ماحدث في العراق بكل المقاييس مأساة إنسانية وسياسية واجتماعية وفكرية وثقافية واقتصادية وغيرها ... مأساة ديكتاتورية وضياع شعب وتخريب حضارة وهدم مدن وقتل أنفس وتبديد ثروة أمة بأكملها بدأها الحاكم وانتهى الاحتلال من الإجهاز على كل ما تبقى لتفريغ ذاكرة الشعب والأمة من كل مضامينها وزرع مفاهيمه .. حدث ما حدث وانتهى ما أنتهى وننتظر ما بعد الحدث لنرى ونرقب فالآتي أشد وأعتى ليس على العراق ولكن على العالم العربي بأكمله .. وإذا نحينا كل ذلك جانبا وأخذنا جانب العدالة بصرف النظر عن الإعلام القوي الذي حول قضية العراق إلى مجرد قضية أسلحة دمار ثم إلى ديكتاتورية حاكم وتوقفنا عند بعض الأمور سنجد أننا في صراع قوي مع المبادىء بكل أشكالها مبادىء العدالة ومبادىء الانسانية ومبادىء الأممالمتحدة .. فالعدالة تحتم على شرطي العالم والقوة الوحيدة ألا تكون معاييرما مزدوجة فما طبق ويطبق على العراق وما يطلب من سوريا يجب أن يطلب ويطبق من اسرائيل فلم يعد خافيا امتلاك اسرائيل لكل أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية وغيرها . فهي الدولة الثانية بعد أمريكا التي استخدمت الأسلحة المحظورة في حروبها ومنها (النابالم) والقنابل العنقودية وغيرها .. وهي تمارس الآن كل أنواع الظلم والقهر والاحتلال والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني .. فلماذا ؟ يسكت عن ذلك ؟ ولماذا يتم القبض على رئيس البرنامج النووي العراقي جعفر الجعفر ليحاكم لأنه عمل على تطوير سلاح للدفاع عن بلده مثلما فعل علماء اسرائيل والهند وباكستان ؟ هذه أسئلة في متاهه الأحداث وفي دائرة الصمت المطبق على العالم الآن ومن ضمنها هل معنى ذلك أننا لا نستطيع أن نطور قدراتنا العسكرية بدعوى الدمار الشامل ومنها الصواريخ التي تمتلك اسرائيل منها ما يصل مداه إلى باكستان ؟ برجاء أفيدونا نحن جيل حائر في ركام الأسئلة جيل أفاق على صدمة الحرب والدمار والإجابات القائمة والعائمة .. لماذا يحدث في العراق ولا يحدث في اسرائيل ؟ ولماذا يحدث في العراق ولا يحدث في كوريا ؟ ألم تكن هناك وسيلة لإسقاط النظام سوى تدمير العراق وقتل آلاف البشر وتخريب ذاكرة أمة اجيبونا قبل أن يستبد بنا اليأس ..