راشد سعد الشريدي شاب يبلغ من العمر 17 عاما يدرس في الصف الثاني ثانوي في ثانوية الملك سعود محبوب من زملائه واساتذته وكل معارفه لما عرف عنه من دماثة الاخلاق والرزانة والتدين، فهو يحفظ اجزاء من القرآن الكريم، ويملك صوتا جميلا يسلب لب كل من يستمع الى تلاوته. مواظب على أداء الصلاة في المسجد، تميز برجاحة عقله وتفوقه في دراسته وطيبته حتى استطاع ان يكسب حب الجميع. رحلة كان ضمن الانشطة المدرسية تنظيم الرحلات، وبالفعل قامت المدرسة بتنظيم رحلة الى ربوع ابها. أراد راشد الاشتراك في هذه الرحلة بشدة، ولكنه وجد صعوبة بالغة في اقناع والديه بالموافقة، نظرا لتعلقهم به ولبعد مسافة الرحلة ولكنه اخيرا ونتيجة إلحاحه الشديد حصل على موافقتهما، وبالفعل سافر مع طاقم المدرسة المكون من المعلم عبدالعزيز العبدالهادي المسؤول عن الرحلة وكل من صلاح الحميد وعمر بوعبيد كمساعدين وعدد من طلاب ثانوية الملك سعود. خبر مفاجئ بعد مضي يومين على الرحلة رن جرس الهاتف في منزل راشد، وكان المتصل احد المعلمين الثلاثة، وطلب الحديث مع (علي) الاخ الاكبر لراشد، واخبره بانهم فقدوا راشدا في احد متنزهات ابها، ومازال البحث عنه جاريا، وانه لابد ان يحضر الى ابها في اسرع وقت ممكن للاهمية. سفر علي استأذن علي من عمله، وسافر الى ابها وقابل هناك مدير مركز شرطة الشعف، وهو اقرب مركز من متنزه ابها، الذي اخبره بانه يوجد اثنان من زملاء راشد محجوزين، وانه لابد ان يتنازل حتى يتم الافراج عنهما وبالفعل تنازل وتم الافراج عنهما. تفاصيل الحادثة يروي تفاصيل الحادثة علي الشريدي الاخ الاكبر لراشد قائلا: بعد ان تم الافراج عن زميلي راشد استفسرت منهما ومن المعلمين عن تفاصيل الحادثة، فأخبره احد المعلمين بانه في يوم الحادثة ذهبوا الى متنزه ابها ونزل الجميع من الباص للتنزه، وعندما اقترب موعد صلاة العصر نادينا على الطلاب من اجل الاجتماع لاداء الصلاة جماعة، وبالفعل حضر الطلاب جميعا، ولكنهم اكتشفوا تغيب راشد، وسألوا عنه فأخبرهم اثنان من زملائه بانهم كانوا مع راشد يتنزهون على احد المرتفعات، اثناء ذلك مرت عليهم سحابة كبيرة بيضاء، حجبت الرؤية عنهم، فلم يستطيعوا ان يروا بعضهم، واخذ كل واحد منهم ينادي على الآخر ومكث كل منهم في مكانه، حتى تنجلي الرؤية وبالفعل بعد ذهاب السحابة سمعنا النداء للتجمع، فاتجهنا الى مكان الباص. ثم طلبوا من الطالبين الرجوع للبحث عن راشد، وعندما تأخرا في العودة ذهب الجميع للبحث، ولكن دون جدوى، فلم يعثروا على اي اثر لراشد واستمروا في البحث حتى الليل، بعد ذلك اتصلوا بالشرطة لمساعدتهم في البحث. وحضر رجال الشرطة وطائرة تابعة للدفاع المدني وتم البحث بشكل مكثف، ولكن دون جدوى. موقع الحادثة يقول علي ذهبت مع المعلمين وزملاء راشد الى موقع الحادثة، وكان عبارة عن مرتفع صغير واغلب المساحات حوله منخفضة، وبحثنا من جديد، لعلنا نجد اي اثر او دليل يقودنا الى مكان راشد ولكن بدون فائدة. لغز كبير اجرى رجال الدفاع المدني تمشيطا للمنطقة على نطاق واسع لاحتمال ابتعاد راشد عن منطقة التجمع، وربما يكون قد سقط من حرف ما ولكنهم لم يجدوا له اثرا والسؤال الذي يفرض نفسه اين ذهب راشد، فلو كان قد سقط من مكان نجهله فان الطيور ستحوم حول مكان جثته، وبالتالي سنعرف مكانه، ولكننا لم نجده حيا ولاميتا. يضيف الاخ: احداث هذه الواقعة تعود لعام 1412ه اي منذ 12 عاما مضت مازلنا لانعلم هل راشد حي ام ميت.؟ اسرة راشد كان لخبر فقد راشد على اسرته تأثير كبير، فوالدته الثكلى تبكيه الى يومنا هذا ومازالت لديها الامل في عودته، وتتلهف لرؤية وجه كل من يطرق باب منزلهم لعلها في يوم ترى وجه راشد يطل عليها بعد هذا الغياب، ويرتمي بين احضانها لتروي حنينها اليه بعد غياب الاثنتي عشرة سنة الماضية. والد راشد نظرا لحزنه الشديد على ابنه اصيب بداء السكر، وقد تفاقمت حالته الصحية فادى الامر الى بتر احدى رجليه ثم اصيب بفشل كلوي وتضاعف حزنه بسبب فقدان راشد لانه كان يخشى ان يموت قبل ان يراه وبالفعل هذا ما حدث فقد توفي والد راشد ولم تقر عينه برؤيته. مازال البحث مستمرا يقول علي انه قد نشر صوره وقصة راشد في عدد من المجلات والصحف المحلية، لعل احدا يتعرف على صورته او يكون لديه اي معلومات تفيد عن مكانه، ولكن بدون جدوى. @ كما انه مازال بين فترة واخرى يضع صورته في الصحف طمعا من اي جديد. @ تلقى علي على فترات متباعدة استدعاءات من شرطة الرياض وشرطة عسير، للتعرف على بعض الجثث المجهولة الهوية ولكن راشد لم يكن من بين الجثث المعروضة. راشد جديد رزق علي بولدين اطلق على الكبير اسم راشد حتى يظل اسم راشد يتردد بيننا والآخر اطلق عليه اسم سعد على اسم والده. أمل لا يموت على الرغم من مضي الاثني عشر عاما الماضية الا ان الامل مازال لدى كل فرد من افراد عائلة راشد في عودته.