الدكتور ناصح الرشيد أفتخر بك وبهذه المساحة التي يصل صوتنا من خلالها اليك ومن ثم الى المسؤولين وأصحاب القلوب العامرة بالخير.. أسمح لي بداية ان اقفز عبر هذه السطور الى صفحتك.. بعد ان ضاقت الدنيا في وجهي وأغلقت الأبواب وأشعر فعلا بالضياع وسط هذا الكم من الهموم والاحباط. وبعد ان رأيت المستحيل تجسد أمامي. اكتب اليك وأنا أرى ملمحا من الضوء فأنا وبكل صدق لم أجد في هذه الدنيا الواسعة من ألجا اليه بعد الله, ولم أجد من يفهمني ويقدرني او أستند عليه بنصيحة.. وهأنا ألبي دعوتك في البوح وكلي أمل.. فليس غير الورقة والقلم ما أبثهما معاناتي. اكتب اليك والحزن يلفني برداء لا فكاك منه وأتمنى ان تنصفني ولا تضعني في شباك الاتهام وأنا متأكدة انك انسان عادل وصادق بمشاعرك واحساسك الذي لمسته من خلال ماتطرحه عبر هذه المساحة. والآن اسمح لي ان اجلس لافضفض عما يحمله قلبي المتعب. أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثين عاما.. منذ ولادتي وخروجي الى الحياة وانا أحلم.. أحلم بمستقبل واسع مليء بالامنيات الرائعة الجميلة.. كبرت وكبرت احلامي وقدراتي.. ولكن هيهات فبعد أيام من ولادتي (كما قيل لي) اصبحت أعاني تشوها في الجزء الأيسر من الوجه, , وشللا في الضلع السابع. كبرت وعرفت طريق المستشفيات والأطباء باكرا, أجريت لي عدة جراحات.. كنت أشعر بنظرات السخرية ولكن لصغري لم أفهم ما يدور حولي. دخلت المدرسة الابتدائية وبعد معاناة تخرجت منها الى المرحلة المتوسطة.. قاومت وكافحت بإرادة حتى نجحت وتخرجت وواصلت دراستي الثانوية رغم المصاعب.. في هذا الوقت اصبحت فتاة ناضجة تعرف ما يدور حولها وتقرأ نظرات الآخرين التي تشعرني بالنقص.. حاولت ان اتجاهل الأمر ولكني لم استطع. تخرجت في الثانوية ولكن معدلي كان منخفضا فلم استطع ان أكمل دراستي حتى اثبت للآخرين قدرتي. جلست في البيت.. تسع سنوات وانا أشعر بيأس واحباط لا إحساس بالزمن ولا الأيام.. والعمر تنطوي صفحاته الواحدة تلو الأخرى وانا أصارع وحيدة وسطه زحمة الحياة القاسية. أهلي لا يفكرون فيّ ولا في مستقبلي لا لشيء سوى عدم استطاعتهم مساعدتي.. والدي متقاعد وأمي كبيرة في السن. دكتور ناصح: تعرف ان حلم كل فتاة ومصيرها الطبيعي ان تتزوج ويكون لها بيت وأطفال.. وأنا كما قلت لك مشوهة.. فمن يقبل بفتاة مثلي من شباب هذا الجيل. قيل لي إنني يمكن ومن خلال عمليتي تجميل ان يعود وجهي الى طبيعته.. ولكن نظرت الى وضع أهلي المادي, وعدم قدرتهم على ذلك.. وخضعت للظروف القاهرة. لدي أحلام وطموح وإرادة حاولت أن أثبت للناس ولنفسي انني غير معاقة وقادرة على العمل.. بحثت عن وظيفة تفتح لي باب الأمل.. كافحت وطرقت الأبواب ولكن بلا فائدة. بصراحة انا حائرة.. أفكاري مشتتة.. هل انا مجرد انسانة مشوهة؟ هل استطعت أن أنقل اليك حالتي.. استغاثتي؟ هل ستتفاعل مع مشكلتي وتلتفت اليها.. انا بحاجة الى وظيفة.. وبحاجة الى عملية تجميل.. لا أعرف ماذا أفعل.. وكل ما استطعته هو ان أكتب اليك فهل ستساعدني؟ آمل في الله ثم فيما ستنقله الى.. وانتظر ردك عليّ بكل رجاء. @@ ... س. ع . ع... أبواب الأمل الاخت/ س. ع. ع ها نحن نلتفت اليك والى ما تعانينه نشاركك ألمك ونحاول ان نخفف عنك بعضه بإذن الله ف(اليوم) ما قامت بفتح هذه الصفحة إلا من أجلك وأجل من يعاني ونأمل ويأمل تخفيف معاناته. تفهمنا مشكلتك ولكن لكي تتضح صورة حالتك المرضية نرجو ان يصلنا تقرير عنها او وصف مفصل لها واذا لم يكن لديك ابلغينا حتى يمكن مساعدتك بفحص حالتك في احد الأماكن المتخصصة لنعرف مدى امكانية القيام به لأجلك. نحن نقدر معاناتك وشعورك وسمو روحك واصرارك على تحدي ما تعانيه.. وتفهمك ظروف من حولك.. ونشكرك على الثقة وعلى قدرتك في التعبير عما بداخلك بأسلوب جيد يكشف عن موهبتك في الكتابة.. ونتمنى ان تنمي تلك الموهبة بالقراءة.. ونحن على استعداد ان نمدك بالكتب التي تساعدك على ذلك. وان شاء الله نأمل في الله وفي أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء من المعطائين وهم كثر خيرا.. نأمل في تزويدنا بوسيلة للاتصال بك لابلاغك بما يستجد.. وندعو لك بالشفاء وبتحقيق ما تطمحين اليه بأمر الله. وثقي في الله كثيرا فهو خير معين وتأكدي ان الدنيا بخير دائما مهما حدث. ......ناصح