أوصت رسالة ماجستير حديثة بضروة تصحيح المفاهيم الخاطئة مثل مصطلح الأصولية والذي يطلق على الصحوة الأسلامية وهو غربي النشأة وضرورة وجود لوبي اسلامي في أمريكا وذلك عن طريق الجاليات الأسلامية والضغط على الإدارة الأمريكية لإتخاذ موقف عادل إزاء القضايا الإسلامية وخاصة قضية الصراع العربي الصهيوني . كما اوصت الدراسة بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية خاصة وأن عائدها يوجه كخنجر في صدر الشعب الفلسطيني، وأن يتم توحيد الصف العربي ليقف في مواجهة الظلم الأمريكي الصهيوني: جاء ذلك في ختام الدراسة العلمية التي أعدها الباحث محمد ابراهيم صقر المعيد بكلية الدعوة جامعة الأزهر تحت عنوان (المسيحية الأصولية الأمريكية المعاصرة وعلاقتها بالصهيونية عرض ونقد) ونال عنها درجة الماجستير بتقدير امتياز وأشرف عليها الدكتور عبد الله بركات أستاذ ورئيس قسم الأديان والمذاهب بالكلية . واكدت الرسالة ان الحركة المسيحية الأصولية الأمريكية ذات جذور متأصلة في تاريخ أوروبا ققبل ظهورها بأمريكا وبدأت مع هؤلاء اليهود والذين تعرضوا للقتل والتشريد والاضطهاد خلال القرون الوسطى وتم طردهم من انجلترا وفرنسا وأسبانيا سنة 1492م فنزحوا إلى بلاد أخرى كألمانيا وإيطاليا ولعب هؤلاء اليهود والذين تحول عدد كبير منهم إلى المسيحية دوراً كبيراً في الحياة الدينية في أوروبا وكان الدافع لهم التطلع للخلاص والعودة لإسرائيل وحلم الدولة القديمة، فاستغلوا آنذاك حركة الإصلاح الديني البروتستاني ونفثوا من خلالها سمومهم وتغلغل الفكر الصهيوني في نسيج حركة الإصلاح الديني فتولد عن ذلك عقيدة أصولية تمثلت في العصمة الحرفية للكتاب المقدس فسرت الانجيل تفسيراً حرفيا عقيدة الله المبارك وعقيدة أكدت على ضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين وبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى ووقوع معركة هرمجدون كمقدمة لعودة المسيح . وبذلك أحدثت حركة الاصلاح الديني تغييرا جوهريا بالمقارنة مع موقف الكنيسة الكاثولوكية والكنائس الأخرى في موقفها من اليهود فقامت ببعث جديد لليهود . وأضاف الباحث في رسالته أن هذه الافكار انتشرت في بريطانيا ففي أصول الشعب البريطاني حتى وصلت إلى الولاياتالمتحدة عام 1630م مع المهاجرين الأوائل الذين وضعوا الجذور الأصولية للولايات المتحدة فاصطبغت الحياة الأمريكية في بدايتها بالصبغة الصهيونية وراجت الأفكار الأصولية في أمريكا وأصبحت جزءاً اساسيا من أفكاره ليس على المستوى اللاهوني فقط بل والمستويات الأخرى . وأوضحت الرسالة أن البداية الحقيقة لهذه الحركة الأصولية في الأربعينيات من القرن العشرين من خلال مؤسسات وشخصيات كان لها الاثر الكبير في نقطة انطلاق من هذه الحركة ثم اخذت هذه الحركة في الانطلاق حتى برزت بروزاً منظما في السبعينات من القرن العشرين واشتدت شوكتها في العقود الثلاثة الأخيرة وبدأت في تحقيق أهدافها والتي تتفق مع الأهداف الصهيونية . وأكد الباحث أن هذه الافكار الاصولية هي الدافع الأساسي وراء هذه الحملة الشرسة التتي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الدول الإسلامية خاصة افغانستان وليبيا والسودان والعراق كما أن هذه الأفكار وراء التحيز الأمريكي السافر للصهاينة مشيراً إلى أن هذه الحركة من أهم الحركات والتيارات المؤثرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بل والعالم باسره وهي تسيطر على قطاع واسع من الإعلام الغربي مما يسهل في نشر أفكارها وأن من بين أعضاء هذه الحركة من لهم قوة التأثير في اتخاذ القرار الأمريكي وتقوم بمساعدة الحركة الصهيونية وتدعمها بشتى الطرق وقد اخترقت هذه الحركة بعض الكنائس في الشرق . وتعرض الباحث في رسالته لجذور الحركة المسيحية الاصولية الأمريكية وظهورها ومنظماتها وقادتها ومعتقداتها وموقف الأسلام من معتقدات هذه الحركة وعلاقتها بالصهيونية . وهذا وقد ناقش الباحث في رسالته الدكتور محمد طلعت أبو صير أستاذ قسم الدعوة والثقافة الأسلامية بجامعة الأزهر والدكتور عبد الله سمك أستاذ الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الأسلامية .