هاهو الاسبوع الثالث ينقضي, والحرب ترينا كل يوم من وجوهها البشعة ما فاق تصورنا, واقض مضاجعنا, الرافضون للحرب والمستسلمون لها والداعمون والمؤيدون, الكل كان يحلم بمبضع الجراح ينكأ الجرح ويستأصل الورم وتأتي النهاية السعيدة تضرب بعصا موسى تطيح بنظام الطاغية وتزيل اسلحة الدمار الشامل وتحرر العراقيين, لكن كل يوم يبعث لنا زهير بن أبي سلمى يتوكأ احزانه, يصرخ فينا: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم هذه هي صورة من صور المعادلة الخاسرة, الابرياء من ضحايا الحرب, يمثلون شقاء البشر في صراع الحياة من اجل حياة كريمة, احلامهم الصغيرة التي نسجوها مع الايام, كل هذا يتهاوى تحت قصف المدافع ولهيب القنابل, لا لشيء الا ان هذا الشعب الكريم قد ابتلي بطاغية تتبرأ منه الطواغيت وتتعلم في مدرسته الجبابرة والشياطين. معادلة خاسرة ان يستثمر الطاغية روح النضال المشروعة والمعجونة في فطرة الانسان لمقاومة العدو, كيف يتحمل الشعب لعراقي معاناة جديدة تجير تضحياته لكتابة تاريخ مزيف لبطولات الطاغية؟ انها مسؤولية الكتاب والمؤرخين, انها الامانة التاريخية سيسأل عنها كل من يدخل صمود الشعب العراقي وتضحياته في معادلة خاسرة تجعل من الطاغية رمزا للبطولة ترتفع فوق هامات الشعب وتذلهم حتى في الصفحة الاخيرة من تاريخه الاسود, لقد عاشوا ظلمه وظلامه, بل احسب انه سيسحق شعبه حتى آخر حرف يسجل لحظة النهاية, نهاية تكتب بدماء شعب صنع التاريخ في عصور الحضارات المجيدة واليوم يضيف الى تضحياته فيدفع الثمن باهضا من اجل حرية سلبها الطاغية. معادلة خاسرة ان نهتف باسم العروبة, ونحن نتوشحها في حفل المزايدات فقط وقضايانا العروبية (محلك سر) لم نقدم لها من حلول الا تراكمات من الاحقاد تتسلق رقابنا فنتبارى في خنق الاخ الشقيق ولا يهم ان تصبح فلسطين شيئا من التاريخ فحسب بل لا بأس ان تكون هناك فلسطين اخرى لنتباكى عليها ونقدم لها الحل العربي الذي اثبت فعاليته في جدوى الصراخ والتأجيج لشعوبنا فيكفي ان تكون ملتهبة دائما فهذا قدرها وهو ما تستحقه, ونترك للآخرين الفعل فهذه معادلة خاسرة. نبشر بمستقبل اقتصادي, اقتصاد ما بعد الحرب جانب من المعادلة مغموس بالدم وآخر انساني واعادة اعمار أليست معادلة خاسرة؟ تنافس في اهتبال المنفعة الاعلامية, وعلك الاكاذيب وتفنن في تمويه الحقائق, لتحقيق كسب اعلامي في زمن الحرب يقتات على عقول الناس ويعمل على تضليلهم وشحنهم ليصحوا في لحظة يكون فيها الضياع هو الحقيقة الواقعة, وتنفض مجالس المحللين والمعلقين الذين بشروا بنصر المقاومة, وعبادة الطاغية, لينصرفوا الى كتابة تاريخ الضحايا فهذه عندهم مسؤولية تاريخية يقبلون عليها دون خجل او ضمير حي, انها حقا معادلة خاسرة. تشتعل الوطنية في جوانحنا وهي دائما متأججة, ونرى بعين الجلاء ما يتهدد الامة لكنا نكتفي بان نصرخ اننا نعرف ونعي ونكشف المؤامرة, فنحن قادرون على نقض تشابك خيوطها, ويكفينا هذا فنحن نتفرغ لتجريم بعضنا وتخوينهم وندخل في دوامة من نكبله بقيد الخيانة, ونجلله بثوب الخزي فهذا ميدان بطولاتنا أليست معادلة خاسرة؟ جامعة الملك سعود الرياض