يصفونه بأنه ابغض الحلال. انه الطلاق.. كلمة ثقيلة على المسامع يترتب عليها تفكك اسر وتشتيت اطفال وخلافات ومشاحنات بين العوائل تنتج عنها مشكلات وامراض اجتماعية مزمنة صعبة الحل تؤدي الى انهيار المجتمع نظرا لانهيار اللبنة الاولى التي يعتمد عليها في بناء هيكله وهي "الاسرة". الطلاق حلله الشرع ولكن في اضيق الحدود وعندما تستحيل الحياة الزوجية بين الطرفين وجعله على مراحل ووضع له قوانين وضوابط حتى لا يستسهله المرء ويفكر جيدا قبل ان يقدم على هذه الخطوة الصعبة لانها لن تؤثر عليه وحده ولكن الأذى سيلحق بآخرين غيره. ومع هذا وللاسف الشديد فان نسبة الطلاق في ازدياد في مجتمعنا وكذلك فسخ الخطوبة ونظرا لما لهذه الظاهرة من اهمية بالغة لما يترتب عليها من اثار سلبية على مجتمعنا اردنا ان نبحث في هذه الظاهرة ونتعرف على اسباب الزيادة ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة للحد منها. النسبة ازدادت في البداية قال فهد العليان: ان نسبة الطلاق ازدادت بشكل كبير في مجتمعنا السعودي للاسف واعتقد ان النسبة الاكبر تقع في الاحساء وانا ارجع السبب في ذلك لتمسك الاهالي بعادات وتقاليد متوارثة لا تمت للشرع بصلة تتمثل في رفضهم ان يرى الخاطب مخطوبته قبل ان يعقد عليها وهذا خطأ كبير فالشرع حلل ان ينظر الخاطب لمخطوبته فاذا رأى ما يعجبه منها فله ان يعقد عليها فهذا من حقه ولكن نظرا لاصرار الاهالي على موقفهم فان هذا يؤدي الى وقوع المشاكل بعد العقد فقد لا يرى الخاطب مخطوبته كما وصفت له او قد لا تعجبه مما يؤدي الى فسخ العقد فلذلك ارى انه على الاهل ان ينقلوا كل الحقائق عن المخطوبة للخاطب حتى لا يفاجأ بعد العقد ويحدث مالا تحمد عقباه. عدم التكيف اما احمد العبادي فيعزي نسبة ازدياد الطلاق خصوصا بين الشباب إلى عدم القدرة على التكيف مع الظروف المعيشية الصعبة التي قد يعيشها الزوجان بعد الزواج فمعظم الشباب يتزوجون في سن مبكرة جدا ويكونون في بداية حياتهم العملية ورواتبهم تكون بسيطة جدا لا تفي بمعظم المتطلبات الضرورية وما يصعب الأمر قدوم الاطفال وازدياد الاعباء مما يؤدي الى رفض بعض النساء هذا الوضع فيتمردن على ازواجهن ويطلبن الانفصال طمعا في حياة افضل. السؤال جيد ويرى سعد المهنا ان اسباب فسخ الخطوبة كثيرة جدا منها مثلا ان الأهل لا يسألون بشكل كاف عن الخاطب ولكن بعد الخطوبة ومن باب الاطمئنان أكثر فانهم يتقصون بشكل افضل عن العائلة التي سيرتبط اسمهم بها ونظرا لهذه التحريات الدقيقة قد تتبين لهم امور جديدة لم يكونوا يعرفونها من قبل فيجدون بذلك ان العائلتين غير متكافئتين مما يؤدي الى طلب فسخ الخطوبة او قد يكون الانفصال لعدم الاتفاق على ترتيبات الزواج فقد يغالي اهل العروس في طلباتهم ويقابله رفض من أهل العريس فيؤدي الاختلاف الى فسخ الخطوبة نظرا لتمسك كل منهم بموقفه. بين الشباب ويعتقد العليان ان نسبة الطلاق تكون بنسبة أكبر بين الشباب الذين يتزوجون وهم في سن صغيرة وقد يكونون غير مؤهلين لتحمل اعباء الزواج فالشباب في هذه المرحلة اعتادوا على السهر والسفر والانطلاق ولم يعتادوا على تحمل مسؤولية غيرهم فالزواج شراكة فعلى من يقدم على الزواج ان يكون قادرا على تحمل هذه المسؤولية فالاهمال واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية تؤدي الى نفور الطرف الاخر وبالتالي إلى طلب الطلاق. عدم القدرة اما سعيد بوحليقة فيقول: الشباب هم من يمثل الشريحة الاكبر من المجتمع الذين تطالهم حالات الطلاق واعتقد ان السبب يعود الى ان الشباب في بداية حياتهم يكونون غير قادرين على توفير السكن المستقل مما يضطرهم للسكن مع اهل الزوج وفي الغالب لايحدث توافق بين الزوجة واهل الزوج مما يؤدي الى اصرارها على توفير السكن المستقل ونظرا لعدم قدرة الزوج أو رفض الاهل يقع الطلاق. ضعف الوازع الديني كما اكد عدد من المختصين النفسيين ان من اهم اسباب حدوث الطلاق هو ضعف الوازع الديني لدى الزوج وتسرعه في اتخاذ الاحكام وصغر سنه الذي يدفعه الى تصرفات يندم عليها مستقبلا. ويقول الدكتور اسامة عبدالحميد استاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك خالد والاستشاري بمستشفى الصحة النفسية بأبها. في الواقع اسباب زيادة الطلاق وفسخ الخطوبة تختلف من مجتمع الى آخر وبحكم اننا مسلمون وتحكمنا جميعا عقيدة اسلامية واضحة المعالم والامور ومن هنا تتركز اسباب الطلاق في حديثي الزواج في عدم تكيف الزوجين مع بعضهما البعض وعدم فهمهما لبعض ففي بداية الزواج يحاول الزوج ان يثبت شخصيته القوية امام زوجته وانه هو صاحب القرار في البيت وبذلك تتغير صورته الجميلة أمام زوجته التي رسمت في مخيلتها ان ذلك الزوج هو فارس احلامها وانه الزوج المثالي الذي تتمناه وانها وجدت ضالتها فتصاب الزوجة بصدمة نفسية كبيرة جدا من الزوج قد تصل الى انها تكرهه ومن هنا تنطلق بداية المشاكل الزوجية والتي تصل في معظم الاحوال الى الطلاق فالزوج والزوجة كانا في مرحلة الخطوبة يتعاملان بروح عالية وكلمات جميلة جدا فمجرد ما انتهى حفل الزواج اذا بتلك الصورة الرائعة والخيالية تتلاشى وهذا سبب اخر يؤدي ايضا الى الطلاق, ولذلك علينا الا نندفع بمشاعرنا واحاسيسنا مرة واحدة وننسى انه ستمر علينا لحظات ملل وتوتر عصبي تصيب العلاقة الزوجية والزوج الذكي هو من يضرب لهذه اللحظة الحساب, كما ان بعض المشاكل الاجتماعية والاسرية قد تكون سببا في الطلاق كعلاقة الزوجة مع ام الزوج خصوصا اذا كان الزوج وزوجته يسكنان مع اهله في منزل واحد لان الام تعتقد ان هذه المرأة الغريبة (الزوجة) قد خطفت ابنها منها وهذا شعور طبيعي لدى معظم الامهات وعلى الزوج الاتزان والتعقل في ابداء مشاعر الحب والحنان سواء لامه او لزوجته كما ان الزوجة تستطيع بعقلها ان تدرك ان الام لها فضل كبير على ابنها وانها سبب في وجوده في هذه الدنيا فلها الاحترام والتقدير والمشورة,.. ومن اهم الاسباب ايضا عدم اعطاء كل ذي حق حقه سواء الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها او الزوج لوالديه والزوجة لوالدي زوجها وهكذا.. لكي نضمن بعد توفيق الله الاستمرار في حياة زوجية نموذجية وان ندرك ونعي ان ذلك نصيب في هذه الدنيا ونرضى بذلك ونحاول قدر الإمكان التغاضي عن الزلات الصغيرة ونكبر بتفكيرنا وتعاملنا مع سفاسف الامور لتكون حياتنا الزوجية سعيدة وخالية من المشاكل التي قد تؤدي لا سمح الله الى الطلاق. الكتاب والسنة ويؤكد الشيخ الدكتور جبريل محمد البصيلي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد وامام وخطيب جامع الموضلية بأبها ان من اسباب الطلاق هو بعد الزوجين او احدهما عن الله سبحانه وتعالى فيرى عدم التوفيق في هذه الحياة الزوجية كما ان الطلاق شرعه الله سبحانه وتعالى لامة محمد صلى الله عليه وسلم عندما يكون هناك عدم وفاق بين الزوجين ومشاكل يومية ومتكررة وعدم احترام بعضهما البعض وليس لمجرد مشكلة بسيطة يمكن حلها. والواقع اننا لو ارجعنا حياتنا وما يدور فيها للكتاب والسنة لوجدنا الحل الشافي والكافي لجميع مشاكلنا. فالزواج هو النواة الاولى للاسرة المسلمة ويجب ان يكون على افضل الاحوال وخصوصا العلاقة القوية مع البارئ سبحانه وتعالى لكي نربي جيلا مسلما قويا يعلم ان عليه كثيرا من الواجبات تجاه دينه واسرته ومجتمعه. فالحياة الزوجية معرضة للمشاكل وكثير من الأمور ولا يخلو اي منزل من بعض الهموم والظروف سواء المادية أو الاجتماعية ولكن علينا ان نحكم عقولنا قبل فوات الاوان فان اغضب الحلال عند الله عز وجل الطلاق فالطلاق لا يكون لاتفه الاسباب وعند حدوث مشاكل او خلاف علينا ان نرجع الى من هم أكبر منا واعلم منا لتقريب وجهات النظر والاعتراف بالخطأ والوعد بعدم الاستمرار فيه فنحن جميعا بشر والبشر من طبيعته الخطأ ولا ندعي الكمال. فالكامل هو الله سبحانه وتعالى فسواء الزوج او الزوجة عليهما التمسك بالعقيدة السمحة وعدم ترك الفرصة للشيطان للدخول بينهما ليدمر حياتهما ويشرد اطفالهما والذين يذهبون في معظم حالات الطلاق الى الضياع. المسئول الاول ويؤكد يحيى محمد العلكمي مشرف تربوي بتعليم عسير ان من اهم اسباب الطلاق هو ضعف الوازع الديني لدى الزوجين وخصوصا الزوج لكونه هو المسؤول الاول عن زوجته واسرته وهو الذي بيده الطلاق ليس الزوجة ومن هنا يجب على الزوج قبل ان يفكر في الطلاق الرجوع الى ما هو الشيء الذي دفعه الى ذلك ولا يجعل اللحظة والشيطان يسيطران على تفكيره ومن ثم يتحكمان في تصرفاته واذا ما نظرنا إلى أسباب الطلاق في الوقت الحاضر نجد وللاسف اكثرها تافهة ولا تستحق ان يحدث الطلاق بسببها وكما ذكرت ان ضعف الوازع الديني وصغر سن الزوج وعدم وجود الخبرة الكافية في الحياة تجعل الكثير من الازواج خصوصا صغار السن منهم يلجأون من اللحظة الاولى في حالة نشوب خلاف بسيط إلى الطلاق وللاسف الشديد ان هؤلاء الازواج هداهم الله لا يفكرون الا في انفسهم فقط وانه مازال صغيرا في السن ويمكنه ان يتزوج مرة اخرى بينما يظلم زوجته والتي ستقل فرص الزواج لها كما ان هؤلاء الازواج لم يفهموا الحكمة من مشروعية الطلاق وان الشارع الحكيم لم يجعله عبثا بل كان الطلاق عندما يفقد الزوجان كل وسائل الصلح وتقارب وجهات النظر بينهما فان وصلا الى طريق مسدود في تلك اللحظة يمكنه الطلاق ولذا على الازواج مراقبة الله عز وجل في كل امورهم وانهم مسئولون امامه سبحانه وتعالى عن ذلك الطلاق الذي قد يكون سببا في ظلم تلك الزوجة التي لا حول لها ولا قوة فمن اهم الامور التي تجعل الحياة الزوجية تسير في سعادة هو الشعور الكامل من الزوج وكذلك الزوجة بالمسؤولية كل تجاه الاخر وان يحرص كل منهما على فهم الاخر وألا يكون خصوصا الزوج صاحب مزاجات متعددة ويسأل عن كل كبيرة وصغيرة فمعظم النار من مستصغر الشرر واتمنى للجميع حياة سعيدة والله ولي التوفيق. أبغض الحلال ويقول ابراهيم محمود ابو عجمية الاديب والشاعر والمربي ان الطلاق ابغض الحلال الى الله, ولكن لكل شيء بداية فما ضر لو تقصينا الامر من بدايته؟ والحكاية تبدأ من لحظة التفكير الجدي بالزواج وهنا تفترق الطرق وتتشعب ويكثر قائلو النصائح وهؤلاء تختلف ثقافاتهم وتتنوع فمنهم من ينصح بالزواج من امرأة ثرية لا تثقل كاهل الزوج ماديا ومنهم من ينصح بالزواج من امرأة ذات جاه وعز ومنهم من ينصح بالزواج من امرأة تخاف الله وتتقيه ومنهم من ينصح بتغريب الزواج ومنهم من يعارض هذا التغريب وهنا يقع طالب الزواج في دوامة من التفكير تشغل باله طويلا والحقيقة ان الزواج وديمومته يعتمدان في المقام الاول على التربية وعلى المخزون الثقافي فاذا آمن الزوجان بان الزواج شراكة لها ما لها من واجبات وعليها ما عليها من تبعات نجح هذا الزواج اما اذا شابه الطمع والاستغلال والتشبث بالرأي فلن ينجح بحال من الأحوال ولا مجال للاتيان بالآيات القرآنية التي تتناول هذا الموضوع فهي كثيرة وكذلك الاحاديث النبوية الكريمة وانا ارد سبب انتشار الطلاق الى ان الزوجين لم يدققا في الاختيار الذي لابد وان يراعي التباين الثقافي والعامل الديني ومفهوم الزواج من حيث هو سكن وتعاطف ورحمة لذا على كل طالب زواج او طالبة زواج ان يكون هناك بينهما الحد الادنى من التفاهم واذا ارادا الستر سترهما الله. حفلات الزفاف الجماعي لمواجهة التكاليف المرتفعة للزواج مشروع تيسير الزواج