انني استغرب من بعض اصحاب المساهمات الذين يوهمون صغار المساهمين بانهم في طور تطوير المساهمة وانهم قد تم توقيعهم للعقود مع المقاولين للبدء في تطويرها وعندما يمضي الوقت ويسألون عن موعد الحراج ظنا منهم بانه قد تم تطويرها يطلع عليهم صاحب المساهمة ويقول لصغار المساهمين نظرا للظروف الاقليمية وما يدور حولها فانه قد تم تأجيل التطوير الى ان تتحسن تلك الظروف, ويصدقونه ويصبرون على مضض وهو من جهة اخرى يقوم بعقد صفقات جديدة باموال هؤلاء وكأن الظروف الاقليمية شماعة لمثل هؤلاء تستخدم لصالحهم, هنا عندما تغيب الشفافية في الطرح والمصداقية في التعامل يكون هناك خلل في التطوير العقاري وكذلك في تعامل السوق العقاري مع اي جديد يطرح فيه, وفي سياق ذلك لقاني ذات يوم صديق لي في مناسبة اجتماعية وقال لي وهو يتلفت يمينا وشمالا وكأنه خائف من احد (توجد ارض كبيرة معروضة للبيع في موقع كذا وقيمتها كذا ونريد منك ان تعرضها على كبار العقاريين) فقلت له هل تقدر بان تعطيني مخطط لموقعها لكي اشرح لهم واقنعهم بها فقال لي ومايدريني بان يقوموا هم بالالتفاف علي ويعرفون صاحبها ويزايدون علي ومن ثم نخسر هذه الصفقة فسكت ولم اعلق على ما سمعت واستأذنته بالرحيل.. ان المتعمق في التعامل مع بعض اصحاب المكاتب العقارية ليجد العجب العجاب, في كيفية عرضهم للعقارات على طالبيها حتى انها تبدو لهؤلاء خالية من العيوب التي ما تلبث تنكشف بشكل جلي بمجرد وصول طالب العقار اليه. ان الاعجب من ذلك هو اعتقاد بعض العاملين في السوق بان هذا الاسلوب الملتوي هو الاسلوب الصحيح للعمل في السوق العقاري متناسين اهمية المصداقية التي ربما يحتاجها سوق العقار اكثر من غيره باعتباره سوقا تقليديا يعتمد على مستوى العلاقات والثقة المتبادلة بين العاملين فيه والمستفيدين منه.