تخلو الساحة الشعبية مما يمكن أن اسميه (الشعر السياسي) وذلك لاعتبارات عدة, ورغم هذه الاعتبارات نجد أنه يطل برأسه على استحياء في بعض المواقف ثم لا يلبث أن يتلاشى بتلاشي الحدث !! أما وجوده خارج الساحة فهو حقيقة لا تتعدى المجالس الخاصة ومواقع الإنترنت لأنه مسألة حساسة لدى البعض بفعل الحساسية الشديدة في مجتمعاتنا العربية تجاه هذا الأدب!! فالشاعر لا يريد أن يدخل في متاهات هو في غنى عنها وكذلك الناشر على حد سواء مع استغرابي التام لوجوده الفعلي في الشعر الفصيح. والشعر السياسي كما أسميه ذا مجال واسع وغني فهموم امتنا كثيرة وواقعنا المعاصر يفترض افراز هذا النوع من الأدب والقصيدة التي تعالج بعض الأوضاع او التعبير عن الآلام ولو بالشعر. واذا قمنا بتفحص هذا النوع من القصائد التي رأت النور نجد أنها تتذبذب بين القدح والمدح وهذا خطأ جسيم لأن طرح المشكلة ووضع الرؤى المناسبة والحلول لها هو القصد والمراد وقد أعجبتني قصيدة الأستاذ الكبير حمود البغيلي (الغرب يصنع طائرات وصواريخ) ولا أخفيكم سرا أنها الدافع الرئيسي لهذا المقال رغم قدم القصيدة. ان مرونة القصيدة وتفاعلها مع الأحداث يجعلها تفرض احترامها على المتلقي بدلا من الأفراط في الغزل أو مدح النفس التي مللناها حد التقيؤ, فافساح المجال لهذا الشعر سوف يفتح مدارس جديدة تعالج آلام الأمة في زمن الأحباط. انا لا انادي بفتح الباب على مصراعيه للسب والتجريح المفرط وتقزيم الهامات كما في بعض الشعر الفصيح لكن انادي بكسر حاجز الرهبة واطلاق العنان لمشاعرنا للتعبير عن واقع ملموس وكل شاعر حتما مسؤول أمام الله اولا قبل أن يكون مسؤولا أمام الناس في مصداقية طرحه, ولا يفوتني الدعوة الى تجنب السوداوية والتشاؤم المخذل لأن هذا الأمر لا يعدو كونه (زيادة الطين بلة) كما يقال فالواقعية أمر مطلوب وامساك للعصا من المنتصف والغلو عكس ذلك كله. نبضي: ذا ولد والا بنيه؟؟؟؟ لا ولد.. الا بنيه !!! اختفت كل الملامح..شوهتها بندقية.. ذا طريح .. وذا جريح.. وذي تصيح .. وذيك وافتها المنية... @@@ يابشر !!!! ملعون ابوها البندقية.. دامها ماتعرف الا صدر طفله.. حطمت كل الأماني (حين غفلة)... شوهت الآمال والحلم الصغير.. قبل لا يصبح كبير.. يابصير.. انتقم لاطفال في عمر الزهر... من نفوس بربرية.. @@@ جا خبر !!!! وش ذا الخبر؟؟؟؟ ابعدوا الأطفال لا يشوفون الصور ... كتلة اجساد طريه... مزقتها بندقية... سجل التاريخ عنها (ذات سقطة).. انها نفوس بريه.. مجري آل عياف