نجحت العصابات الصهيونية العالمية من بداية القرن العشرين الميلادي في اختطاف الشعب اليهودي وجعلهم ضحايا معارك من صنع أيديهم.. ونجحت في اختطاف فلسطين أرضًا وشعبًا بوعد بلفور الشهير.. كما أنها نجحت في اختطاف الرأي العام في الغرب وجعله مسيّرًا لخدمة مصالحها، مهما كانت مخالفاتها للأعراف والقوانين الدولية.. ونجحت في امتلاك السلاح النووي خارج إطار ما اتفقت عليه دول العالم؛ تحت مظلة منظمة الطاقة النووية، ومعاهدة حظر انتشار ذلك السلاح الفتاك.. ونجحت في جعل كل المنظمات الدولية تغض الطرف عن كل تجاوزاتها، في الوقت الذي تطالب تلك المنظمات كل دول العالم بالالتزام بما سنّته من قوانين وضوابط ومراقبة لانتشار أسلحة الدمار الشامل، ولم يعد يخفى على أحد أن الساسة في أمريكا وغيرها من الدول الغربية أصبحوا لعبة في أيدي خفية يُحرِّكها الصهاينة لابتزازهم، لتنفيذ سياسة إسرائيل العدوانية. وفي المعركة الجارية على أرض غزة حاليًا تقتل إسرائيل بسلاح أمريكي أطفال غزة، حيث ترى أن كل طفل يُقتل من الفلسطينيين يعد مكسبًا كبيرًا لها، لأن الهدف الأساسي التخلص من السكان العرب وإحلال سكان صهاينة بدلًا منهم، والأطفال العرب يولدون وهم وذووهم في سجون الاحتلال، ولن يغفروا لمن يضطهدهم وهم في المهد، ويحرمهم من لذة الحياة، ولذلك يرى الصهاينة أن قتلهم مبرر ورسالة إلهية؛ لكي يخلوا المجال لصهاينة جُدد على حساب أطفال فلسطين الأبرياء. في الماضي كان الحديث عن المافيا الإيطالية التي كانت تمارس الاختطاف والقتل في الخفاء، واليوم يعيش العالم مع مافيا صهيونية تعيش في العلن، تختطف وتقتل وتدمر وتدوس كل القيم الإنسانية في وضح النهار، ويطل على العالم مُتحدِّث البيت الأبيض مؤيدًا ومطالبًا بضبط النفس، ومؤكدًا على حقها في الدفاع عن النفس. أمريكا تقول للأسد ارحل، ومعها الحق في ذلك.. ولكن لماذا لا تقول للعصابات الصهيونية ارحلوا عن فلسطين التي اغتصبتموها دون وجه حق مخالفةً لكل القوانين والأعراف الدولية؟! أمريكا بتأييدها للقتل والاختطاف والتدمير الذي يمارسه نتنياهو وعصابته المجرمة لا يقلّون جُرمًا عن مَن تُنادي أمريكا بتنحيتهم عن السلطة في دول أخرى، ولا ترى في ذلك حرجًا، لأنها أسيرة الفكر والمكر الصهيوني، وهي وكل من يسير في ركبها شريك في جريمة حصار وقتل الفلسطينيين الأبرياء. الرأي العالم العالمي أيضًا منحاز بالكامل مع الصهاينة، لأنه يعيش عقدة ذنب الحرب العالمية الثانية بعد أن زرعت الصهيونية في ذاكرته مأساة المحرقة النازية، رحّلت كل أوزارها على الشعب الفلسطيني.. والرأي العام العربي يعيش مرحلة حرجة، ولا يرى القدس وما حل بها. الشعب الفلسطيني بحاجة لانتفاضة جديدة مماثلة لما حصل في دول الربيع العربي، ليضع العالم بأسره أمام مسؤولياته، ولتكن المعركة الفاصلة بين العرب والصهيونية العالمية. إن استمرار الغرب بقيادة أمريكا في اتباع سياسة التأييد المطلق للصهيونية العالمية في إسرائيل، يُعرِّض السلم العالمي للخطر، كما سبق أن برز ذلك من خلال عدة استفتاءات في القارة الأوروبية؛ وغيرها من دول العالم، وكما ورد على لسان هنري كيسنجر الذي بدوره تنبّأ بنهاية إسرائيل في القريب العاجل. ومن الجانب العربي، ينبغي أن يفهم الجميع بأن الضربات الخجولة التي تستغلها إسرائيل للفتك بالشعب الفلسطيني غير مجدية، والأمر يتطلب ضربات موجعة في صميم العمق الإسرائيلي من لبنان وغيرها من المواقع الحدودية، حتى يفيق الشعب اليهودي ويتنبّه للهاوية التي يقوده إليها الفكر الصهيوني من بداية القرن العشرين حتى الوقت الراهن. [email protected]