة الجزيرة الفضائية القطرية طارق ايوب قتل صباح أمس في قصف اميركي اصاب مكتب القناة في بغداد. واقام الصحافيون الاجانب الموجودون في بغداد مساء أمس مراسم وداع لزميليهم المصورين. ووسط صمت تام، وقفوا وهم يحملون الشموع، يصلون لبضع دقائق في حديقة الفندق بين الخيم التي تحضن تجهيزات الشبكات التلفزيونية في العالم اجمع. وظهرت مساء اغطية كبيرة بيضاء على واجهة فندق فلسطين لتذكير القوات الاميركية ان الصحافيين محايدون ويفترض تجنب الحاق الاذى بهم.